دولياتعالم

باكستان تشيّع اطفال مدرسة بيشاور وطالبان الأفغانية تدين الهجوم «الدامي»

بدأت في مدينة بيشاور الباكستانية مراسم تشييع ودفن قتلى الهجوم الذي شنه مسلحو حركة طالبان على مدرسة في المدينة وأسفر عن مقتل 132 طفلاً على الأقل وتسعة من الكادر التدريسي.

وتزاحم المشيعون حول توابيت الضحايا التي زينت بالزهور، بينما ظل عدد من العوائل ينتظر في المستشفيات لسماع أخبار عن أبنائهم الجرحى.
وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، بينما وجه الجيش الباكستاني ضربات لمواقع المسلحين في المنطقة.
وتوالت صيحات الادانة من زعماء العالم لهذا الهجوم المروع الذي شنته حركة طالبان باكستان وأدان بشاعته الجميع بما فيهم حليف الحركة حركة طالبان في أفغانستان.
ويقول الجيش الباكستاني إن هجوم الثلاثاء نفذه سبعة مهاجمين من طالبان كانوا جميعاً يرتدون أحزمة ناسفة. واوضح أنهم شقوا طريقهم عبر سياج من الأسلاك المحيط بالمدرسة للدخول إليها من الجهة الخلفية وهاجموا قاعة كبيرة فيها، كان الاطفال يؤدون امتحاناتهم فيها.
ثم تنقلوا من صف إلى آخر من صفوف المدرسة التي يديرها الجيش الباكستاني، مطلقين النار على الطلبة والمعلمين حيثما وجدوهم، بحسب شهادة الناجين.
واستمر حصار المدرسة التي يدرس فيها ابناء وبنات العسكريين والمدنيين نحو ثماني ساعات.
وكانت حصيلة الجرحى 125 شخصاً، بحسب احصائية للجيش الذي أشار الى ان مقتل جميع المهاجمين السبعة، واجلاء المئات من الناس من المنطقة.
وتحاول طالبان باكستان تبرير هجومها الدموي هذا بالقول انه جاء انتقاماً من الجيش الذي يشن حملة ضدهم. وقال متحدث باسم المسلحين إن اختيار المدرسة هدفا لهجومهم، لأن «الحكومة تستهدف عائلاتنا ونساءنا»، مضيفاً «نريدهم أن يشعروا بالألم».

طالبان الأفغانية تدين
وفيما يتواصل التنديد الدولي بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف المدرسة، قالت حركة طالبان الأفغانية إن هذا الهجوم الدامي هو عمل يتعارض مع الإسلام.
وقالت حركة طالبان الأفغانية في بيان نشر في وقت متأخر امس الثلاثاء إن «إمارة أفغانستان الإسلامية دانت على الدوام قتل أطفال وأشخاص أبرياء في أي ظرف».
وأضافت أن «القتل المتعمد لأشخاص أبرياء، نساء وأطفال، يتعارض مع تعاليم الإسلام وكل حكومة إسلامية وحركة يجب أن تلتزم بهذا المبدأ الجوهري».
وتابعت أن «إمارة أفغانستان الإسلامية (الإسم الرسمي لحركة طالبان) تقدم تعازيها لعائلات الأطفال الذين قتلوا». وتنأى حركة طالبان الأفغانية بنفسها عادة عن الهجمات التي تؤدي إلى مقتل مدنيين لكنها تستهدف عمداً أيضاً غير مقاتلين.
والأسبوع الماضي أعلنت حركة طالبان الأفغانية مسؤوليتها عن هجوم انتحاري في مسرح في المركز الثقافي الفرنسي في كابول أدى إلى مقتل شخص وإصابة 15 بجروح.

نواز شريف يلغي قرار وقف العمل بعقوبة الإعدام
وقال متحدث باسم الحكومة الباكستانية اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء نواز شريف ألغى وقف العمل بعقوبة الإعدام بعد مقتل 132 طالباً وتسعة مدرسين في هجوم لطالبان على مدرسة في بيشاور أمس.
وقال المتحدث محيي الدين واني إن رئيس الوزراء وافق على قرار للجنة وزارية بإلغاء وقف العمل بعقوبة الإعدام. وأضاف «لقد تقرر رفع هذا الوقف. ورئيس الوزراء وافق».

تنديد دولي
وتواصل التنديد الدولي بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف مدرسة لأبناء العسكريين في بيشاور، ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاعتداء بـ «الخسيس».
ودانت الهند بشدة الهجوم، واعتبره رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي بأنه «عمل متهور لا يمكن وصف وحشيته».
وعبّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «صدمته وذهوله لرؤية أطفال يقتلون لمجرد أنهم ذهبوا إلى المدرسة».
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما «باستهدافهم الطلاب والمدرسين في هذا الهجوم البشع، أظهر الإرهابيون مرة أخرى درجة سوئهم».
وأضاف «نحن نقف إلى جانب شعب باكستان ونجدد التزام الولايات المتحدة بدعم حكومة باكستان في جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف ونشر السلام والاستقرار في المنطقة».

ملالا «انفطر قلبها» للاعتداء «الإرهابي الأحمق»
وقالت الباكستانية ملالا يوسف زاي، الحاصلة هذا العام على جائزة نوبل للسلام، إنها شعرت بحزن بالغ عند سماع نبأ مقتل 141 شخصاً على الأقل معظمهم تلاميذ في هجوم شنته حركة طالبان على مدرسة في شمال غرب باكستان اليوم الثلاثاء.
وقالت ملالا، التي تعيش الآن في إنكلترا في بيان، «قلبي انفطر لهذا العمل الإرهابي الأحمق الذي أرتكب في بيشاور بدم بارد».
وأضافت «ما كان لأطفال أبرياء في مدرستهم أن يتعرضوا لترويع كهذا. إنني أدين هذه الأعمال البشعة الوضيعة وأؤيد الحكومة والقوات المسلحة الباكستانية التي كانت جهودها حتى الآن في التعامل مع هذا الحدث المروع جديرة بالثناء».
ومضت قائلة «أقدم مع ملايين آخرين في أنحاء العالم التعازي في هؤلاء الأطفال -إخواني وأخواتي- ولن ننهزم أبداً».
وكانت ملالا (17 عاماً) قد أصيبت برصاصة أطلقها مقاتلون من حركة طالبان وهي في حافلة مدرسية عام 2012 ونالت تأييد العالم لدفاعها عن حق الفتيات في التعليم.
وبلغت حصيلة القتلى 141 شخصاً غالبيتهم من التلاميذ، ليصبح هذا الاعتداء الإرهابي الأكثر دموية في تاريخ باكستان.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق