أبرز الأخبارسياسة عربية

القوات العراقية «تطوّق» تكريت وسط استعدادات «للمرحلة الثانية» و«داعش» يعد بالنصر

داعش: الانتصارات التي يتحدث عنها الصليبيون والروافض (الشيعة) في فضائياتهم ليست سوى انتصارات وهمية مزيفة

يطوق آلاف الجنود العراقيين مدينة تكريت في انتظار بدء الهجوم الحاسم على مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي وعد بدوره الخميس بتحقيق انتصارات.

وباتت استعادة السيطرة على تكريت من أيدي التنظيم المتطرف أمرا حاسما بالنسبة للحكومة العراقية التي جندت ما يفوق الثلاثين ألف جندي، إلى جانب قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران والتي تمكنت من السيطرة على العديد من القرى السنية.
وأعلن متحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في تسجيل بث الخميس قبول الأخير مبايعة جماعة «بوكو حرام»، وقلل من أهمية الخسائر التي تكبدها في الأسابيع الأخيرة في العراق.
لكن المتحدث باسم التنظيم قال في تسجيله الصوتي الخميس «إن الانتصارات التي يتحدث عنها الصليبيون والروافض (الشيعة) في فضائياتهم ليست سوى انتصارات وهمية مزيفة لا تعدو استرجاع بعض المناطق والقرى في حرب كر وفر» في العراق. وأضاف «إن دولة الخلافة صامدة بفضل الله وتزداد قوة وصلابة يوماً بعد يوم ولا زالت منتصرة».
وتابع في محاولة على ما يبدو للتخفيف من الخسائر «الحرب سجال والأيام دول وإن المجاهدين في سبيل الله قد يخسرون معركة أو مدينة أو منطقة ولكنهم لا يهزمون أبداً.. وتكون لهم الغلبة في النهاية. فاثبتوا يا جند الخلافة».
ميدانياً، واصل نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء عشائر سنية العملية العسكرية التي اطلقت في الثاني من آذار (مارس) لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ومناطق محيطة بها. واستعادت هذه القوات تباعاً بلدات ومناطق محيطة، قبل أن تدخل الأربعاء حي القادسية في شمال تكريت الواقعة عند ضفاف نهر دجلة.

«تكريت مطوقة من كل الجهات»
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في زيارة ميدانية لمحافظة صلاح الدين الخميس إن القوات «شرعت في الصفحة الثانية» من الخطة.
وتابع «الوقت حقيقة ليس مهما أمام الخسائر التي قد تتكبدها القوات. نحن حريصون جدا على أن تكون خسائرنا أقل ما يمكن، والوقت بيدنا. نحن أصحاب المبادرة».
وأعلن العبيدي أن المرحلة الثانية من عملية استعادة تكريت سوف تبدأ قريباً.
وقال العبيدي لبي بي سي إن معركة استعادة تكريت سوف تؤدي لوصول الجيش العراقي مباشرة إلى الموصل، ثانية كبريات مدن العراق.
وأضاف «لكل معركة خصوصيتها… والموصل مدينة مترامية الأطراف ويبلغ عدد سكانها مليوني شخص. وهي أكبر من تكريت بعشرة أضعاف. غير أننا عازمون على طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل وسيكون نهايته في العراق».
ولم تقدم السلطات حصيلة لخسائرها منذ بدء العملية، وهو الهجوم الأكبر ضد التنظيم منذ سيطرته على مناطق واسعة في البلاد في حزيران (يونيو).
لكن العديد من الجثث تنقل بشكل شبه يومي من مناطق القتال نحو بغداد أو مدينة النجف (جنوب) حيث يدفن غالبية المقاتلين من الشيعة.
ويستخدم التنظيم الجهادي في تصديه للهجوم تكتيك العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة وعمليات القنص.
وقال اللواء الركن في الشرطة بهاء العزاوي «لا نريد أن نتسرع لأننا نريد تفادي وقوع خسائر»، وذلك خلال جولة في قرية البو عجيل الواقعة قبالة تكريت. وأضاف «تكريت مطوقة من كل الجهات».
وباتت البلدات والمناطق الواقعة شرق النهر، بيد القوات العراقية، وبينها العلم والبو عجيل والدور. ويمكن في البلدة مشاهدة شعارات لتنظيم الدولة الإسلامية على الجدران، وقد كتبت فوقها عبارات مؤيدة للفصائل الشيعية.
وتقول التقارير إن تنظيم الدولة لا يزال يتشبث بأربع مناطق على الأقل بما فيها مجمع للقصور يتخذ التنظيم منها مقرا في المدينة.
ويشير أحد التقارير إلى أن عدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا في تكريت لا يتعدى 150 مقاتلاً.
وقالت تقارير إن الجنود والمتطوعين العراقيين استعادوا مناطق ومواقع رئيسية مهمة في الشمال والجنوب والغرب بما فيها مقر للشرطة ومستشفى في تكريت.
ويشارك في العملية العسكرية التي تدخل الجمعة يومها الثاني عشر نحو 30 ألف فرد.
وقال رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إنه كان واثقا من نجاح العملية رغم عدم مشاركة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بها.
وتقع تكريت على الضفة الغربية للنهر، ويتعين على الوحدات الهندسية تحضير جسور عائمة لعبور النهر بعد قيام التنظيم بتفجير الجسور لإعاقة تقدمها. ويقع أقرب جسر قرب سامراء (50 كلم جنوب تكريت).
سنة وشيعة يقاتلون جنبا إلى جنب
واستعادت القوات العراقية خلال الأسابيع الماضية بعض الزخم، بدعم من ضربات جوية لتحالف تقوده واشنطن، ودعم تسليحي واستشاري من طهران.
ولم يشارك طيران التحالف في معركة تكريت، في مقابل دور إيراني بارز من خلال وجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في صلاح الدين، بحسب صور نشرتها وسائل إعلام إيرانية، والدور الواسع للفصائل الشيعية المدعومة من طهران.
وأكد العبيدي الخميس مشاركة أبناء عشائر سنية من تكريت في المعارك.
وقال “التقيت بعدد من المقاتلين، كان عددهم يتجاوز 250 هم جميعا من أبناء مدينة تكريت وكانوا ملتحمين مع إخوانهم من الحشد الشعبي من أبناء المحافظات الأخرى”، في إشارة إلى المقاتلين الشيعة.
وأضاف الوزير، وهو سني من الموصل، «هذه حالة مفرحة (…) وترسل رسائل إيجابية جداً إلى الشعب العراقي وترفع من معنويات القوات الأمنية». وأعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن المرحلة الثانية من عملية استعادة تكريت سوف تبدأ قريباً.
كما نوه رئيس الوزراء حيدر العبادي بقتال سنة وشيعة جنباً إلى جنب.
وقال في خطاب في الجامعة التكنولوجية ببغداد «أفضل الانتصارات التي حققناها اليوم هو وحدتنا من أجل الوطن (…) ودحر الإرهاب»، مضيفاً «بوحدتنا نحقق الانتصار، وهذا المثال الرائع اليوم في صلاح الدين، وفي الأنبار» في غرب البلاد، المحافظة التي يسيطر الجهاديون على معظمها.

أ ف ب /بي بي سي
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق