الأسبوع الثقافي

مهرجان مسقط يودع جماهيره التي فاقت المليون زائر بعروض تراثية وبحرية

أسدل الستار على فعاليات مهرجان مسقط 2015 في سلطنة عمان بعد 30 يوماً عامرة، بالمتعة والترفيه، استقطبت خلالها الفعاليات المختلفة أكثر من مليون زائر، من داخل السلطنة وخارجها.
وأشاد السيد أحمد بن ناصر بن حمد المحرزي وزير السياحة بالختام الرائع الذي عكس التراث البحري والتنويع، مشيراً إلى ان هذه النسخة من المهرجان كانت مطورة مؤملاً أن تكون النسخة المقبلة افضل وأن تواكب تطلعات الزائرين.
وأكد على أهمية المهرجان في خدمة السياحة الداخلية بشكل مباشر مضيفاً: إن المهرجان لا يخدم السياحة الخارجية حالياً نظراً لأن مدة إقامة السياح الأجانب قليلة وهم ينشدون المناطق الأخرى من السلطنة ذات الطبيعة المختلفة مثل المناطق الرملية والمناطق الجبلية والأودية وغيرها. وختم بالقول: هناك سعي الى تطوير هذا المهرجان ليخدم الحركة السياحية مباشرة.
وأقامت بلدية مسقط حفلاً بهيجا إيذاناً باختتام فعاليات المهرجان.
بدأ بافتتاح القرية الحرفية البحرية حيث قام راعي الحفل والحضور بالتجول بين أروقة وأركان القرية التي جسدت الإرث البحري العماني الخالد بمفرداته وبيئاته المختلفة، واطلع الحضور على أركان القرية التي حكت فصولها وجوانب من التاريخ البحري العماني، حيث بدأت القرية بمعرض الهيئة العامة للصناعات الحرفية الذي ضم نماذج من السفن التقليدية العمانية تضمن 16 نموذجاً.
وفي الفقرة الثانية قام الجميع بجولة استطلاعية للتعرف على السفن التقليدية الموجودة في مرسى الموج حيث قام النواخذة في كل سفينة بتعريف راعي الحفل والحضور بالسفن المتواجدة في المرفأ وتوضيح سنة صنعها ومكان تصنيعها والأدوات المستخدمة في صناعة كل سفينة والتعريف بالطاقم الموجود في كل منها.
بعدها شاهد الحضور الأوبريت البحري (مقدم الخيرات) الذي جسد حياة الناس في البيئة البحرية بمفرداتها وتفاصيلها.
واختتم الحفل بعروض للألعاب النارية التي أضاءت سماء مسقط بتشكيلاتها الفنية التي جسدت الفرحة بختام المهرجان وعودة البحارة الى أرض الوطن.
وقد شهد المهرجان هذا العام مشاركات بارزة من 60 دولة من مختلف أرجاء العالم في مواقع المهرجان بحديقتي العامرات والنسيم بجانب الفعاليات الرياضية الشاطئية والأمسيات الثقافية، وسباقات نادي عمان للسيارات وعروض الأزياء، والمسرحيات والمعارض المتخصصة وغيرها من المفردات.
وكان المهرجان هذا العام قد انطلق بتاريخ 15 كانون الثاني (يناير) الماضي ليكون باكورة احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ 45، واستمر نابضاً بروح الحيوية والتجدد والتنوع الجميل حتى نهاية الاسبوع الماضي ليعطي دفعة جديدة في إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية وتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية، إضافة إلى دوره الترفيهي آخذاً مكانته المحلية وبعده الإقليمي والدولي على خريطة المهرجانات الإقليمية والعربية.

حضارة وأصالة
وشهد المهرجان تجمعاً أسرياً وعائلياً كبيراً وزواراً من داخل وخارج السلطنة لمتابعة فعاليات حديقتي العامرات والنسيم، واستطاع المهرجان طوال دوراته أن يؤسس للفعاليات العمانية الخصوصية عالمية الأفق والتوجه، حيث لاقت اهتماماً ومتابعة إعلامية واسعة النطاق، ومنذ انطلاقته في يومه الأول شهد مهرجان مسقط تدفقاً جماهيرياً واسعاً في مختلف مواقع فعالياته العديدة والمتنوعة وزوارا من مختلف الجنسيات.

1200 مشارك من 60 دولة
وصل عدد المشاركين في مهرجان مسقط من الخارج إلى أكثر من (1200) مشارك ينتمون إلى 60 جنسية من مختلف أنحاء العالم، ووصلت نسبة إشغال الفنادق إلى 100% بمحافظة مسقط. ويبرز المهرجان مدى التبادل الثقافي والتعايش مع الجنسيات المختلفة التي تزور السلطنة تحت مظلة مهرجان مسقط.
فقد استطاع المهرجان أن يبرز المقومات التي تزخر بها السلطنة سواء كان ذلك في المجال السياحي أو الاقتصادي أو الفني محققا الهدف من إقامته وهو التعريف بالتراث العماني وبحاضر عمان ومقوماتها السياحية وليس لتحقيق أرباح مادية.
كما أن تنوع الفعاليات بالمهرجان كانت له نتائج إيجابية جيدة في استقطاب اكبر عدد من الزائرين والاطلاع على مختلف البرامج والفعاليات فقد كان تظاهرة ثقافية وفنية ورياضية رفيعة المستوى شكلت رافداً للاقتصاد العماني حيث إن المهرجان وبجوانبه المتعددة يقوم على فلسفة إحياء التراث العماني والتواصل بين هذا التراث الغني والثقافات المتعددة مما يؤدي في النهاية إلى إثراء الواقع المعاش.

حرف وفنون دولية
قدم المهرجان العديد من الحرف الفلكلورية الدولية والفنون التقليدية من مختلف دول العالم وعروضاً عالمية مذهلة، حيث تناوبت الدول المشاركة في عرض حرفها ومشاركاتها طوال أيام مهرجان مسقط.
وتكونت القرية العالمية من مجموعة أجنحة يخصص كل جناح لدولة معينة تشتهر بتعدد حرفها وجودتها بالإضافة إلى الفنون الفلكلورية الخاصة بتلك الدولة، وشاركت بالقرية العالمية 10 دول من مختلف قارات العالم كآسيا وأوروبا وإفريقيا وأميركا. كما قامت الدول المشاركة بتزويد الزوار بجميع المعلومات الخاصة بالمشاركة والمعلومات السياحية عن دولها، ويتعرف الزوار على طبيعة الحياة في الدول المشاركة وأهم الأكلات لديها بالإضافة إلى الملبس وطرق العيش وأهم المنتجات والمشغولات اليدوية.

قرية الأسرة والطف
شكلت قرية الأسرة والطفل مقصداً محبباً للأطفال وعائلاتهم في كلا الحديقتين العامرات والنسيم لما تضمنتاه من أركان متعددة تهتم بالجانب الترفيهي والتعليمي والتثقيفي للطفل حيث شملت أركان التعليم والترفيه وركن الطبيعية وركن التراث ومسرح الطفل والذي تضمن العديد من الفقرات والبرامج المختلفة تمثلت في مسرحيات للأطفال ومحاضرات توعوية هادفة وعروضاً فولكلورية وعروضاً للشخصيات الكرتونية وعروضاً كوميدية وعروضاً لاستكشاف المواهب ومهرجين وألعاب خفة ومسابقات غناء للأطفال وعروضا لبعض الأزياء العمانية وعرضاً لاستعراض الحيوانات مثل الكلاب البوليسية.
وجاء ركن التعليم والترفيه ليثري الجوانب الفكرية والعقلية للطفل في مناخ تعليمي وترفيهي جذاب فضم هذا الركن ألعاب التيلي ماتش وهي مجموعة ألعاب رياضية مستحدثة يغلب عليها طابع المرح واللعب وتهدف الى تعزيز العمل الجماعي وتدريب الأطفال على اتخاذ القرارات المناسبة بسرعة بالإضافة إلى معارض متنوعة.

مدينة الالعاب
لعشاق المغامرة وحب التحدي لمن يستهوون الألعاب بكل أنواعها، صممت مدينة الألعاب في حديقة النسيم حيث الأجواء الخاصة والمميزة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان مسقط 2015 فهو المكان الأمثل الذي يمكن زوار المهرجان من اختبار مهاراتهم في ألعاب أخرى عدة والحصول على هدايا وجوائز متنوعة في موقع مدينة الألعاب الكهربائية الممتلئة بالألعاب المثيرة من خلال توفير مساحات كبيرة من أرض المهرجان التي أقيم عليها عدداً من الألعاب الكهربائية والمائية البسيطة، ففي حديقة النسيم تمت هذا العام إضافة ألعاب جديدة وذلك يعود للدعم المتواصل من قبل إدارة المهرجان لإنجاح فعالياته، وتحقيق رضا الزوار إذ يوجد بهذه المدينة أكثر من 20 لعبة متنوعة تلائم جميع الأعمار إضافة إلى الألعاب المائية المتمثلة في القوارب المائية للأطفال والكرات البالونية التي تجد رواجاً كبيراً لدى صغار السن.
إنها مرح العائلة فهي مدينة ترفيهية متكاملة تقام فيها مناشط وفعاليات تناسب الجميع بمختلف الأعمار فتتراوح ما بين ألعاب المغامرات للكبار، وألعاب خاصة بالأطفال وتحتوي أيضاً هذه المدينة على مجالات تسلية وترفيه لا حصر لها، فتمنح زوارها الفرصة والمتعة والمغامرة الشيقة.

ثقافة
عادت الفعاليات الثقافية لمهرجان مسقط في دورته الجديدة لهذا العام ببروز ومساحة أكبر من خلال إقامة 14 فعالية ثقافية متنوعة بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة غطت أغلب المجالات الشعر والأدب والثقافة المعاصرة، وإقامة ملتقيات فنية متخصصة وجلسات ثقافية في الأدب والسرد وعروض فنية في مجال السينما والتصوير الضوئي ومسرحيات أطفال، ومسابقة أفضل فيلم سينمائي حول مسقط.
تناول جدول برنامج الفعاليات الثقافية عددا من الأنشطة الثقافية تزامنت إقامتها مع فعاليات نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية، فأقيمت محاضرات متعددة منها محاضرة حول وحدة المجتمع العماني ومحاضرة التسامح الفكري وآفاق أسعار النفط بجامع السلطان قابوس الأكبر فيما احتضن النادي الثقافي محاضرات حول الاقتصاد العماني بين الواقع والمأمول ومحاضرة عن مواقع التواصل الإلكتروني والتفاعل الثقافي بالنادي الثقافي، إلى جانب الندوات الثقافية حول الفرجة والمجتمع العماني والأدب النسوي السردي والرواية العربية المعاصرة إضافة إلى محاضرة حول وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات والأشكال المنهجية في مقر جمعية الكتاب والأدباء.

القرية التراثية
انفردت القرية التراثية في حديقة العامرات بتعدد الفعاليات التراثية الشاهدة على الحضارة العمانية العريقة وتاريخها وتتنوع بين بيئة صحراوية بدوية وبيئة زراعية وأخرى ساحلية تكتنز موروثاتها في الفنون التقليدية والصناعات والحرف التقليدية تنقل عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العماني الذي يدل على الاهتمام الذي توليه الحكومة للحفاظ على تراث الآباء والأجداد. ففي السوق التقليدية يجود هذا الجناح بمجموعة من الحرفيين وهم يداعبون حرفتهم بكل مهارة وإتقان ومن خلالها يتعرف الزائر على أبرز تلك الصناعات حيث تم نقل كل مفردات البيئة وما تحويه من تفاصيل دقيقة في مكان واحد 300 حرفي جسدوا كل تلك المفردات التراثية العريقة تبرز الكثير والعديد من الموروثات العمانية التقليدية وسوق المأكولات العمانية، وسوق البخور والعطارين، وسوق الحرف البدوية. الى غيرها من النشاطات المتنوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق