أبرز الأخبارحوار

عشر سنوات على اغتيال الحريري… ماذا يقول مروان حمادة، جميل السيد، مصطفى حمدان ومحمد بيضون؟

وجه «الاسبوع العربي» الالكتروني اسئلة الى كل من النائب مروان حماده واللواء جميل السيد واللواء مصطفى حمدان والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون حول اغتيال الحريري والمحكمة الخاصة بلبنان بعد مرو عشر سنوات على الجريمة فاجابوا عليها.

مروان حماده: «اغتيال الحريري الجولة الاولى من الصراع السني – الشيعي»
كيف تقوم الوضع بعد عشر سنوات على اغتيال رفيق الحريري؟
اعتقد اننا على الصعيد اللبناني والاقليمي، نتلقى تأثير جريمة رمت يومها الى الغاء شخص مركزي من التيار العربي والسني المعتدل. من هنا فانني اعتبر ان هذا الاغتيال هو واحد من الفصول الاولى للحرب الطائفية التي تجتاح الشرق الاوسط بتحريض في البداية من حراس الثورة الايرانية واجهزة المخابرات السورية. انها الجولة الاولى للنزاع السني – الشيعي. بعدها استكمل التمزق من بلد الى بلد. اما لبنان وبالرغم من كل الجهود لابقائه بمنأى عن هذه التأثيرات تابع سقوطه. هناك دائماً ما قبل وما بعد 14 شباط (فبراير) 2005.
هل تأمل بان ترى يوماً القتلة وراء القضبان؟
لا اعرف اذا كنت سأراهم يوماً وراء القضبان ولكنهم فرضياً على مقعد المتهمين امام المحكمة الدولية. وهؤلاء، ومصطفى بدر الدين على رأسهم ليسوا سوى ادوات تنفيذ مؤامرة تم تصورها في طهران ونفذت في بيروت. وتطورات الدعوى لا تهدف لا الى ممارسة الانتقام ولا الى وضع المجرمين والمحرضين في السجن. انما هدفها اظهار الحقيقة ووضع المجرم في قبضة العدالة.
الا تخشى من فتنة سنية – شيعية اذا تبين ان حزب الله متورط؟
حزب الله متورط، بدون اي شك. يوم تتهم المحكمة لن يكون ذلك الا ما كان متوقعاً. والاتهام سيوجه الى حزب الله. فلا احد من الملاحقين لم يكن له حساب شخصي عليه تسويته مع رفيق الحريري. ولكن حزب الله امامه باب للخروج. والقبول بان احدى خلاياه وبتحريض من سلطة غير لبنانية ارتكبت الجريمة، فاتحاً الطريق للتسامح وللتسوية كما حدث في افريقيا الجنوبية. ان مشكلة الحرب السنية – الشيعية اخذت مع الاسف نسبة تتجاوز الاغتيال وذلك كان نقطة الانطلاق.
ماذا عن التطرف الذي نشهده اليوم؟
بلا رفيق الحريري انطلق كل التطرف. فتطرف حزب الله، عبر السنين ولد تطرفاً معادياً غير مقبول. وفي هذه الحالة نتأكد كم كان رفيق الحريري عنصر اعتدال واستقرار في لبنان، بين جناحي لبنان وداخل كل طائفة.

جميل السيد: «لعنة الحريري»
عشر سنوات على اغتيال رفيق الحريري اين نحن اليوم؟

نحن نعيش دائماً نتائج هذا الاغتيال. السنوات الاربع الاولى تم تسييس التحقيق بتوجيهه خطأ نحو سوريا والضباط اللبنانيين الاربعة وانا بينهم. كان على سعد الحريري ومجموعته ان يبحثوا عن الحقيقة، عن العدالة وعن القتلة الحقيقيين بدل الدخول في استغلال سياسي دمر مصداقية التحقيق وكذلك المحكمة الخاصة بلبنان. هذا التسييس لم يكن ممكناً لولا مؤامرة شهود الزور وتلاعب القاضي الالماني ديتليف ميليس، والقضاة اللبنانيين سعيد ميرزا، الياس عيد وصقر صقر ومساعديهم من الضباط اشرف ريفي والمرحوم وسام الحسن. وبعد اربع سنوات وفي نيسان (ابريل) 2009 اطلق الضباط الاربعة بلا شروط من قبل المحكمة الدولية التي قررت انهم لم يكونوا متهمين ولا مشتبه بهم وان اعتقالهم يخالف المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. ولكن قبل اطلاق هؤلاء الجنرالات اعتبرت تقارير الامم المتحدة وكذلك الادارة الاميركية عن السنوات 2006 – 2009 بان اعتقالهم تعسفي. وهذا ما دفعني الى اللجوء الى المحاكم لملاحقة شهود الزور وشركائهم الذين ضللوا التحقيق لاعتقالنا.
ما هي الدعاوى التي رفعتها؟
اقمت دعويين في فرنسا ضد ديتليف ميليس وجوني عبدو. وفي سوريا ضد شهود الزور السوريين وشركائهم اللبنانيين ودعاوى اخرى عديدة في لبنان.
ما هو شعورك بعد اربع سنوات من الاعتقال التعسفي؟
رفيق الحريري اغتيل مرتين. مرة في الانفجار الذي قام به المجرمون ومرة ثانية في التحقيق بواسطة ابنه وشهوده الزور. اما في ما يتعلق بشعوري الشخصي لم اتصور ابداً ان فريقاً سياسياً لبنانياً يمكن ان يستغل هذه الجريمة ليتآمر على ضباط لبنانيين ويضعهم في الاعتقال السياسي. كنت تمنيت لو ان 14 اذار يدبر لنا اخطاء حقيقية، معنوية او مهنية او غيرها ليقيم ضدنا دعوى بدل ان يستخدم بجبن شهود الزور. انا اؤمن بالعدالة القائمة بشكلين: ارضية وسماوية. العدالة الارضية ولكن حتماً ليس العدالة اللبنانية لعبت دورها: سياسياً قضية شهود الزور كانت السبب المباشر لاقصاء سعد الحريري عن السلطة عام 2011. ويكفي التذكير كيف ان سعد الحريري وفريقه وصلوا الى السلطة في العام 2005 وفي اي سقوط مدو هم اليوم. لقد افلتوا من يدي رجل كبير هو رفيق الحريري، سواء احببناه ام لا، ليرتموا في ايدي شهود الزور ثم في ايدي النصرة، وداعش، وخالد الضاهر وشركائه. لذلك اسمي ذلك «لعنة رفيق الحريري» وهذا هو عقابهم الكبير.

مصطفى حمدان: «لن نعرف ابداً من اغتال رفيق الحريري»
كيف تقوم الوضع بعد عشر سنوات على اغتيال رفيق الحريري؟

بأسف كبير الاحظ ان دم رفيق الحريري الذي كان من الممكن ان يضع بشائر اقامة دولة حقيقية، سفك هدراً. فما نراه اليوم لم يعد بلداً بل مجموعة كونتونات تدار بلا رئيس. لو كان الحريري حياً لما كان قبل بهذا الوضع. نحن نعيش في لا دولة، بل ما يشبه فدرالية طائفية.
رفيق الحريري كان يمثل الاعتدال الذي لم يعد موجوداً اليوم…
من نفذ هذا الاغتيال كان هذا الهدف بالذات في رأسه. ونتأكد اليوم انه كان من المتوقع ان نصل الى اوضاع كتلك التي يمثلها خالد الضاهر. ان قلة الضمير والبصيرة عند سعد الحريري وحقد فؤاد السنيورة ورغبته في ابعاد سعد الحريري ساهما في مشهد خالد الضاهر وامثاله. وانا اعتبر ان طريقته في تقليد تمثال يسوع الملك بفتحه يديه مسيء اكثر من تصريحه. انه اهانة الى كل الذين يؤمنون بالعيش المشترك. ان الحركة اخطر من الكلام.
ما هو شعورك بعد اربع سنوات من الاعتقال؟
لم توجه الينا اي تهمة. لم يبرز اي دليل او عنصر يثبت انه كان للضباط الاربعة اي علاقة بهذا الاغتيال. كنا كمخطوفين من قبل الامم المتحدة واولئك الذين استغلوا دم رفيق الحريري. عندما خرجنا من السجن كان هناك سوء تفاهم بيني وبين جميل السيد. هو كان يريد اللجوء فوراً الى المحاكم. انا قلت له ان العدالة اللبنانية والمحكمة من اجل لبنان لم تتواجدا لاجل اعطائنا العدالة بل لوضعنا في السجن. على العكس، اليوم وعلى ضوء سير الدعوى يمكننا ان نستخدم التسجيلات والوثائق ونقدم الشهود امام المحكمة لاظهار العدالة. انا املك وثيقة يؤكد فيها سعد الحريري امام لجنة التحقيق انني قتلت والده. اريد ان اقيم دعوى قدح وذم ضده.
هل تثق بالمحكمة من اجل لبنان؟
هذه المحكمة التي كلفت 300 مليون دولار لن تتمكن ابداً من معرفة من قتل الحريري بالطريقة التي تعمل بها حالياً. لو كان بين كل الذين تعاقبوا على التحقيق واحد عرف المجرم لكان اعطى اسمه منذ وقت طويل. انا لا اعرف موقف تيار المستقبل اليوم. كيف يمكن لسعد الحريري ان يحاور اولئك الذين يتهمهم بقتل والده؟ اقول لتيار المستقبل انتم ضحية مناورة كبرى. لقد استغل دم رفيق الحريري منذ البداية في مشروع فتنة سنية – شيعية.

محمد عبد الحميد بيضون: «العدالة ستتحقق عاجلاً ام آجلاً»
هل تخشى من فتنة سنية – شيعية اذا ثبت ضلوع حزب الله في اغتيال رفيق الحريري؟

حزب الله تابع لايران ولا يمثل وحده الشيعة. اغتيال رفيق الحريري ليس قضية سنية – شيعية، وليس قضية وطنية وحسب بل عربية ايضاً. انه الصراع بين خط يمثله رفيق الحريري واخر يمثله حزب الله. الحريري اغتيل ليوضع لبنان تحت الوصاية. كان يمثل املاً كبيراً لرفع الوصابة السورية واعادة بناء الدولة الحديثة اقتصادياً، ومستقلة لوضع اللبنانيين بمنأى عن النزاع الطائفي. كان نموذجاً للعالم العربي وللشعب السوري الذي كان يقارنه بقادته. يوم تسلم بشار الاسد السلطة كان العالم الاسلامي منقسماً بين نموذجين: نموذج بن لادن، متطرف وارهابي من جهة ونموذج الحريري الحديث والديمقراطي من جهة ثانية.
لم يعد هناك مكان للتحديث اليوم…
اغتيال الحريري دعم التطرف ومثال الجهاد على صورة داعش. اولئك الذين قتلوا رفيق الحريري شجعوا على صعود التطرف. رئيس الحكومة الاسبق كان يجسد التغيير والصورة الحقيقية للربيع العربي. وما نشهده اليوم هو نتيجة ثانوية للتأثير الايراني لدعم وضع يده على العالم العربي. التطرف السني هو ردة فعل على النفوذ الايراني. ايران تريد تدمير كل انظمة المنطقة.
هل تأمل ان ترى المجرمين يوماً وراء القطبان؟
العدالة ستتحقق عاجلاً ام آجلاً حتى ولو طال الوقت.
المحكمة من اجل لبنان لا تزال تتمتع بالمصداقية رغم الشوائب التي سادت التحقيق؟
المحكمة من اجل لبنان لا علاقها لها بالتحقيق. فالنظام الامني السوري – اللبناني مسؤول عن الاغتيال وسيظهر قاضي المحكمة ذلك. انه حزب الله الذي فقد المصداقية بفبركة اكاذيب على مدار السنوات.
كيف ترى الوضع اليوم؟
زادت الوصاية ولكنها لا تستطيع ان تحكم. فالاقتصاد في تدهور والفساد في اعلى درجاته والدولة تتراجع يوماً بعد يوم. لا 8 اذار مؤهلة لان تحكم ولا 14 اذار قادرة على المواجهة. ثورة الارز لا يمكنها ان تتجدد الا ببرنامج وطني.

جويل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق