دولياتعالم

وقف اطلاق النار صامد في شرق اوكرانيا رغم بعض الاشتباكات في الشرق

يبدو وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا صامداً بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا، على امل استئناف تطبيق خطة السلام الهادفة الى انهاء النزاع المستمر منذ عشرة اشهر.

وتحدثت القوات الاوكرانية صباح الاحد عن قصف بمدفعية الهاون استهدف مواقعها في منطقة لوغانسك بالقرب من الحدود الروسية.
اما المتمردون فقد اكدوا ان العسكريين الاوكرانيين فتحوا النار في منطقة ديبالتسيفي التي تبعد 65 كلم شمال غرب دونيتسك معقل المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا.
وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ان اطلاق نار من رشاشات سمع حوالى الساعة 1،30 من الاحد (23،30 تغ من السبت) في دونيتسك، لكن لم يسمع دوي اي قصف مدفعي.
واعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان الاحد ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو «لاحظوا ان التقيد بوقف اطلاق النار» في شرق اوكرانيا «مرض بشكل عام رغم بعض الحوادث التي لا بد من معالجتها سريعاً».
وجاء بيان الاليزيه بعيد اجراء محادثة هاتفية بين القادة الاربعة بشأن الوضع في اوكرانيا.
وكان الجيش الاوكراني ذكر الاحد ان قواته تعرضت لاطلاق النار 60 مرة منذ سريان وقف اطلاق النار مع الانفصاليين.
من جهته اكد المسؤول الانفصالي الكبير ادوارد باسورين ان وقف النار «يلقى احتراماً واسعاً»، متهماً في الوقت نفسه الجيش الاوكراني بانه مسؤول عن خروقات عدة.
واكدت مصادر عسكرية ان وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة 22،00 ت غ من السبت (منتصف ليل السبت الاحد بتوقيت اوكرانيا) صامد في ماريوبول المرفأ الواقع على بحر آزوف وديبالتسيفي التي تبعد 65 كلم شمال شرق دونيتسك.
وفي ديبالتسيفي بالتحديد منع انفصاليون دخول مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا مكلفين مراقبة تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار.
وقالت منظمة الامن والتعاون في اوروبا في مؤتمر صحافي ان «الالتزام بوقف اطلاق النار قائم اجمالاً» في المنطقة، لافتة فقط الى تبادل قصف مدفعي حول ديبالتسيفي عند الساعة 08،00 ت غ.
وفي وقت سابق قالت ايليا كيفا المسؤولة في وزارة الداخلية الاوكرانية في منطقة دونيتسك لوكالة فراسن برس «نأمل ان يحظى وقف اطلاق النار باحترام كامل بحلول بضع ساعات. ينبغي انتظار بعض الوقت، هذا ليس عملية فورية».
وسبقت وقف اطلاق النار معارك طاحنة حول عقدة سكك الحديد في ديبالتسيفي وتبادل قصف مدفعي اودى بحياة ثلاثة اشخاص في وسط دونيتسك.
وكانت الاشتباكات العنيفة التي سبقت وقف اطلاق النار عززت المخاوف من انهياره كما حدث في المرات السابقة.
ويمهل الاتفاق الذي ابرم الخميس في مينسك بعد ليلة من المفاوضات بين قادة اوكرانيا وروسيا والمانيا وفرنسا كييف والمتمردين يومين بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، لبدء سحب الاسلحة الثقيلة من خط الجبهة.
واكد بوروشنكو ان عملية السلام مهددة بتحركات المتمردين حول ديبالتسيفي حيث يحاصرون القوات الاوكرانية بشكل شبه كامل.
وفي واشنطن اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل بالرئيس الاوكراني ليعبر له عن «تعاطفه» و«قلقه» العميق من الوضع «في مدينة ديبالتسيفي وحولها».
كما بحث الرئيس الاوكراني هذه المسألة مع هولاند وميركل اللذين يرعيان الاتفاق الذي ابرم الخميس في مينسك.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية جون كيري شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة الاحترام الكامل لاتفاق مينسك.
واكد الاليزيه لفرانس برس ان الرئيس بوتين اكد من جهته في اتصال هاتفي مع هولاند وميركل، تمسكه باحترام وقف اطلاق النار.
واثار الوضع في ديبالتسيفي تخوفاً من امكانية اطاحة باتفاق وقف اطلاق النار. وقد اعلن رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد الكسندر زاخارتشنكو في تصريحات نقلها موقع رسمي للانفصاليين «ليس هناك اي كلمة تتعلق بديبالتسيفي في اتفاقات مينسك».
واكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان محاولات الجنود المطوقين في ديبالتسيفي الخروج ستعد انتهاكاً لوقف اطلاق النار.
ووقع زاخارتشنكو بعد ظهر السبت امراً بوقف اطلاق النار لكنه يعطي المتمردين الحق في الرد على «اطلاق النار الذي قد يستهدف البنى التحتية العسكرية والمدنية لجمهورية دونيتسك الشعبية».
وقد اتهمت موسكو كييف والغربيين «بتشويه مضمون اتفاقات مينسك».
وسجلت السلطات الاوكرانية اشتباكات في مناطق ماريوبول في الجنوب، ولوغانسك شمال خط الجبهة، من دون الاشارة الى سقوط ضحايا جدد من عسكريين او مدنيين.
والسبت قتل تسعة جنود اوكرانيين واصيب 39 في الساعات السابقة لوقف اطلاق النار. وفي غضون عشرة اشهر اسفر النزاع في شرق اوكرانيا عن مقتل 5500 شخص.
واعلن الجيش الاوكراني انه رصد تحليق طائرات بلا طيار معادية 14 مرة وخصوصاً باتجاه ماريوبول.
واكد متطوعو كتيبة ازوف الذين يدافعون عن ماريوبول الاوكرانية ان بلدة شيروكينيه التي تبعد عشرة كيلومترات عن المدينة «دمرت عملياً في معركة بالمدفعية» بعد هجوم «للعدو» الذي استخدم دبابات.
والسيطرة على هذا المرفأ الاستراتيجي حاسمة لاقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في اذار (مارس) الماضي.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق