حواررئيسي

محمد المشنوق: بتعطيل عمل الحكومة هناك من يبحث عن دور

بعد الشغور في رئاسة الدولة ها هو مجلس الوزراء في الطريق الى ان تشل حركته بدوره. فالتوقف عن عقد اجتماعات هذا المجلس الذي عبر عنه رئيس الحكومة تمام سلام اطلق جرس الانذار. «الاسبوع العربي» الالكتروني التقى وزير البيئة محمد المشنوق وطرح عليه اسئلة حول الموضوع فاجاب عليها.

اين هو مجلس الوزراء؟
بدون شك ان ما يجري اليوم هو تماماً ما كان الرئيس تمام سلام يخشى وقوعه يوم شكلت هذه الحكومة، عندما قال ان مجلس الوزراء يجب ان يأخذ قراراته بالتوافق شرط الا يتحول ذلك الى تعطيل او الى فيتو. فالرئيس سلام نبه الى هذه الاحتمالات. ان ما جرى داخل مجلس الوزراء كانت نزاعات بسيطة بين الوزراء وكل واحد يحاول تعطيل ملفات الاخرين على قاعدة المثل بالمثل. وفيتو الوزراء لم يتناول مواضيع ذات اهمية قصوى. فتعيين اساتذة في الجامعة اللبنانية ليس خصاماً سياسياً. في البداية اعتمد التوافق بهدف تأمين جو انسجام داخل مجلس الوزراء في غياب رئيس للجمهورية، وعدم اعطاء فرصة للتعطيل.
لماذا وصلنا الى التعطيل؟
قرر البعض فجأة تعطيل عمل الحكومة بغية ابراز اهمية انتخاب رئيس الجمهورية وعدم اعطاء الشعور بان البلاد تعمل بدون رئيس. ولكن ذلك ليس عذراً. فمجلس الوزراء لم يرد ابداً اخذ دور الرئيس. وهو اليوم بصفته يتولى مهام الرئاسة ووفق هذه الصفة لا يحق له تجاوز وكالته. فمجلس الوزراء لا يتخذ اي قرار سياسي اساسي والملفات الشائكة لم يتم التطرق اليها. فلم نعد نستطيع ان يعطل فيتو وزير واحد ملفاً مطروحاً. فالوزير يمكنه ان يسجل اعتراضه على القرار ولكن عليه ان يتكيف معه. ووفق المادة 65 من الدستور يجب تأمين التضامن الوزاري.
ماذا عن آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء؟
ليس هناك آلية بالمعنى الدقيق للكلمة. نحن نحاول ان نتمسك بتوافق واسع داخل مجلس الوزراء لنمكنه من العمل واشعار الوزراء بالمسؤولية. هكذا كان الاتفاق فنحن نعتمد على التوافق اكثر مما نعتمد على التصويت. ونحن نعتمده لاعطاء المزيد من الثقل للقرارات المتخذة. حالياً المشكلة عالقة عند المراسيم التي يجب ان يوقعها جميع الوزراء لتحل محل توقيع الرئيس، في وجود الرئيس، واذا لم يوقع الرئيس المرسوم يصبح نافذاً بعد مرور 15 يوماً. ولكن اذا امتنع مجلس الوزراء عن التوقيع اليوم فان المرسوم يبقى في الادراج. انا متفاجىء بالفيتو الذي يضعه بعض الوزراء. ان كل شخص يمكنه ان يشل مجلس الوزراء فيما هذا المجلس لا يتطرق الا الى الملفات الروتينية ولا يقارب اي موضوع دقيق. انا اتساءل لماذا بذل كل هذه الجهود لشل عمل الحكومة ولا تبذل من اجل انتخاب رئيس للجمهورية.
بعد الفراغ في رئاسة الجمهورية، هل يمكن ان نصبح بلا حكومة ايضاً؟
الحكومة باي شكل من الاشكال قائمة والجلسة التي تعطلت لم تكن مهمة ولم تتضمن جدول اعمال بارزاً.
كيف ترى تطورات الوضع؟
لدي شعور قوي اليوم بان البعض يبحث عن دور. وكنت افضل لو ان هذا الدور كان من اجل قضية مهمة. هل ان مجلس الوزراء اليوم هو الذي يعطل انتخاب رئيس للجمهورية في وقت يدعو الرئيس تمام سلام منذ اليوم الاول الى انجاز هذا الانتخاب؟ هناك خيار من اثنين، اما تسوية الوضع او ان البعض يبحث عن دور محدد لانه يشعر بأنه مبعد. داخل مجلس الوزراء الامور تجري بصورة مختلفة عما ظهر في الاعلام.

ج. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق