دولياترئيسي

باكستان: 126 قتيلاً معظمهم من الأطفال في هجوم لطالبان على مدرسة تابعة للجيش

أسفر هجوم شنته حركة طالبان على مدرسة تابعة للجيش في بيشاور بباكستان، عن مقتل 126 شخصاً على الأقل معظمهم من الأطفال حسب ما أعلنت السلطات.

اقتحمت مجموعة من مقاتلي حركة طالبان صباح الثلاثاء مدرسة يديرها الجيش في بيشاور ما أدى إلى سقوط 126 قتيلاً على الأقل بينهم 82 طفلاً في أحد الهجمات الأكثر دموية في البلاد في السنوات الماضية.
وقال شهود في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، إن انفجاراً قوياً هز المدرسة الرسمية للجيش وإن مسلحين دخلوا من صف إلى آخر وأطلقوا النار على التلاميذ.
وتبنت حركة طالبان الباكستانية على الفور الهجوم مؤكدة أنها نفذته للثأر للقتلى الذين سقطوا في الهجوم العسكري الكبير الذي يشنه الجيش الباكستاني ضدها في المنطقة.
وتدخل الجيش سريعاً في المكان وكان تبادل إطلاق النار مستمراً في المدرسة حيث كان هناك مئات التلاميذ ومن غير المعروف من بقي في الداخل ما يثير مخاوف من احتمال ارتفاع الحصيلة.
وهذا الهجوم الذي لا يزال مستمراً بعد خمس ساعات على إطلاقه، أوقع 108 قتلى كما أعلن وزيران في إقليم خيبر بختونخوا (عاصمته بيشاور) لوكالة فرانس برس.
وتسلم مستشفى ليدي ريدينغ في بيشاور 26 جثة بينها جثث 23 تلميذاً كما قال الناطق باسمه جميل شاه.
وأفاد تقرير صادر عن المستشفى العسكري عن تسلم 69 جثة بينها 59 تلميذاً.
وهذا الهجوم هو الأكثر دموية الذي تشنه منذ أشهر حركة طالبان المقربة من تنظيم القاعدة والتي تحارب الحكومة الباكستانية منذ 2007، ويعتبر الأكثر رمزية لأنه استهدف أولاد الجنود والضباط.
وقال محمد خراساني الناطق باسم حركة طالبان عند تبنيه الهجوم «لقد نفذنا الهجوم بعدما تحققنا من أن أولاد مسؤولين عدة كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة».

تفاصيل الهجوم
وبدأ الهجوم عند الساعة 10،30 بالتوقيت المحلي (5،30 ت.غ) حين دخل خمسة أو ستة عناصر من طالبان يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة على تخوم المناطق القبلية كما أفادت مصادر متطابقة.
والجيش المتواجد بقوة في هذه المدينة غالباً ما يستهدف بهجمات يشنها المتمردون. وقد تدخل سريعا وبدأ بإطلاق النار الذي لا يزال مستمراً بعد ثلاث ساعات على بدء الهجوم.
وقال مسؤول عسكري محلي إن «القوات العسكرية أغلقت المنطقة وتلاحق المهاجمين المتمردين». وأضاف أنه «تم إجلاء العديد من التلاميذ والأساتذة» لكن بدون تحديد عدد الذين لا يزالون داخل المدرسة.
وقال مشتاق غني وزير الإعلام في إقليم خيبر بختونخوا، وعاصمته بيشاور، إن الحصيلة ارتفعت لأن أحد المهاجمين فجر القنابل التي كان يحملها.
وقال أحد العاملين في المدرسة إن بعض التلاميذ كانوا يقيمون حفلة حين بدأ الهجوم.
وأضاف «رأيت ستة أو سبعة أشخاص ينتقلون من صف إلى آخر ويطلقون النار على الأطفال».
وأفاد تلميذ نجا من الهجوم أن الجنود حضروا على الفور لإنقاذ التلاميذ خلال توقف النيران لفترة.
وقال «أثناء خروجنا من الصف رأينا جثث أصدقائنا ممدة في الممرات. كانوا ينزفون وبعضهم تعرض لإطلاق نار ثلاث أو أربع مرات».
وأضاف «لقد دخل الرجال إلى الصفوف وبدأوا إطلاق النار بشكل عشوائي على التلاميذ والمعلمين».
والمدرسة الرسمية للجيش هي ضمن نظام مدارس وثانويات تابعة للمؤسسة العسكرية التي تدير 146 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد مخصصة لأولاد العسكريين ومدنيين. وتتراوح أعمار التلاميذ فيها بين 10 و18 عاماً.
وكان الناطق باسم طالبان محمد خراساني أعلن في وقت سابق «لقد أرسلنا ستة رجال لشن هذا الهجوم بينهم قناصة وانتحاريون».
وكان الجيش أطلق هجوماً واسع النطاق ضد معاقل حركة طالبان ومجموعات أخرى في وزيرستان الشمالية وقتل أكثر من 1600 متمرد منذ إطلاق الهجوم في حزيران (يونيو) بحسب أرقام الجيش.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق