سياسة لبنانية

اجتماع عاصف في صيدا بين حزب الله ووفد فلسطيني ومخيم عين الحلوة في «غرفة العناية الفائقة»

اجتماع متوتر وعاصف جرى في صيدا قبل أيام بين قيادة الفصائل الفلسطينية واللجنة الأمنية في مخيم عين الحلوة برئاسة اللواء صبحي أبو عرب من جهة، وقيادة حزب الله في صيدا برئاسة الشيخ زيد ضاهر من جهة ثانية…
الاجتماع الذي عقد في مقر حزب الله في صيدا وتمحور حول موضوع واحد هو مطالبة حزب الله لمسؤولي عين الحلوة بتسليم قاتل أحد كوادر الحزب مروان عيسى تخلله رسائل واتهامات مررها مسؤول حزب الله الذي خاطب الوفد الفلسطيني بالقول: «حزب الله بذل وما زال جهوداً كبيرة لعدم حصول أي ردة فعل تضامناً مع المغدور عيسى ومنع قيام أي مظاهر فتنة أو إخلال بالأمن في المنطقة، حتى أننا كحزب الله لم نصدر بياناً حرصاً على العلاقات مع الشعب الفلسطيني وحتى لا نوجه البوصلة باتجاه المخيم. لكن بالمقابل ماذا أنتم فعلتم؟!». وأشار زيد ضاهر الى وجود محاولات لتمييع القضية والى عدم وجود أي محاولة أو مبادرة لتوقيف الجاني المعروفة هويته وإقامته.
وعلم أن اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا في لبنان بصدد تنفيذ خطة أمنية جديدة لمخيم عين الحلوة تشمل استحداث نقاط جديدة وتعزيز حواجز للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة لا سيما في الشارع التحتاني، وتحديداً في المنطقة الفاصلة بين حي الطوارىء. وتم تدارس خيارات عدة لوقف مسلسل الاغتيالات، منها عزل بعض المناطق التي تعد معقلاً لهذه المجموعات سواء داخل المخيم، أو تلك المتداخلة معه لا سيما حي الطوارىء. وفي أسوأ الأحوال، اعتبار هذا الحي خارج نطاق المخيم ورفع الغطاء عمن يحتمون بداخله من مطلوبين وخصوصاً من مجموعات «فتح الإسلام» و«جند الشام» وفلول الشيخ أحمد الأسير.
وترى مصادر أن تحصين وتعزيز الحواجز الثلاثة الواقعة عند مدخليه من الشرق والغرب والمواجهة له من جهة المخيم سيعني عملياً ترجمة فصل حي الطوارىء عن المخيم أمنياً.
وحضر الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة خلال استقبال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وفداً من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في لبنان ضم: أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، قائد الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب ونائبه قائد القوة الأمنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، عضو المكتب السياسي لـ «جبهة التحرير الفلسطينية» صلاح اليوسف، مسؤول حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي، مسؤول «الجبهة الديمقراطية في لبنان» علي فيصل، مسؤول «الجبهة الشعبية القيادة العامة» أبو عماد رامز، مسؤول «فتح الانتفاضة» حسن زيدان، مسؤول «عصبة الأنصار» أبو طارق السعدي، ممثل رئيس «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب عيسى المصري، مسؤول «أنصار الله» محمود حمد، مسؤول «الجبهة الشعبية» أبو جابر ومسؤول حزب «الشعب» غسان أيوب.
وحذر ابراهيم الفصائل الفلسطينية من أن جريمة قتل مروان عيسى كان هدفها جر المخيم الى ردة فعل واستدراجه للدخول في توترات أمنية كبيرة تهيىء لمناخ يسمح للقوى التكفيرية بالسيطرة عليه، وتفجر الأوضاع في محيطه. ودعاهم الى تسليم جميع المطلوبين والخارجين عن القانون الذين يهددون أمن المخيم، وآخرهم مرتكبو جريمة قتل مروان عيسى، لأنهم معروفون بالأسماء.
وفي المعلومات من مصادر فلسطينية نافذة في المخيم أن العمل يجري لتسليم المطلوب شادي المولوي في مدة لا تتعدى نهاية الشهر الجاري.
ولفتت مصادر الى أن الرسائل الدولية والإقليمية التي توالت في الأيام الماضية إلى المسؤولين اللبنانيين حملت في مضمونها تحذيرات جدية من خطورة تجاوز الأحداث الخطيرة التي وقعت مؤخراً في مخيم عين الحلوة الخطوط الحمراء التي ستسبب وفي حال حصول هذا الأمر إلى سقوط لبنان في دائرة الفوضى والمواجهات التي ستقود البلاد إلى حالة من الفرز والتقسيم الأمني الطائفي والمذهبي. مشيرة الى أن القلق الدبلوماسي من الوضع الأمني الشاذ داخل المخيمات الفلسطينية بشكل عام وفي مخيم عين الحلوة بشكل خاص هو محور أساسي للقاءات والمشاورات الجارية في كواليس الأروقة الدبلوماسية.
وأشارت المصادر الى أن كل الخيارات مطروحة بشأن منطقة التعمير المجاورة لمخيم عين الحلوة، حيث أنه من بين الخيارات المطروحة بقوة في كواليس أروقة القرار السياسي والأمني اللبناني نية الجيش اللبناني في دخول منطقة التعمير لإعادة الأمن والإستقرار لهذه المنطقة التي تحولت بفعل الإنكفاء الأمني اللبناني عنها إلى معقل خطير للجماعات المتطرفة الأصولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق