معارض

اختتام فعاليات «سنغابور آرت فير» بنجاح باهر

أكثر من 10،000 زائر حضروا و ترحيب حار بالجناح اللبناني
 

اختتم معرض «سنغابور آرت فير» فعالياته بنجاح باهر، بحيث استقطب 10،000 زائر على مدى أربعة أيام، في مركز «سونتيك سنغابور للمؤتمرات والمعارض»، مستضيفاً 230  فناناً من 22  بلداً من منطقة الشرق الأوسط، شمالي إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، توزعوا على 59 صالة عرض.

كان للبنان مكانة مميّزة في «سنغابور آرت فير» بفضل الجناح الذي خُصّص له. إذ توافدت الجماهير لمشاهدة الفنانين المختارين لهذه المساحة التي حظيت بإجماع الزوار ومهنيي عالم الفنّ بحيث قال أحد أهم هواة المجموعات الأسيويين في المنطقة: «إنّ لبنان معزّز بالمواهب، وساحته الفنية ذات مستوى عال». وأضاف  «نأمل مشاهدة المزيد من فنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سنغافورة».
وقالت لور دوتـڤـيل، مؤسسة ومديرة المعرض، «كانت الدورة الأولى من «سنغابور آرت فير» مكللة بنجاح كبير. لقد تعلّمنا الكثير قبل المعرض، خلاله وحتى بعده. والأكثر أهمية أننا شعرنا بفضول المجتمع السنغافوري لفنون منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، وافتتانه بها أيضاً. لنا الفخر بإعطائنا هذه الفرصة للمساهمة في مشهد سنغافورة الفني، معززاً مركز المدينة كمحور للفن في المنطقة».
أما السيد جايسون نغ، المدير التنفيذي للمعرض، فصرح بالاتي: «كان الإقبال إلى معرض «سنغابور آرت فير» مشجعاً للغاية. نحن سعيدون جداً لأننا تمكّنا من زيادة معرفة الزوار وتقديرهم للفن في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها، والأهم من ذلك، توفير مدخل لصالات العرض والفنانين من هذه المناطق لعرض أعمالهم في آسيا».

لبنان المعاصر… الفن لتجاوز العنف!
ضمّ الجناح اللبناني، المُصمَم والمنسّق من قبل جانين معماري، هاوية مجموعات لبنانية، وراعية ومنظّمة معارض، إثني عشر فناناً لبنانياً، واحتلّ مكاناً مركزياً وإستراتيجياً في المعرض. فهذاالمعرض هوالأول من نوعه لبلاد الأرز إذ يجمع المبدعين الشباب ومن بينهم:  لودي ابي اللمع، سعيد بعلبكي، تغريد درغوث، نجلا الزين، عمرفاخوري، بسام جعيتاني، ديماحجار، كريستين كتانه، مروان سحمراني، ناديا صفي الدين، هبة كلش وألفرد طرزي.
ويكمن الهدف من وراء هذا المعرض في التعرف على لبنان من خلال فنّه الذي يمكنه أن يترسّخ في قلب تراث معقّد أحياناً، وفي إيجاد رابطٍ جماعي بين موهوبيه.
وأوضحت جانين معماري «انّ الفن اللبناني لديه هوية خاصة به. والفنان أنّ كان، سواء في بيروت، أو باريس، أو نيويورك، وحول العالم، فهو يجد دوماً وسيلة للاستلهام من أرض مسقط رأسه وثقافتها وتاريخها».
ففي الدورة الاولى من «سنغابورة آرت في»، كشف الجناح اللبناني تحت عنوان «لبنان المعاصر… الفنّ لتجاوزالعنف» عن التنوع المذهل في المشهد الفني اللبناني. فمع وسائل التعبير المختلفة من أعمال التركيب والنحت، والرسم الزيتي، والاكريليك والتصوير الفوتوغرافي والفيديو، أطلق الفنانون العنان لتفسيراتهم اليومية في بيروت، وتجرأوا على تقديم خليط من الأنماط وانصهار من العواطف التي تتمايل بين المأساوية وروح الدعابة.
وقد استفاد الزوار من مختلف أنحاءالعالم من هذا الاكتشاف الانتقائي، وكانوا معجبين بفن المصممين اللبنانيين المتنوع.  
وشكّل «سنغابور آرت فير» لقاءً رفيعاً بين لبنان الذي اكتسب النضج الفني، ومفترق طرق لا يمكن تجنّبه في سوق الفنّ في جنوب شرقي آسيا.
إنّه اللقاء الناجح الأول للفنانين اللبنانيين من أجل تجاوز الحروب والصراعات الأهلية، والتطلع نحو مستقبل أفضل!

الاجنحة الموضوعاتية
من جهة أخرى جمعت كاثرين دايفيد، نائب مديرالمتحف الوطني للفن الحديث في مركز جورج بومبيدو في باريس، في جناح الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، سبعة فنانين معروفين، هم هشام بنوهود، آنّابوغيغيان، علي شرّي، سيمحمد فتاقة، عاطف معطالله،  أحمد ماطر،  ماسي نيساسلماني.
أما جناح الفنان الماليزي الراحل داتو إبرهيم حسين فضمّ سبع قطع استثنائية تعرض للمرة الأولى في سنغافورة والتي أثارت اهتمام الزوار.
قال السيد أمين باغري، هاوي مجموعات و عضو في المجلس الفخري للمعرض: «قدّم هذا المعرض أفضل الأعمال من مناطق مختلفة. تعرفنا على أعمال شرق أفريقيا وشمالها التي لم يجر عرضها في آسيا قط، بينما هي ممثلة هنا في «سنغابور آرت فير». وبالتالي فإن هذا المعرض وفّر فعلاً منصّة لمنطقة شرق أفريقيا وشمالها، دافعة الفنانين وأعمالهم ليكونوا في الواجهة».

 

230 فناناً من 22 بلداً توزعوا على 59 صالة عرض

 

في خلال المعرض، تواصلت صالات العرض من مناطق مختلفة، وبدأت بمناقشات حول كيفية وإمكانية التعاون، وإقامةعلاقات عمل وثقى.
وتمتعت أغلبية صالات العرض بنسبة مبيعات جيدة خلال المعرض، وبيع الكثير من أهم قطع أعمالهم.
وقال السيد ياسر عسكر – غاليري ورد  Gallery Ward (مصر، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية): «لقد عرّفنا معرض «سنغابور آرت فير» على أشخاص لم نلتق بهم في السابق، ما أنشأ صداقات جديدة. نحن على ثقة أنه سيستمر زوارنا بإبداء الرغبة في أعمال فناني الشرق الأوسط».
أما نادين بكداش – غاليري جانين ربيز (لبنان، بيروت)، فقالت: «قد لا تكون أقدامنا راسخة في سنغافورة بالمقارنة مع معارض أخرى في المنطقة. لكن يسعدنا أن نرى هذا الإهتمام من العامّة بأعمال فنانّينا».
قال ريو واكاباياشي – ميزوما آرت غاليريMizuma Art Gallery (سنغافورة/اليابان): «لقد زوّدنا المعرض بفرص التعاون مع صالات العرض من مناطق الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا على المدى الطويل. معاً، يمكننا تعزيز الوعي حول هذه المناطق في آسيا وحول آسيا في هذه المناطق».
ويضيف كروز فوا Cruz Phua – آرت فيلاس غاليري Art Fellas Gallery (سنغافورة): «إنها لمفاجأة سارّة لنا بنوعية الزوّار وهواة المجموعات التي حضرت الى المعرض. إننا سعيدون بإعلان أن جميع أعمال الفنان الإندونيسي، دادي سيتيادي، قد بيعت. والمثير للإهتمام أنه تم شراء أغلبها من قبل سنغافوريين».
وبمناسبة الدورة الاولى «سنغابور آرت فير»، قدّم المصوّر اللبناني العالمي روجيه مكرزل، العرض الأول لفيديو So Far, So Close المعدّ خصيصاً للمعرض والذي أذهل الحضور. كما أن أداء فن الشارع الذي قدمه آنتز (سنغافورة)، وداربوتز (إندونيسيا)، ويزن حلواني (لبنان) حصل على اقبال مماثل.
تم تقديم سلسلة من المحادثات التي جمعت أصحاب صالات العرض، صحفيين، ممثلين عن مؤسسات ثقافية، وسمحت للحضور بمعرفة المزيد عن تطور الفن المعاصر الخاص بمنطقة الشرق الاوسط، شمال أفريقيا، جنوب آسيا و جنوب شرقها، بالإضافة الى مواضيع أخرى تتعلق بالفنانين و أهمية الدعم المؤسساتي في عملية الخلق المعاصر.
وأخيراً سلط «آداء الفن الشعبي» الضوء على المنحوتات الضخمة  والتركيبات البصرية التي قدمها 11 فناناً و منهم النحات اللبناني الشهير نديم كرم، الفرنسي جان ماري فيوري، غوانغ أوسانغ وهو نجم صاعد في الفن الآسيوي، والفنان الصيني جيانغ شو.
شعر منظمو معرض «سنغابور آرت فير» بالحماس لهذه الإستجابات الإيجابية والتشجيعية، ما دفعهم للتفكير جدياً بإمكانية تطوير ودفع المعرض إلى آفاق أوسع في حُلّته المستقبلية. ومن المقرّر إجراء المعرض التالي بين 19 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق