صحة

الربو والإنسداد الرئوي بالأرقام… أنتم في عين النار!

لأن التحدي كبير والتغيرات المناخية والبيئية هائلة، ولأن السيطرة على أمراض الربو والإنسداد الرئوي المزمن ضعيفة، ولأن معدل انتشار الربو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يزيد ويزيد ويزيد.. كان لا بد من ثورة صحية توعوية ترفع شعار: أيها البشر أنتم في عين النار!

ماذا يعني أن يكون البشر في موضوع الربو والإنسداد الرئوي المزمن في عين النار؟ وكيف يمكن أن نواجه؟
الأرقام قد تُشكل إشارة دقيقة والتوعية تُشكل أكيد إشارة إيجابية، وها هو «منتدى بوهرنجر إنجلهايم الإقليمي الرابع لخبراء الأمراض التنفسية» يجمع في هذا الإطار نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين في إسطنبول من أجل تسليط الضوء على الاحتياجات التي لم يتم تلبيتها حتى الآن فيما يتعلق بهذه الأمراض باعتبارها تحدياً رئيسياً يحول دون توفير العلاج الفعال… فماذا في تفاصيل ما تضمن المنتدى؟

الارقام تحكي…
تصيب هذه الأمراض التنفسية للأسف ملايين البشر في المنطقة فهل يعني هذا أن نستسلم؟ لا، بالطبع لا، فالسيطرة على المضاعفات ومعاناة المرضى ممكنة جداً من خلال المعالجة الفعالة.
وفي لبنان مثلاً راجع 21 في المئة من مرضى الربو قسم الطوارىء خلال عام واحد، و74،3 في المئة من مرضى الربو البالغين في شمال أفريقيا يعانون من المرض معظم حياتهم. ويصل معدل إنتشار الربو في المملكة العربية السعودية مثلاً 24 في المئة، ونحو 8 في المئة من السكان البالغين في مصر يعانون، و3،45 في المئة في الجزائر، وتصل نسبة إنتشار الأعراض التنفسية لمرض الربو في الإمارات العربية المتحدة 12،1 في المئة.
يُصنف هذا المرض رابع الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، ويتوقع أن يصبح ثالثا مع حلول سنة 2030. ويُقدر متوسط معدل إنتشار المرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 3،6 في المئة. وتبلغ نسبة الإنتشار على مستوى البلد في دولة الإمارات العربية المتحدة 1،9 في المئة، وفي المملكة السعودية 2،4 في المئة، وفي مصر 3،5 في المئة، وفي لبنان 5،3 في المئة، وفي الجزائر 3،7 في المئة، وفي المغرب 2،2 في المئة، وفي تونس 3،7 في المئة.
 
 
التليف الرئوي… المجهول السبب! 
من جهته، يصيب مرض التليف الرئوي، المجهول السبب، عدداً يتراوح بين 14 و43 شخصاً من كل مئة ألف شخص في العالم. تسألون ماذا عن منطقتنا؟ البيانات الدقيقة للأسف لا تتوافر!
لعلّ المشكلة الأولى في ضعف السيطرة على المرض تتمثل في الخطأ في التشخيص والعلاج غير الصحيح والتدخين والتهاب الأنف المصاحب وعدم الإلتزام المتعمد أو غير المتعمد بالعلاج.
في كل حال تم تحديد عوامل الخطر الأساسية لمرض الربو والإنسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أنها تلوث الهواء والغازات السامة والمواد الكيماوية والتدخين والعواصف الرملية.

 
نيأس؟ نستسلم؟
المدير الطبي في «بوهرنجر إنجلهايم لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا» محمد مشرف أكد الإستمرار في الإستثمار لتطوير جزئيات جديدة والتعامل مع الدواعي المرضية الجديدة وتحقيق إمتثال أفضل سعياً الى سد الفجوة الناجمة عن عدم تلبية الإحتياجات الطبية.
 
ماذا بعد؟
المرض للأسف موهن للصحة وقد يؤدي الى الموت، وهو يصيب المرضى فوق سن الخمسين ويصيب الرجال أكثر من النساء ويُحدث ندبات مستديمة في الرئتين ويتسبب بصعوبة في التنفس كما يُقلل من مقدار الأوكسيجين الذي تزود به الرئتان الأعضاء الرئيسية للجسم، ويموت نصف المرضى تقريباً في غضون سنتين الى ثلاث سنوات من تشخيص إصابتهم بالمرض.

والحلّ؟
أرموا أولاً نربيش تلك النرجيلة الذي يُعرّم بين أصابعكم وراجعوا الطبيب عند الشك وتذكروا دائماً أنكم أطباء أنفسكم أولاً!

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق