معارض

«صور من الشارع» بعيون 12 مشرداً تفترش بلدية باريس

واقعهم اليومي المرير الذي لا يخلو من البسمات، وعيون تنظر للحياة بصورة تحمل الكثير من البياض، جاءوا يعرضونها على زوار بلدية باريس طيلة شهر كامل عبر صور فوتوغرافية التقطوها خلال أربعة أسابيع بطلب من جمعية تساعد المعوزين والفقراء.

أروقة مظلمة لمترو الأنفاق، فضلات غذائية مرمية على حافة الطريق، فراش ممزقة أكل الدهر عليها وشرب، بيوت مهجورة تحمل بين جدرانها آثار أشخاص مروا فيها يومها، رافعة حديدية «تصاحب» في علو وشموخ تمثال ساحة «باستيل» رمز الثورة الفرنسية وتمرد الفرنسيين على النظام الملكي… صور فوتوغرافية تحمل ألوانها ومشاهدها وشخصياتها، الكثير من حياة وواقع من التقطها، وهم متشردون يفترشون أرصفة العاصمة باريس، ويقتاتون من «حسنات» المارين بشوارعها.
طيلة شهر كامل، جاب 12 متشرداً شوارع العاصمة باريس، وحدهم، وأحياناً برفقة طلبة مدرسة الفنون بباريس، لينسجوا على مدار الأيام الأسابيع نظرة خاصة، مميزة، شجاعة… وأحياناً كثيرة مؤلمة عن يومياتهم.

العالم بعيون المشردين

وجاء هذا العمل تحت إدارة جمعية «دوزيام مارش» (الخطوة الثانية) التي تعنى بمساعدة المعوزين والعاطلين عن العمل والمشردين بفرنسا منذ سنوات. كلفت مشردين، بعد تكوين بسيط في فن التصوير، بالتقاط كل ما يجذب نظرهم ويرون بأنه مهم بالنسبة إليهم.
وحسب رئيسة الجمعية إليزابيث تيبارغيين، فإن المشردين الذين شاركوا في هذا العمل الفني أرادوا أن «نرى صوراً لا نراها، ويحكوا لنا العالم كما يرونه» من خلال التقاطهم لـ 1500 صورة، اختار بعدها جمهور متخصص تقدمته الممثلة الفرنسية الشهيرة المعروفة بمواقفها الإنسانية ميراي دارك نحو عشرين صورة عرضت على سياج بلدية باريس بالدائرة الرابعة.

فرصة ثانية للاندماج في المجتمع
وتساءلت بلدية باريس عبر موقعها على الإنترنت ما إذا كانت هذه الصور بإمكانها إعادة إدماج هؤلاء المشردين في المجتمع الفرنسي؟ فمن خلال هذا العمل الفني أرادت بلدية العاصمة الفرنسية التي ترأسها منذ نيسان (أبريل) 2014 الاشتراكية آن هيدالغو، التي تعد أول امرأة تتولى هذا المنصب، إعطاءهم فرصة جديدة ومد يدها لهذه الفئة من المجتمع التي تعيش في عزلة عما يحدث.
وتقوم بلدية باريس ببيع الصور المشاركة في المعرض، لتقدم جزءا من العائدات للجمعية والجزء الآخر لصاحب الصورة نفسها.
وكما في الحياة، تبقى «صور من الشارع» تهوي بعض المارين ليتوقفوا دقائق قليلة عندها بين خطواتهم المتسارعة، وآخرين يمرون مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن.

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق