سياسة لبنانية

جنبلاط قلق على «دروز سوريا»… ومن فتنة بين السويداء ودرعا

الزعيم الدرزي وليد جنبلاط تحوّل الى اليمن باعتباره البلد الذي منه تنبثق معادلة إقليمية جديدة ويعاد رسم التوازنات في المنطقة. وهنا كان جنبلاط واضحاً و«حازماً» منذ اللحظة الأولى في الانحياز الى «عاصفة الحزم» والتأييد الكامل للسعودية والهجوم اللاذع على إيران الداعمة للحوثيين.
عين جنبلاط على اليمن وقلبه على «دروز سوريا». وكان وجه قبل أيام نداء جديداً إلى دروز سوريا حذرهم من السقوط في الفخ، متهماً النظام السوري بأنه «سوف يعود ليستخدم العرب الموحدين الدروز، كما سبق وإستخدمهم منذ أشهر قليلة في عرنة، بهدف إيقاعهم في قتال عبثي مع إخوانهم من أبناء الشعب السوري».
ولفتت أوساط سياسية إلى أن خوف النائب جنبلاط من تكرار أحداث عرنة التي كان سقط فيها 27 قتيلاً درزياً منخرطين في «قوات الدفاع الوطني» في معارك مع مقاتلين من «جبهة النصرة» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، لا يأتي من العدم، حيث أن جزءاً كبيراً من المساحة الجغرافية التي تضم قرى وبلدات درزية عدة تقع في منطقة إحتكاك حساسة بين الجيش السوري و«قوات الدفاع الوطني» و«اللجان الشعبية» المساندة له من جهة، ومسلحي «المعارضات» السورية المتعددة من جهة أخرى، الأمر الذي يضع الطائفة الدرزية (التي تعد نصف مليون في سوريا) في وضع دقيق وخطير. وأضافت هذه الأوساط أن التخوف الجنبلاطي مرده إلى معلومات متقاطعة عن تحضيرات لمعارك وشيكة في أكثر من موقع إحتكاك بين ريفي كل من محافظتي السويداء ودرعا، لن يكون فيه الدروز في وسط طرفين متقاتلين بل متورطون بشكل مباشر بالنزاع. ومرد هذا التخوف هو قيام النظام السوري، والقوى التي تدعمه، بتشكيل وتدريب مجموعات قتالية من أبناء السويداء الدروز تحت إسم فصيل «لبيك يا سلمان» نسبة إلى الصحابي سلمان الفارسي، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الدروز، وتسليحها بشكل جيد، لتلعب دوراً مهماً في المعارك العسكرية. وأشار مصدر في الجيش الحر إلى وجود تخوف من اشتعال المعارك بين أبناء درعا والسويداء اللتين لا تبعد إحداها عن الأخرى أكثر من 100 كيلومتر، وذلك بعد انضمام مجموعة من الشباب الدروز إلى ما يعرف بـ «اللجان الشعبية» التابعة للنظام، لا سيما في المناطق الحدودية بين المنطقتين حيث يقومون بعمليات التفتيش والمراقبة لأهالي درعا، وهو الأمر الذي أدى إلى تذمر العائلات التي تنتمي في معظمها إلى عشائر.
ينقل عن جنبلاط قوله: «حاولت إشراك بعض النشطاء، يتقدمهم خلدون زين الدين، في الثورة، لكنهم قتلوا. سعيت إلى تحييد السويداء عبر تمرد محدود على الخدمة العسكرية، فحاصر بعض الضباط المهووسين كعصام زهر الدين هذه المساعي. وهناك اليوم حرس ثوري في القنيطرة، ومساع لتطويع أهالي السويداء في ما يشبه الحشد الشعبي لاستخدامهم في مهاجمة جيرانهم أهل حوران. مع ذلك، سأتمسك بموقفي، علّ صوتي يخترق الحالة الدرزية القائمة في سوريا اليوم ويترك صدى». ويشير إلى «عيشنا في لبنان ببلد تعددي وتنوعي، أما في سوريا فيسبح الدروز في محيط سنّي». وعليه، يحرص على علاقة وطيدة بحزب الله هنا، مشيراً إلى اجتهاده لتنظيم الخلاف سياسياً وشعبياً مع الحزب في شأن النظام السوري. كذلك يتمسك، في الوقت نفسه، بإمكان التفاهم مع «جبهة النصرة»، ويكرر أن «النصرة غير داعش التي خرج قياديوها من سجون نوري المالكي. وهي تسمى خطأً تنظيماً إرهابياً. هي تنظيم مختلف عن داعش يتكوّن من بعض المقاتلين الأجانب وأكثرية من المواطنين السوريين». وعليه، لا تهمه التصنيفات الدولية لـ «قاعدة الجهاد في بلاد الشام» ولا الاستدارة الغربية في اتجاه التفاهم مع النظام السوري: «موقفي مبدئي ونهائي. أنا مع الشعب السوري أياً كانت التقلبات الدولية».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق