اخبار النجوم

ريمون جبّارة… الحالم بتغيير العالم بواسطة الفن

بعد صراع مع المرض والحياة، رحل ريمون جبّارة، حاملاً معه كل هموم الحياة!
لقد رحل ريمون جبّارة مكللاً بمجد الفن، ومجد الكلمة، بعد ما قام بدوره على أكمل وجه… رحل بعدما صارع المرض وآلامه، وصارع الحياة ومعضلاتها، وصارع كل ما من شأنه أن يقف في طريق التطور والتجدد، في مختلف حقول الحياة… فهو لم يطأطىء رأسه لا للمرض أو للألم، ولا لأعداء الإنسان والفن والحضارة.
باكراً بدأ ريمون جبّارة يحلم بحياة أفضل للإنسان، وبطريقة تساعده على تحقيق حلمه المنشود… وبالرغم من انه لم يكمل دراسته، وانه لم يكن يحمل أية شهادة علمية، فقد استطاع هذا الإنسان العصامي والمتوقد الذهن، أن يسير على الدرب الذي اختاره بعزم وثبات، وأن يحقق كل ما كان يدور في ذهنه، وكل ما يجول في مخيلته من أحلام وآمال.
الى جانب الذكاء الذي كان يتميز به، كان في الوقت نفسه، يتمتع بشخصية سينمائية ساحرة دفعته نحو القيام بتجربته الفنية الأولى، ألا وهي التمثيل، حيث برع في هذا المجال. ولكن هدفه كان أبعد من التمثيل التلفزيوني والسينمائي، إذ انه كان يهدف الى أن يكون دوره أكثر فاعلية وتأثيراً، ولذلك اتجه صوب المسرح، يوم كان هذا الفن في ذروة تألقه، سواء في لبنان أو في العالم.
هنا، وجد ريمون جبّارة نفسه، واكتشف الغاية من حياته على هذه الأرض، فانغمس في لعبة المسرح انغماساً كليّاً، وانفتحت له الأبواب على مصاريعها، لأنه كان يتحلى بموهبة كبيرة، ويعرف ما يريد.
قام بالأدوار التي أسندت إليه بشكل لافت، ولكنه لم يلبث ان التفت الى الإخراج المسرحي، ومن ثم، التأليف، فأنجز مجموعة من المسرحيات التي يشار إليها بالبنان، وأذكر منها: لتمت ديستمونا – تحت رعاية زكور – شربل – زرادشت صار كلباً – صانع الأحلام – وغيرها…
وهنا لا بدّ من الإشارة الى انه قام بإخراج مسرحيات أخرى من تأليف غيره، ومثالاً على ذلك، أذكر مسرحية «يوسف بك كرم» التي كتبها انطوان غندور، ومسرحية « طانيوس شاهين» لأنطوان غندور أيضاً، الخ… بالإضافة الى انه مارس فن الكتابة الصحافية والإذاعية…
لم يكن ريمون جبّارة متفقاً مع الحياة، بل انه كان ثائراً على الكثير من المفاهيم والأساليب، وكان رافضاً للإعوجاج والتخلف، وعلى كل ما هو مرّكب بشكل خاطىء!
من هنا، كان يؤمن ايماناً عميقاً بأن كل مَن كان على وفاق مع الحياة، يجب ألاّ يتعاطى مع الفن الذي تكمن مهمته في تجميل الحياة!
وبالرغم من كل شيء، ظلّ ريمون جبّارة حتى الرمق الأخير من حياته، يدّخن سيجارته، ويحلم بغيير العالم بواسطة الفن!
رحيل ريمون جبّارة، خسارة كبيرة للإنسان وللبنان.

ا. د

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق