أبرز الأخبار

ليبيا تدخل مرحلة التقسيم الفعلي: الاسلاميون يحررون المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة

بينما تتواصل الجهود على نطاقين واسعين – داخلي وخارجي – من اجل تمكين قوات اللواء حفتر من تحقيق نتائج ايجابية على الارض، عنوانها بسط النفوذ، وتقليم اظافر التيار الاسلامي الذي يتمسك باحقيته في الحكم، فقد بلورت المواجهات الاخيرة التي شهدتها مدينة بنغازي ومحيطها واقعاً جديداً، قرأته بعض التحليلات بانه دخول قوي الى مرحلة التقسيم. وهو المشروع الذي كثر الحديث عنه، واستبعدته تيارات متقاطعة في الفكر والمضمون. التطور الابرز على الساحة الليبية، سقوط المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة، والذي يعتبر أهم قاعدة عسكرية في بنغازي (شرق ليبيا)، في أيدي مقاتلين اسلاميين بعد معارك دامت نحو أسبوع وخلفت قرابة الستين قتيلاً.

وبحسب مصدر عسكري فإن المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة «بوعطني» الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط الثلاثاء في أيدي الثوار السابقين المسلحين والمنتمين لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة اسلامية وجهادية تعمل قوات اللواء حفتر على تحجيمها ومنع تمددها.
وبالتزامن، أكد مصدر في مجلس شورى ثوار بنغازي أن «المجلس استولى على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة، وان مقاتليه يتواجدون الآن داخل المعسكر. وانهم جاهزون للانتقال الى مواقع اخرى والسيطرة على المعسكرات الأخرى التي تدعم ما يعرف بـ «عملية الكرامة»، التي يقودها اللواء المنشق خليفة حفتر».

جلسة عاجلة للبرلمان
في الاثناء، قرر البرلمان الليبي الجديد المنبثق من انتخابات 25 حزيران (يونيو) عقد «جلسة عاجلة» السبت في طبرق شرق ليبيا، مقدما باربع وعشرين ساعة جلسته الافتتاحية المقررة في الرابع من آب (اغسطس)، بحسب ما صرح النائب ابو بكر بعيرة.
وفي مؤشر آخر الى الفوضى التي تسود البلاد، تمسك نوري ابوسهمين رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، بدعوة البرلمان الجديد لعقد اول جلسة في الرابع من آب (اغسطس) في طرابلس وليس في بنغازي كما كان مقرراً، بسبب اعمال العنف.
ورد بعيرة بان النواب مصرون على الاجتماع السبت «دون اعتبار لدعوة رئيس المؤتمر الوطني العام الذي انتهت ولايته».
والامر الوحيد الذي اتفق عليه الرجلان هو ان بنغازي حيث كان من المقرر ان تعقد اولى جلسات البرلمان الجديد هي الان خطرة جداً. وقال بعيرة «نظراً للوضع الخطر في البلاد قررنا عقد جلسة عاجلة في طبرق» التي تقع على بعد 200 كلم شرق بنغازي في حين دعا ابوسهمين النواب الى الاجتماع في طرابلس.
وتاتي هذه المواقف ترجمة للفوضى التي تشهدها مؤسسات ليبيا الغارقة في صراع على السلطة.
ودعا المجتمع الدولي مراراً البرلمان الجديد الى الاجتماع سريعاً على امل اعادة النظام الى مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة جديدة.
لكن المعارك المحتدمة منذ اكثر من اسبوعين في طرابلس وبنغازي اثارت شكوكاً في قدرة البرلمان الجديد على الاجتماع.
ويتهم التيار الليبرالي الاسلاميين بزرع الفوضى في البلاد بهدف منع البرلمان الجديد من تولي مهامه.
ويعتبر بعض النواب والمراقبين ان الاسلاميين باتوا يسعون الى تسجيل نقاط في ساحة القتال بعدما فاز الليبراليون بعدد اكبر من مقاعد البرلمان.

حريق ضخم
الى ذلك، اعلنت وزارة النفط الليبية ان عمليات جديدة جارية لاخماد الحريق الذي اندلع مساء الاحد في مستودع ضخم للمحروقات قرب العاصمة. وقال سمير كمال المسؤول الكبير في الوزارة ان «عمليات اخماد الحريق في خزانات الوقود مستمرة كما يجب».
واعلنت السلطات الليبية ان الحريق «خرج عن السيطرة» معلنة عن وقف محاولات اخماده بسبب اندلاع معارك قريبة. فبعد توقف 24 ساعة يحاول رجال الاطفاء مجدداً اخماد الحريق الذي يهدد بتدمير كامل المستودع.
واضافت السلطات انه اذا احترق حوالي 90 مليون ليتر من الوقود المخزنة فان «خطر وقوع كارثة انسانية وبيئية مع عواقب صعبة جدا قائم».
ولمساعدة فرق الاغاثة التي تفتقر الى المياه، طلبت وزارة النفط مساء الثلاثاء من المؤسسات التي تملك شاحنات صهاريج بالتجمع قرب خزانات لمد الفرق بالمياه.
في مسار آخر، بدأت السلطات المصرية إجلاء رعاياها الراغبين في العودة، عبر تونس، حيث يتكدس نحو 150 ألف مصري بالقرب من الحدود الليبية – التونسية.
وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الوزارة تتابع أعداد المصريين على الحدود الليبية – التونسية وتقوم برصد كثافة هذه الأعداد، مشيراً إلى أنها قررت مضاعفة عدد أفراد الطاقم القنصلي الذي سبق الدفع به الى الحدود بين ليبيا وتونس، لتسهيل إجراءات الراغبين في العودة الى مصر عبر الاراضي التونسية، في ظل تصاعد حدة الاشتباكات الجارية في العاصمة طرابلس بين الميليشيات الليبية المختلفة.
وترفض السلطات التونسية دخول المصريين إلى أراضيها بدون «تذكرة»، منوهاً بأن المقصود بـ «التذكرة» تأشيرة سفر من مصر إلى تونس أو من ليبيا أو تونس تكون سارية. ونبه إلى أن هذا المطلب شبه مستحيل في ظل إنهيار السلطات الليبية في طرابلس.
ويتعرض المصريون في ليبيا، للإستهداف من جانب الميليشيات المسلحة، وقتل المئات منهم في حوادث متفرقة منذ سقوط نظام حكم القذافي، في شهر أيلول (سبتمر) 2011. ويتعرضون للإختطاف، ولا سيما الأقباط منهم. وتواترت أنباء منذ ايام تفيد بمقتل 23 مصرياً، بسبب سقوط صاروخ غراد على منازلهم، إلا أن السلطات الليبية نفت ذلك.
وانخفضت أعداد المصريين في ليبيا من مليوني شخص إلى نحو 350 ألف شخص، ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم إلى نحو 200 ألف، خلال الأيام المقبلة، في ظل إستمرار نزوح المصريين إلى تونس، للعودة إلى القاهرة.

عمليات انتقامية
ويعتقد محللون ان إستهداف المصريين في ليبيا، يعتبر نوعاً من العمليات الإنتقامية، بسبب عزل الرئيس السابق محمد مرسي واسقاط جماعة الإخوان من الحكم، وسط معلومات تؤشر على ارتباط الميليشيات الإسلامية المسلحة بجماعة الإخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً، وأن ميلشيات «17 فبراير» و«غرفة عمليات الثوار»، هي أذرع عسكرية في ليبيا تابعة لجماعة الإخوان الليبية.
وبحسب التحليلات، فإن الميليشيات الإسلامية تحاول إجبار المصريين على العمل معها، وان من يرفض التعامل يتعرض للقتل. ويجري الحديث عن توصيات امنية بضرورة إعادة المصريين الراغبين في العودة فوراً، حتى لا يكونوا فريسة سهلة للجماعات الإرهابية، التي تسعى إلى تجنيدهم للعمل ضد بلدهم.
في موضوع مواز، لقي اكثر من عشرين مهاجراً غير شرعي مصرعهم واعتبر عشرات آخرون في عداد المفقودين اثر غرق مركبهم قبالة سواحل ليبيا.
وقال العقيد قاسم ايوب إن «دورية تابعة للبحرية انقذت الاثنين 22 مهاجراً غير شرعي كانوا متعلقين بحطام مركبهم»، مشيراً الى أنه تم ايضاً انتشال اكثر من 20 جثة وأن الناجين افادوا أن المركب كان يقل نحو 150 مهاجراً حين غرق قبالة سواحل الخمس (100 كلم شرق طرابلس).

ا. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق