سياسة عربية

تحالفات جديدة ترفع حظوظ السبسي في انتحابات الاعادة التونسية، وتبعد «النهضة» عن المشاركة في الحكم

بينما اعلنت الهيئة المستقلة للانتخاب في تونس عن تحديد موعد جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية في 21 كانون الاول (ديسمبر) الجاري، تواصلت عمليات الحراك الانتخابي وصولاً الى تفاهمات يعتقد ان من شأنها ترجيح كفة زعيم حزب نداء تونس باجي قائد السبسي.

فقد اعلن مسؤول في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن تحديد 21 كانون الاول (ديسمبر) الحالي موعداً لاجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية. واستبعد ان يكون يوم الرابع عشر من هذا الشهر موعداً لتلك الجولة الانتخابية.
واضاف أنه من المتوقع وبحسب التقديرات أن تبت المحكمة الإدارية بصورة نهائية في الطعون المقدمة إليها – اليوم – وأنه بإمكان الهيئة أن تعلن على ضوء ذلك عن النتائج النهائية للدور الأول من الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين 8 كانون الاول (ديسمبر). وأشار الى ان المسألة وبهذا الشكل تكون واضحة أمام الهيئة العليا للانتخابات لتنطلق الحملة الانتخابية بعد 24 ساعة بعد الإعلان عن النتائج النهائية وتنتهي يوم 19 كانون الاول (ديسمبر) مشيراً إلى أن يكون يوم الصمت الانتخابي يوم السبت 20 كانون الاول (ديسمبر).
وأكد أن يوم الأحد 21 كانون الاول (ديسمبر) الجاري سيكون الموعد المحدد والنهائي لإجراء الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.
ويتنافس على هذا الاستحقاق رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي الذي فاز في الجولة الاولى بـ 4،39 بالمائة من الاصوات، والرئيس المؤقت المنتهية ولايته والمرشح المستقل محمد المنصف المرزوقي الذي فاز بـ 4،33 بالمائة.
ويأتي ذلك بعد اخفاقهما في الحصول على نسبة الخمسين في المئة زائد واحد اللازمة للفوز من الجولة الأولى التي جرت في 23 تشرين الثاني (نوفمبر).

حزب الاتحاد الوطني
ومن ابرز التطورات اعلان حزب الاتحاد الوطني الاصطفاف وراء السبسي. حيث اعلن سليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر في مؤتمر صحفي انه «وبعد استشارة هياكل الحزب وقواعده وقع اتخاذ القرار بمساندة الباجي قائد السبسي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية».
وقال مراقبون إن اصطفاف الرياحي خلف السبسي في الانتخابات الرئاسية يقوي من حظوظ رئيس حزب نداء تونس في اعتلاء سدة الحكم، ويضعف ما تبقى من حظوظ للمرزوقي الذي اهتزت صورته وعزف الجميع عن دعمه بسبب مواقفه المضطربة وسياسته المتدثرة بعباءة حركة النهضة الإسلامية.
ودخل الرياحي وهو رجل اعمال ثري ورئيس النادي الافريقي التونسي لكرة القدم الدور الاول من الانتخابات الرئاسية لكنه حل في المركز الخامس وحصل على (5،55%) من الأصوات.
وأضاف «الحزب لم يتخذ قراره بناء على فكرة مسبقة او ايديولوجيا معينة بل تعامل مع ما هو موجود في المشهد السياسي على أساس تغليب المصلحة الوطنية».
ويسعى المرشحان لجولة الإعادة إلى طلب الدعم من عددٍ من الأحزاب الإسلامية والليبرالية واليسارية التي دفعت بمرشحين لها في الجولة الأولى.
ويرى متابعون أن القوى السياسية وأغلب مكونات الشعب التونسي ستميل لنصرة رئيس حركة نداء تونس في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لأنهم إزاء مشروعين واضحين الاول حداثي بقيادة السبسي ومشروع ثان يحمله الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي ويحمل جينات الإسلام السياسي.
وأوضح رئيس الاتحاد الوطني الحر انه بعد المشاورات مع المترشحين «تأكد ان موقف المرزوقي لا يتماشى مع رؤية الحزب خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات الخارجية والاقتصاد الوطني بينما أبدى السبسي استعداده ليكون الاتحاد الوطني الحر طرفاً أساسياً في كل القرارات المطروحة والمشاركة في تحديد التوجهات العامة للدولة في السنوات الخمس المقبلة».
ويرى خبراء أن موقف الرياحي يدخل في خانة تغليب المصلحة الوطنية ومحاولة اخراج تونس من حقبة الاسلام السياسي التي اضرت بالاقتصاد التونسي وأسهمت في تنمية مؤشرات الإرهاب، وبلورة ما يسمى بسياسية المحاصصة الحزبية في تسيير دواليب الدولة.
وأكدوا أن تحالف وقوف الرياحي خلف السبسي بالرغم من كل الخلافات التي طفت على السطح مؤخرا بين الطرفين يكشف عن مدى توحد الموقف السياسي التونسي لمواجهة حركة النهضة الاسلامية.
وتسعى جميع مكونات الطيف السياسي بمختلف مشاربه إلى نحت صورة جديدة لتونس قوامها الانفتاح والمشاركة للجميع في دواليب الحكم، ومكافحة الارهاب والتطرف الذي استشرى بشكل كبير في عهد «الترويكا».

ابعاد النهضة
في الاثناء، أكد الطيب البكوش، أمين عام حزب نداء تونس، أنه لن يتم إشراك حركة النهضة في تشكيل الحكومة المقبلة، موضّحاً أن انتخاب عبد الفتاح مورو، من النهضة، نائباً أول لرئيس مجلس نواب الشعب لا يعني تقارباً أو تحالفاً بين نداء تونس والنهضة.
وأفاد البكوش في تصريحات صحفية، أن انتخاب رئيس مجلس النواب ومعاونيه لا علاقة له بأي اتفاق حول ترويكا جديدة، قائلاً: «ان ما حصل هو مراعاة لترتيب الأحزاب التي فازت بالتشريعية حيث كان النداء في المقدمة ثم حركة النهضة ثانية وحزب الاتحاد الوطني الحر ثالثاً».
وتابع «لن نؤسس لمشروع ثالوث حاكم ولا غيره من الاتفاقات الرباعية أو الخماسية التي قد تعتبر محاصصة حزبية، فنداء تونس لن يدخل بهذا المنطق في العملية السياسية بل سيكون الفيصل هو مشروع الإنقاذ الوطني وهو مشروع سيناقش مع جميع الأطراف التي تحصلت على مقاعد في المجلس النيابي والتي لم تتحصل أيضاً».
ونفى البكوش ما تم تسريبه في الإعلام التونسي حول وجود وعود من حركة النهضة لدعم المرشح زعيم نداء تونس الباجي قائد السبسي في الدور الثاني للسباق الرئاسي أمام الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي.
وكان البرلمان التونسي قد انتخب محمد الناصر (80 عاماً) القيادي في حزب «نداء تونس» العلماني الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة، رئيسا للبرلمان الجديد الذي سيباشر العمل التشريعي والرقابة على الحكومة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وصوّت لمحمد النّاصر 176 نائباً من إجمالي 214 شاركوا في الانتخاب، في حين صوّت 157 نائبا لعبد الفتاح مورو، وفق نتائج عملية الاقتراع التي أعلنها علي بن سالم من حزب نداء تونس، الذي تم تكليفه برئاسة الجلسة الاولى للبرلمان باعتباره أكبر النواب سناً.
يذكر أن محمد الناصر نائب رئيس حزب «نداء تونس» الباجي قائد السبسي الذي سيتنافس في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مع الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي.
وسبق ان شغل مواقع مهمة في عهد الرئيسين «الراحل» الحبيب بورقيبة، و«المخلوع» زين العابدين بن علي.

تونس – «الاسبوع العربي»

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق