أبرز الأخبارسياسة عربية

«الرمادي وبيجي» تحت الحصار الداعشي، ودير الزور ساحة كر وفر، والاكراد يلجأون لحرب العصابات

تدريجياً، تحول الجزء الاكبر من المواجهات ما بين وحدات الحماية الكردية وتنظيم داعش الى ما يشبه حرب العصابات. وتدريجياً سجلت تلك الوحدات تقدماً واضحاً في نتائج المواجهات، حيث اوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الداعشيين. وسواء اكانت العمليات التي نفذت في كوباني، او في بعض المناطق الكردية العراقية، فقد كانت النتائج واضحة وتميل لصالح الجانب الكردي على حساب تنظيم الدولة.

 اما في مواقع اخرى، وخصوصاً مواقع عراقية تندرج ضمن مناطق السنة، فالامر مختلف بعض الشيء. حيث بدا واضحاً ان تلك المناطق تخضع اما للحصار، او للاحتلال الكامل من قبل التنظيم، الامر الذي دفع بسكان تلك المناطق الى طلب النجدة.
فقد قتل 16 من عناصر تنظيم داعش المتطرف في هجوم لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في الريف الجنوبي لبلدة راس العين في محافظة الحسكة السورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن ان القتلى من تنظيم الدولة، سقطوا  في هجوم مباغت نفذه مقاتلون من وحدات حماية الشعب على مركزين للتنظيم في الريف الجنوبي لبلدة راس العين الشمالية الحدودية مع تركيا.
وفي مدينة عين العرب القريبة، دارت اشتباكات جديدة بين المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن المدينة ومسلحي تنظيم الدولة الذين يسعون للسيطرة عليها منذ نحو ثلاثة اشهر، كما اعلن المرصد في بريد الكتروني.

زحف داعش
وبدأ تنظيم الدولة زحفه على عين العرب في 16 ايلول (سبتمبر) وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الاراضي في محيطها، وصولاً الى دخولها في السادس من تشرين الاول (اكتوبر) واحتلال اكثر من نصف المدينة التي تراوح مساحتها بين خمسة وستة كيلومترات مربعة.
الا ان تدخل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البشمركة العراقية الى المدينة للمساندة، اوقفا تقدم التنظيم المتطرف.
في سياق آخر، طالب مجلس محافظة الأنبار، من حكومة بلاده إرسال طيران بشكل «عاجل وفوري» إلى ناحية الوفاء جنوب مدينة الرمادي بعد محاصرتها من قبل عناصر تنظيم «داعش».
وقال رئيس المجلس صباح كرحوت إن «مجلس محافظة الأنبار يطالب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بإرسال طيران فوري وعاجل إلى ناحية الوفاء جنوب مدينة الرمادي التي يحاصرها تنظيم داعش الإرهابي».
وأضاف أن «الناحية تعيش وضعاً صعباً للغاية وهناك مواجهات واشتباكات بين القوات الأمنية بمساندة مقاتلي العشائر لصد هجوم التنظيم على الناحية».
وتدور معارك عنيفة شمال الرمادي بعد سيطرة تنظيم «داعش» على خمس عشرة قرية في محافظة الانبار، فيما دمر الجيش العراقي مركز تجمع لـ «داعش» في منطقة السجارية شرق الرمادي وقتل ثلاثة عشر مسلحاً.
ووقعت الاشتباكات العنيفة شمال مدينة الرمادي بين تنظيم «داعش» من جهة، وعشائر «البو جليب» و«البوسودة» من جهة أخرى، في حين فتح تنظيم «داعش» أكثر من جبهة في قضاء هيت.
وقتل مسلحو التنظيم ثمانية مدنيين من عشيرة الجيسات في قرية البو علي عند أطراف بيجي شمال تكريت في العراق. كما حاول تنظيم «داعش» الدخول إلى قاعدة عسكرية في الرمادي، بعدما دمّر أبراج الإتصالات في محافظة الأنبار.
وقتل آمر فوج في الجيش و9 من مقاتلي «الحشد الشعبي» بانفجار منزل مفخخ في منطقة مكيشيفة جنوب تكريت.

تدمير تجمع لداعش
بالمقابل، دمرّت مدفعية الجيش مركز تجمع لـ «داعش» في منطقة السجارية شرق الرمادي بحسب مصدر في الفرقة العاشرة بالجيش.
وأوضح المصدر أنّ القصف ادّى إلى مقتل ثلاثة عشر عنصراً من التنظيم.
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، مقاتلين تابعين له، للتأهب لمحاربة مسلحي تنظيم الدولة في مدينة سامراء، نظراً «للظروف الاستثنائية والخطر المحدق» بالمدينة من قبل داعش.
ويسيطر تنظيم داعش على المناطق الصحراوية القريبة من سامراء من ناحية الشرق والغرب، حيث تمكنت قوات الجيش من وقف تقدم مسلحي تنظيم الدولة في بعض المناطق قرب سامراء، بعد أن كانوا سيطروا عليها.
من جهة أخرى، أحبطت القوات النظامية السورية هجوماً جديداً لتنظيم «داعش» على مطار دير الزور العسكري في شرق البلاد، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيراً إلى مقتل تسعة عناصر من «داعش» بالاشتباكات التي تلت الهجوم.
ويعتبر مطار دير الزور العسكري «الشريان الغذائي الوحيد» المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية. ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في أنحاء عدة من سوريا. وهو عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة.
ويدرس حلف شمال الأطلسي «الناتو» طلباً تقدمت به الحكومة العراقية للحصول على المساعدة في بناء الجيش العراقي.
وقال الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، إن العراق طلب دعم الحلف لبناء قدراته الدفاعية.

غارات اميركية
إلى ذلك، قال مسؤولون بالجيش الأميركي إن الولايات المتحدة والدول الحليفة نفذت 27 غارة على أهداف للدولة الإسلامية في العراق وسوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال بيان للقوة المشتركة التي تشرف على عمليات التحالف إن مواقع قتالية ومباني وتحصينات تعرضت لهجمات في سبع غارات قرب مدينة عين العرب كوباني السورية وحلب وعلى الحدود مع العراق.
وتابع البيان أن الدولة الإسلامية تعرضت لنحو 20 غارة في العراق قرب مدن الرمادي والرطبة والموصل والقائم وسامراء وراوة وعين الأسد.
وفي سوريا، أفادت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن انتحارياً من تنظيم الدولة الإسلامية فجر دبابة في قاعدة جوية سورية بمحافظة دير الزور وهي واحدة من آخر المعاقل الباقية للحكومة في شرق سوريا.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش طارد مقاتلي الدولة الإسلامية في المنطقة المحيطة بقاعدة دير الزور وقتل الكثير منهم.
وذكر المرصد السوري أن الدبابة انفجرت على مشارف القاعدة. لكنه لم يذكر تفاصيل عن خسائر بشرية أو مادية. على صعيد متصل، تم التعرف الى الرجل المسؤول عن احد اكثر الحسابات التابعة للمقاتلين شعبية على «تويتر» وهو مسؤول في شركة في بنغالور في الهند، بحسب القناة الرابعة البريطانية.
ويحظى حساب «@شاميويتنس» بحوالي 17700 متابع، من بينهم مقاتلون اجانب في تنظيم الدولة الاسلامية. وتمت مشاهدة بعض تغريداته اكثر من مليوني مرة شهرياً، بحسب القناة.
وأوضحت القناة ان صاحب الحساب الذي عرفت عنه باسم «مهدي»، اغلقه بعد اتصالها به. وبالفعل بدا الحساب خارج الخدمة.

اقتحام في الانبار
الى ذلك، قال مسؤولون إن مقاتلي تنظيم داعش اقتحموا بلدة الوفاء في محافظة الأنبار، وقتلوا 19 شرطياً على الأقل، وحاصروا آخرين داخل مقرهم، في أحدث هجوم بالمنطقة التي يسيطر التنظيم على مساحات كبيرة من أراضيها.
وسيطر التنظيم على بلدة الوفاء على بعد 45 كيلومتراً غربي الرمادي عاصمة المحافظة، وسط احتدام الاشتباكات بين القوات العراقية وعشائر سنية تسانده من جهة وتنظيم داعش من جهة اخرى في مدينة الرمادي.
وبالسيطرة على بلدة الوفاء، يصبح تنظيم داعش مسيطراً على ثلاث بلدات رئيسية إلى الغرب من الرمادي منها هيت وكبيسة. ويخوض التنظيم معركة ضد القوات الحكومية منذ شهور للسيطرة على الرمادي نفسها.
وسقطت بلدة الوفاء في هجوم مباغت يظهر مجددا الصعوبات التي تواجهها الحكومة العراقية لتسليح العشائر السنية في غرب العراق.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق