دولياترئيسي

محتجز الرهائن في سيدني يطلب تزويده بعلم «داعش» مهدداً بأربع عبوات في المدينة

أغلقت الشرطة الاسترالية اليوم الاثنين قلب مدينة سيدني أكبر المدن الاسترالية بعد ان دخل شخص مسلح مقهى في وسط المدينة واحتجز عدداً من الرهائن وأجبرهم على رفع علم تنظيم الدولة الاسلامية مما أثار مخاوف من انه هجوم «جهادي»، لكن خمسة رهائن تمكنوا من الخروج من المكان في وسط المدينة، فيما افيد لاحقاً ان محتجز الرهائن طلب تزويده بعلم تنظيم «الدولة الإسلامية» الجهادي، ومكالمة رئيس الوزراء. مهدداً بوجود أربع عبوات في المدينة، بحسب تقرير إعلامي.
وطوق الأمن منطقة «مارتن بليس»، في حي الاعمال المركزي في قلب سيدني، فيما حاصر مئات من عناصر الشرطة المدججين بالسلاح مقهى «شوكولا لينت»، حيث رفع رهائن علما أسود كتب عليه بالأبيض «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وشوهد قناصة وأفراد من القوات الاسترالية الخاصة يتخذون مواقع لهم حول المقهى وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق الموقع.
وأفادت القناة العاشرة الاسترالية في تغريدة أن «فريقنا تحدث مباشرة مع رهينتين داخل المقهى… وأكدا مطلبين للمنفذ”».
وأضافت «يريد تسليم علم لداعش (إحدى تسميات تنظيم الدولة الإسلامية) إلى المقهى مباشرة، وطلبه الثاني هو محادثة رئيس الوزراء». وتابعت أن الرهينتين «أفادا عن وجود أربع عبوات… اثنتان في مقهى لينت في مارتن بليس، واثنتان في وسط الأعمال في سيدني».
ولم تؤكد الشرطة هذه المعلومات، وتمكن خمسة رهائن حتى الآن من الخروج من المقهى، ثلاثة رجال بعد ست ساعات على بدء العملية وامرأتان بعد حوالي ساعة.
وأعلنت استراليا حالة إنذار قصوى خشية وقوع هجمات قد ينفذها مواطنون عائدون من العراق وسوريا حيث قاتلوا إلى جانب تنظيمات جهادية.
وأكدت الشرطة الأسترالية أن مفاوضين اتصلوا بالمسلح، لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة، كما رفضت الحديث عن العدد الحقيقي للرهائن، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي مؤشر على تعرض أي منهم لأذى.
وبثت القناة السابعة الأسترالية بشكل مباشر خروج ثلاث رهائن جرياً من باب جانبي لمقهى لينت حيث يحتجز المسلح عدداً من الرهائن منذ ساعات، عندما اقتربت الشرطة بشكل أكبر من باب المقهى.
واظهرت مشاهد احد الاعلام التي تستخدمها الحركات الاسلامية رفعه رهائن على احدى نوافذ المقهى.
وبعد حوالي ست ساعات على بدء عملية الاحتجاز خرج ثلاثة رهائن رجال، تلتهم امرأتان، من المقهى. واعلنت الشرطة انه ليس هناك ما يشير الى اصابة اي كان في الوقت الحاضر، فيما لم يكن واضحاً ان فر هؤلاء الرهائن ام افرج عنهم.
واعلن رئيس شرطة ولاية نيو ساوث ويلز اندرو سيبيوني وجود مسلح واحد، مضيفاً ان قوى الامن لا تعلم بالضبط اي وضع تتعامل معه. وقال «ما زلنا نجهل ان كان حدثاً مرتبطاً بالارهاب».
وقالت مساعدته كاثرين بورن ان عدد الرهائن اقل من 30.
وكانت استراليا التي تشارك الى جانب الولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، رفعت في ايلول (سبتمبر) مستوى الانذار من الخطر الارهابي الى حال الانذار القصوى ولا سيما حيال خطر المقاتلين الجهاديين العائدين من القتال في سوريا والعراق.
وتم ابلاغ الرئيس الاميركي باراك اوباما بالوضع وفق ما اعلنت ليزا موناكو مستشارة اوباما لشؤون الارهاب في واشنطن.
وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية نيو ساوث ويلز مايك بيرد والاحتياطي الفدرالي الاسترالي اضافة الى مصرف وستباك ومصرف الكومنولث.

ودعا رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت الى اجتماع للجنة الامن القومي التي تضم اعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين القضايا الامنية لمواجهة الوضع.
والمح الى ان هناك شخصاً واحداً يحتجز الرهائن وقال «لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم اذا كان يتصرف لدواع سياسية ولكن بالتأكيد هناك عناصر في هذا الاتجاه».
واضاف ابوت ان «هدف العنف السياسي هو اخافة الناس. ان استراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي ان يغير ذلك ولهذا السبب اطلب من الاستراليين ان ينصرفوا الى اعمالهم الاعتيادية».
وقال باتريك بيرن المنتج في تلفزيون «القناة السابعة» لتي يقع مقرها قبالة المقهى ان موظفي القناة شاهدوا بانفسهم عملية احتجاز الرهائن.
واضاف «اسرعنا الى النافذة وشاهدنا اشخاصاً في حالة صدمة يضعون ايديهم المرفوعة على نوافذ المقهى».
واغلق الكثير من متاجر الحي ابوابه، وخلت الشوارع المكتظة عادة بالمارة. وصرحت ريبيكا كورتني المقيمة فيه «من المحزن التفكير ان هذا يحصل عندنا، وانه قد يحصل في اي مكان».
ووقعت هذه الحوادث بعد دقائق من اعلان الشرطة اعتقال شاب (25 عاماً) في سيدني بتهمة الارهاب في اطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم داخل الاراضي الاسترالية. لكن رئيس شرطة ساوث نيو ويلز اعتبر ان القضيتين غير مرتبطتين.
وتزامنا، اعلنت الشرطة الاسترالية انها تنفذ عملية اثر «حادث» وقع في دار اوبرا سيدني التي تم اخلاؤها، من دون ان توضح ما اذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن.
ويقاتل اكثر من سبعين استراليا في صفوف الجهاديين في العراق وسوريا. وقتل عشرون على الاقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وامكان شنهم هجمات لدى عودتهم الى بلادهم.
وكانت السلطات نفذت في ايلول (سبتمبر) عدة عمليات لافشال مخطط لجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية يرمي الى ارتكاب اعمال قتل للتخويف ولا سيما اعدامات علنية بقطع الراس.
وفي اواخر تشرين الاول (اكتوبر) شددت استراليا تشريعاتها لمكافحة الارهاب فمنعت بشكل خاص اي سفر بلا سبب موجب الى دول تعتبر بؤرا للارهاب الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق