رئيسيصحة

سلطنة عمان: المؤتمر الدولي للقضايا الصحية في المجتمعات العربية بمشاركة 33 دولة

تبدأ أعمال الجلسات العلمية للمؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية في المجتمعات العربية، وتستضيفه السلطنة حتى يوم الخميس المقبل، بتنظيم المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأميركية بمشاركة أكثر من 300 شخص من نخبة من الباحثين العالميين والعرب ويحاضر فيه أكثر من 140 محاضراً من مختلف التخصصات الصحية من 33 دولة.

ويتوقع أن يخرج المؤتمر في ختام أعماله العديد من النتائج والتوصيات الهامة التي ترقى بالخدمات الصحية. وسيقوم فريق العمل العلمي والتنظيمي بإبراز نتائج الأبحاث العلمية التي ستستعرض في مختلف الجهات المحلية والدولية كالإعلام العماني والعربي والأميركي، ودورية الصحة بالمركز الصحي العربي بالولايات المتحدة، والدورية الطبية العمانية، ودورية الصحة العامة الأميركية، ودوريات صحة المجتمع بالعالم العربي.
افتتح السيد شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد مستشار السلطان قابوس، بفندق قصر البستان، فعاليات المؤتمر.
وتضمن برنامج الافتتاح كلمة اللجنة المنظمة قدمها الدكتور يحيى العزري طبيب استشاري اول في جراحة الكبد وزراعة الأعضاء بالمستشفى السلطاني، نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، وأشار فيها إلى التقدم الكبير الذي حققته السلطنة  في جميع أوجه الرعاية الصحية والذي تمثل في نشر شبكة واسعة من الخدمات الصحية، غطت جميع أرجاء السلطنة، مما كان له الأثر المباشر، في تحسين الوضع الصحي العام في البلاد، تمخض عنه انخفاض ملموس في معدلات الوفيات، ومعدلات حدوث الأمراض، وارتفاع في توقع الحياة، مما حدا، بالمنظمات الدولية ذات الصلة الإشادة بهذه الإنجازات.
وأضاف: وفي هذا الصدد فإن وزارة الصحة تبنّت ضمن منظومة المسؤوليات المناطة بها، والسياسات الصحية، التي تستهدف التطوير النوعي، والتوسع الكمي والتوزيع الجغرافي المتوازن للمؤسسات الصحية، على صعيد المحافظات والولايات، وأسفر ذلك عن إنجاز باقة من المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية، في جميع أنحاء السلطنة.
وأوضح العزري: لقد شهدت السلطنة، على امتداد سنوات النهضة، تغيراً في الخريطة الوبائية، أفرزتها طبيعة عملية التنمية المتسارعة، شأنه في ذلك، شأن الدول التي مرت بظروف مشابهة، وقد نتج عن ذلك تفاقم في بعض المشاكل الصحية، وانكماش في غيرها، أو ظهور مشاكل صحية جديدة، وقد استلزم ذلك كله، التصدي إلى تلك المشاكل تبعاً لحدتها وحجمها ومدى انتشارها، وفق برامج صحية تأخذ في الاعتبار، الأهداف الكمية المراد إنجازها، خلال فترة زمنية محددة، وذلك للحد من هذه المشاكل، وقد نتج عن تنفيذ تلك البرامج، القضاء على معظم أمراض الطفولة، وتحسن واضح في معدل انتشار بعض الأمراض، مما أثر إيجابياً على مستوى الصحة العامة للمواطنين.
واستطرد: مما لا شك فيه أن دول العالم أجمع تواجهها التحديات الصحية عينها خصوصاً تحديات الخطر الزاحف من الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها، إضافة إلى خطر الأمراض المعدية التي لا تعرف حدوداً جغرافية، ويأتي انعقاد هذا المؤتمر العالمي في مسقط ليحمل دلالة واضحة وجلية على أن السلطنة لديها اهتمام كبير في معالجة القضايا بالطرق العلمية وتأتي قضايا الصحة في أولويات القضايا التي تهتم بها حكومة السلطنة وهذا يعد جزءاً من قضايا صحة المجتمعات العربية بشكل عام.
وقال نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: إنه لإثراء كبير لنا وتجربة خصبة للحقل الطبي في شتى مجالاته ومبادرة مثمرة أن تحتضن السلطنة هذا المؤتمر ومدعاة للفخر لي ولزملائي من أعضاء اللجنة العلمية أن نحظى بشرف الإعداد والتنظيم  لهذا المؤتمر.
مشيراً إلى أن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية منذ تأسيسيه قبل 44 سنة، استطاع أن يبرز دوره وتكون له بصمة خاصة في إقامة المؤتمرات العلمية والدورية في مختلف القضايا الصحية وذلك بتفرده في اختيار وتناول المواضيع التي تهم قضايا المجتمعات العربية.
وفي ختام كلمته استعرض العزري محاور المؤتمر موضحاً أنها تشتمل على الصحة العامة والأمراض المعدية والأمراض غير المعدية والصحة النفسية وصحة المرأة والطفل والحوادث وزراعة الأعضاء.
مشيراً كذلك إلى أن مما يبعث على الفخر بأنه سيتم إبراز أوراق العمل التي تشكل ما يقارب من 170ورقة وبحثاً علمياً في مختلف المواقع العلمية والإعلام العماني والعربي والأميركي ونشرها في الدوريات العلمية مثل: دورية الصحة بالمركز الطبي العربي بالولايات المتحدة، الدورية الطبية العمانية، دورية الصحة العامة الأميركية، دوريات صحة المجتمع بالعالم العربي.

خدمات إنسانية عربية أميركية
ومن جانب آخر ألقى حسن جابر المدير التنفيذي للمركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأميركية كلمة أكد فيها على أن المركز الذي يوصف بأنه أكبر وكالة خدمات إنسانية عربية أميركية في الولايات المتحدة قدم على مدى أكثر من 44 عاماً جميع جهوده لمساعدة وتحسين الرفاه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأفراد والأسر والمجتمعات المحلية.
موضحاً أن الهدف الرئيسي للمركز يكمن في تحويل هؤلاء الأفراد إلى مواطنين مشاركين بشكل كامل ليدفعهم في نهاية المطاف إلى المساهمة في تحسين حياة كل من حولهم.
واضاف: تصل خدماتنا إلى أكثر من 800 ألف جهة اتصال سنوياً من خلال 100 برنامج يتم تسليمها في 17 لغة مختلفة، تتراوح بين الصحة المجتمعية، والشباب والتعليم؛ والخدمات الاجتماعية، والتوظيف وريادة الأعمال، ويمس عملنا كل جانب من جوانب حياة زبائننا.
وقام المركز بإرساء ثلاثة برامج وطنية رائدة، بما في ذلك المتحف العربي الأميركي الوطني الفريد من نوعه وهو الوحيد بين 17،500 مؤسسة ثقافية في الولايات المتحدة تعنى بتمجيد التجربة الأميركية العربية. وتضم الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأميركية التابعة لنا أكثر من 24 منظمة مجتمعية أميركية عربية مستقلة، منتشرة على مدى أنحاء 11 دولة حيث تكرس الشبكة لبناء قدرات هذه المنظمات الأميركية العربية غير الربحية لتمثيل مجتمعاتها بشكل أفضل، سواء محلياً أو وطنياً، ونذكر أخيراً، وليس آخراً بالمركز العربي الأميركي للأعمال الخيرية الذي يشكل أساس المجتمع الوطني و يهدف إلى توحيد وتدعيم المجتمع العربي الأميركي من خلال إظهار اثر العطاء الجماعي.
تضمن برنامج الافتتاح عرض فيلمين احدهما تعريفي عن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأميركية ، والآخر توثيقي عن المسيرة الصحية في السلطنة. كما عزفت الاوركسترا السلطانية العمانية معزوفات عالمية، وقدمت كذلك بعض الفنون التقليدية.
يستهدف المؤتمر شريحة كبيرة من العاملين في المجال الصحي تتمثل في الآتي: الأطباء والممرضون، أخصائيو صحة المجتمع، الباحثون في مجال الطب، أخصائيو الصحة النفسية والعقلية، مديرو الصحة وصانعو السياسات الصحية، المحللون الباحثون والإحصائيون، أخصائيو البيئة الصحية، طلاب الطب والتمريض والمهن الطبية المساعدة. يسعى المؤتمر لتحقيق العديد من الأهداف هي  توثيق الروابط العلمية والبحثية بين العلماء العرب الأميركيين وزملائهم في عمان والوطن العربي، مساهمة الدور العربي في الأبحاث الصحية العلمية المحلية والعالمية، توضيح المعوقات والحلول التي تساهم في علاج مختلف الامراض والوقاية منها. وتأسيس مبادرات تعاونية تهدف الى تحسين اداء الرعاية الصحية النفسية والعقلية، تبادل المعرفة حول المسببات البيئية والاجتماعية للصحة الجسدية والنفسية بهدف تحسين الصحة في المجتمعات العربية، تنمية وتوفير فرص التدريب البحثية والعملية في مختلف التخصصات الطبية للأطباء والممرضين.
يذكر أن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية يعد من أكبر المؤسسات العربية الأميركية للخدمات الإنسانية غير الربحية في الولايات المتحدة، ويوفر المركز قدراً متنوعاً من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية لشريحة سكانية من الأطياف كافة من خلال ثمانية مواقع وأكثر من (100) برنامج خدمات. وقد دأب المركز منذ عام 1994 على تنظيم وإقامة مؤتمرات دورية تناقش أهم القضايا والتحديات الصحية للمجتمع العربي وخصوصاً العرب في الولايات المتحدة الأميركية حيث يقام المؤتمر الحالي بشكل دوري مرة كل سنتين. ويقام هذا المؤتمر لأول مرة خارج الولايات المتحدة الاميركية حيث جاء اختيار السلطنة لاستضافته نظراً لما لمسه منظموه من حسن ودقة تنظيمها للملتقيات والمؤتمرات الطبية والعلمية؛ وذلك أثناء مشاركتهم في اجتماع اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في دورته الستين خلال عام 2012، فضلاً عن مشوار السلطنة الصحي المشرّف خصوصاً في الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية.
وضمن إطار استعداداتها لهذا المؤتمر الدولي المهم، وتأكيداً على الاهتمام بالإعداد الجيد لفعالياته وتوفير الدعم الكافي للمشاركين؛ فقد بدأت وزارة الصحة العمانية باكراً للتحضير لهذا المؤتمر، حيث تم تشكيل لجنة رئيسية تفرعت عنها فرق عمل باشرت أعمالها منذ أواخر العام الماضي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق