أبرز الأخبارسياسة عربية

اليمن: دعم ايراني لمشروع التقسيم: الحوثي ينسق مع «سالم البيض»، وانصاره يحتلون ارحب

يبدو ان مشروع تقسيم اليمن تحول من مجرد فكرة او مشروع يجري تداوله كنوع من التحليل، والقراءات، الى افكار تجري مناقشتها على الارض. حيث كشفت صحف سعودية وعربية، النقاب عن مخططات يجري تنفيذها على الارض، وعن دخول مشروع التقسيم الى مطابخ الساسة المعنيين بالفكرة.

من ذلك، ما جرى تداوله نقلاً عن «مصادر مطلعة»، عن مفاوضات تجرى بين جماعة التمرد الحوثي ونائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض برعاية إيرانية لتقسيم اليمن إلى إقليمين، كخطوة لفك الارتباط بين المجتمع الواحد. وفي السياق، اشارت صحيفة عكاظ السعودية الى أن جماعة الحوثي أعلنت قبل ايام عن اتفاق مبدئي مع علي سالم البيض يتضمن حلاً فيدرالياً من إقليمين شمالي وجنوبي، لكن قيادات الحراك في الداخل رفضت هذا الاتفاق. وأشارت المصادر، إلى أن إيران وضعت خطة للحوثيين وحليفهم الجنوبي علي سالم البيض تقضي بأن تبدأ عملية الانشطار لليمن تدريجياً، مؤكدة أن الاتصالات بين الحوثيين والحراك الجنوبي مستمرة، وان هناك مساعي تبذل لتقريب وجهات النظر مع الأطراف الرافضة لتلك الرؤى.
من جهته، نفى المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك الدكتور محمد القباطي، ما تردد عن وجود توجه لدى أحزاب اللقاء المشترك للتفاوض مع الحوثي وإبرام اتفاق. وقال: إن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة، معتبرا أنها من صنع ما اسماه «مطابخ إعلامية» لا علم للمشترك بها.

احزاب اللقاء المشترك
وكانت إحدى الصحف المقربة من الرئيس السابق علي صالح، نقلت ع ما أسمته بالمصدر السياسي في اللقاء المشترك قوله إن أحزاب اللقاء المشترك تنتظر تحديد الموعد من المكتب السياسي للحوثيين، لكنها توقعت أن يكون ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة. واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي في إطار الدعم المعنوي لحزب الإصلاح الذي يواجه انتقادات واسعة في أوساطه وعلى مختلف المستويات والمراتب التنظيمية.
في غضون ذلك، فرضت السلطات اليمنية إجراءات أمنية مشددة على السفارات والملحقيات الأجنبية في العاصمة، بعد ورود معلومات عن تحركات لتنظيم القاعدة وتهديدات باستهداف سفارات ومنشآت حيوية في صنعاء.
وعزز تلك الفكرة ما شهدته محافظة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، حيث شهدت الاثنين عصيانا مدنيا استجابة لدعوة اطلقها الحراك الجنوبي في اطار برنامجه التصعيدي للمطالبة بالانفصال واستعادة دولة الجنوب السابقة، فيما وقعت مواجهات بين ناشطي الحراك وقوات الامن.
وتركز العصيان الذي هو كناية بشكل اساسي عن اضراب واغلاق للطرقات، في احياء دار سعد وكريتر والمعلا والمنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر حيث أغلقت معظم المحلات التجارية بما فيها الشركات الخاصة والمصارف الحكومية والخاصة.

شلل تام
ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان ان غالبية المرافق الحكومية والمدارس شهدت شللاً شبه تام. وان السكان شرعوا منذ الصباح الباكر «باحراق الإطارات ووضع الحجارة والاخشاب في الشوارع لمنع حركة المركبات وتنفيذ العصيان بالقوة».
واطلقت الشرطة الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع باتجاه انصار الحراك الذين اغلقوا الطرقات امام المارة دون ان تسجل أي إصابات بشرية.
وكانت قوى الحراك الجنوبي دعت سكان المدينة مساء الاحد عبر مكبرات الصوت ومنشورات وزعت في الشوارع الى الالتزام بتنفيذ العصيان المدني وشل الحركة في المدينة.
وكان الحراك الجنوبي بدأ في 14 تشرين الاول (اكتوبر) اعتصاماً مفتوحاً وبرنامجاً احتجاجياً تصاعدياً للمطالبة بـ «فك الارتباط» والعودة الى دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة حتى العام 1990.
وفي محافظة الضالع المجاورة، خطف خمسة جنود بيد مسلحين يفترض انهم من الحراك الجنوبي، كما اعلن مسؤول حكومي. واضاف المسؤول ان الخاطفين يعتزمون الضغط على الحكومة للافراج عن الناشط في الحراك الجنوبي فارس الضالعي الذي اوقف في الثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر) في عدن.
واقتيد الجنود الخمسة الى وجهة مجهولة، كما قال المسؤول نفسه من دون اعطاء المزيد من التوضيحات.

سيطرة الحوثي
في الاثناء، بسط مسلحو الحوثي سيطرتهم على منطقة أرحب شمالي العاصمة صنعاء بعد معارك استمرت على مدى يومين، وآلت السيطرة للحوثيين بعد انسحاب المقاتلين من قبائل المنطقة. ونفذ الحوثيون اقتحامات لمنازل خصومهم، وكانت القبائل قالت في بيان لها إنها فضّلت الانسحاب لأنها غير مخوّلة بالحلول محل الدولة.
وبحسب مصادر قبلية، ارتفعت حصيلة القتلى خلال سيطرة جماعة الحوثيين على أرحب إلى 6 في صفوف القبائل، فيما لم تعرف خسائر الحوثيين، إذ تتكتم الجماعة عن الإعلان عن قتلاها.
وبذلك يكون مسلحو جماعة الحوثي وسعوا سيطرتهم على مناطق العاصمة اليمنية صنعاء.
ويقول مسؤولون عسكريون وقبليون إن الحوثيين استخدموا دبابات ومدفعية لقصف منازل وأحياء رجال القبائل المنافسة لهم.
وفي السياق، اعلن مصدر عسكري مقتل سبعة جنود يمنيين في هجومين بسيارتين مفخختين استهدفا مقراً للجيش في جنوب شرق اليمن واعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنهما مؤكداً انهما اوقعا عشرات القتلى والجرحى.
واوضح المصدر العسكري انه تم تفجير السيارتين في محيط مدخل مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى في مدينة سيئون في محافظة حضرموت، ما ادى الى مقتل سبعة جنود واصابة ثمانية اخرين. واضاف المصدر نفسه ان انتحاريين يقودان سيارتين مفخختين اقتحما مدخل مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى وفجرا نفسيهما. وبحسب المصدر، فان تنظيم القاعدة يقف خلف الهجومين مشيراً الى ان جثتي الانتحاريين وجثث بعض الجنود تحولت الى اشلاء وتطايرت في المكان.
ووقع الهجومان بعيد وصول موكب قائد المنطقة العسكرية الاولى اللواء الركن عبد الرحمن الحليلي الذي نجا من الهجوم بحسب المصدر العسكري.

هجمات القاعدة
ومن جهة ثانية، أعلن تنظيم القاعدة في اليمن أنه شن هجمات من محاور عدة على الحوثيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط البلاد وأوقع عشرات القتلى في صفوفهم. ولم ترد إحصائيات للضحايا بسبب تكتم الحوثيين، بينما قال تنظيم القاعدة في بيان نشر على تويتر إن 70 حوثياً قُتلوا في الهجمات. وقالت مصادر محلية إن الهجمات استهدفت مواقع للحوثيين شمال وغرب رداع، وإن أسلحة رشاشة وقذائف استخدمت في الهجوم.
وأعلن تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته عن مهاجمة أربعة مواقع للحوثيين مساء الخميس.

احمد الحسبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق