أبرز الأخبارسياسة عربية

عسيري : هبة الأسلحة تعكس حرص السعودية على استقرار لبنان وتدخل إيران أغرق المنطقة في الفتنة والطائفية

أوضح السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في حديث الى «قناة فرانس 24»: أن «هبة المليارات الثلاثة لتجهيز الجيش اللبناني بأسلحة فرنسية، أتت نتيجة قرار إتخذه العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز بعدما عرض له الرئيس السابق ميشال سليمان حجم التحديات التي يواجهها الجيش اللبناني نتيجة إفرازات الحرب في سوريا، في وقت يعاني الجيش من قلة التسليح والإمكانات».
أضاف: «أن الهبة هي قرار سعودي حكيم لحماية الشرعية اللبنانية والمحافظة على أمن لبنان واستقراره وضبط حدوده كي لا يتعرض لأي ضرر من أي جهة كانت، كما أن الهبة تعكس محبة المملكة للبنان، وهي تأكيد على استمرار العلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية».
ورداً على سؤال أكد عسيري أن «الهبة ليست موجهة ضد أحد، بل إن الأسلحة مقدمة للجيش اللبناني المؤلف من كل الطوائف اللبنانية وهو درع الوطن ويحمي لبنان وشعبه».
وجدد أسفه لما وصفه «بخطاب إنفعالي لجأ إليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على خلفية أحداث اليمن». وقال: «إن الخطاب لا يخدم مصلحة لبنان والعلاقات السعودية اللبنانية بل يخدم أجندة خارجية».
وذكر عسيري «بأن السعودية أسهمت بإعمار الجنوب وتقديم المساعدات للبنانيين الشيعة في الجنوب بعد حرب تموز (يوليو) العام 2006»، مؤكداً أن «المملكة لا تنظر إلى لبنان كطوائف بل كبلد عربي ومميز بغناه الثقافي».
وتابع: «أننا لم نسمع بالطائفية إلا في العام 79 عندما بدأت إيران بتصدير الثورة وهي مستمرة بذلك، وهو أمر لا يخدم إيران أو المنطقة. والمطلوب هو التعقل ومعرفة أهمية الجوار والمصالح المشتركة بين البلدان وهذا ما تريده المملكة العربية السعودية».
ورأى عسيري أن «عاصفة الحزم قطعت شوطاً كبيراً من الناحية العسكرية، وحققت هدفها الذي لم يكن تدمير اليمن والإضرار بالشعب اليمني، بل إعادة الوحدة اليمنية والشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس السابق والحكومة التي سلبت مؤسساتها منها بسبب تدخل إيران السافر في اليمن وسوء تصرفات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي غدر بشعبه وبالحوثيين بعدما حاربهم في البداية». وشدد على ضرورة «اجتماع الإرادة السياسية في اليمن وإيجاد حلول سياسية بين اليمنيين أنفسهم».
وقال: إن المملكة العربية السعودية «ليست من هواة الحروب أبداً. ولكنها لم تجد أمامها بعد جهود كبيرة بذلتها المملكة ودول الخليج والأمم المتحدة إلا أن تتدخل، فلو ترك الوضع في اليمن على ما كان عليه، لكان التأثير سلبياً جداً على المملكة التي كان من حقها إتخاذ الإجراء الذي اتخذته».
وأمل السفير السعودي أن «تعود البنى التحتية في اليمن قريباً، وتعود اللحمة إلى أبناء اليمن جميعاً»، مضيفاً أن «المملكة لن ترضى بأن يتعرض أي بلد في الخليج والمنطقة لضرر كبير، بل ستقف لتقديم الدعم من خلال الحلول السياسية والحوار البناء».
ورداً على سؤال حول تداعيات الاتفاق النووي الغربي مع إيران، قال عسيري «إن السعودية تنظر إلى إيران كبلد جار ومسلم وتربطنا به علاقات دبلوماسية. كما أن الاتفاق النووي يخص الدول الغربية وإيران ولا يخصنا. إنما ما نتمناه أن يتغير السلوك الإيراني، فلا تتدخل بالدول المجاورة، بل أن تكون العلاقات الإيرانية مع دول الجوار علاقات بناءة تحكمها إرادة صادقة ومخلصة للتعاون المشترك».
وهل من هواجس لمزيد من الهيمنة الإيرانية على دول المنطقة، أجاب السفير السعودي: «لن يسمح لإيران بأن تهيمن على دول المنطقة. إذا كانت هذه نيتها فيجب أن تتوقف فوراً».
وقال: «حان الوقت لأن تعيد إيران النظر بسياستها بدلاً من أن يكون هناك احتقان طائفي وسياسي». وسأل: «هل أفاد اليمن أو العراق أو سوريا تدخلها؟ هل من إستقرار في هذه الدول؟». ورأى أن «السياسة التي تتبعها إيران في تصدير الثورة وإيديولوجيتها تؤدي إلى نشر الطائفية وترسيخ الفتنة»، آملاً «إعادة النظر بهذه السياسة التي لا تخدم إيران ولا دول المنطقة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق