دولياترئيسي

بريطانيون، وفرنسيون، والمان، وسويديون: قلق اوروبي من تبعات «العائدين من سوريا»

من اطرف ما يقال في موضوع الحرب الدائرة في سوريا، ان المعارضة الاصلية التي تضم السوريين تلاشت، وان ما يجري حالياً على الارض السورية هو حرب بين مقاتلين لا علاقة لهم بالملف السوري. وانه قادمون من جميع اصقاع الارض.

ويبدو ان تنامي اعداد المقاتلين في سوريا، وفي العراق تحول الى عقدة بالنسبة الى الدول الغربية وخصوصاً المجموعة الاوروبية التي تشير احصاءاتها الى وجود الالاف من المقاتلين من حملة جنسياتها موجودين في الدولتين «العراق وسوريا».
وتبعاً لذلك فإن الهاجس الاكبر بالنسبة الى هذه الدول، عودة هؤلاء المقاتلين الذين تطبعوا بطباع الحرب. وتشبعوا بافكار راديكالية لا تتفق والسياق العام الامني في دول اوروبا. وبينما يعتقد متابعون ان الدول الاوروبية ليست راغبة في حل مشكلة كل من العراق وسوريا، بحكم ان الحل يعني عودة هؤلاء الى دولهم، تتفاوت التصورات التي وضعتها تلك الدول من اجل التعاطي مع عودتهم. والتي تراوحت بين التفكير بمنعهم من العودة وسحب جنسياتهم. او التعامل معهم قضائياً.
في هذا السياق، تتجه الحكومة البريطانية لتشريع قانون جديد يفرض حظراً مؤقتاً على عودة المقاتلين البريطانيين المتطرفين، اضافة الى قوانين جديدة صارمة أُقرّت للتصدي للمسلحين الذين شاركوا في القتال في دول مثل العراق وسوريا.

منع السفر
وقال رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، إنه بمقتضى مشروع القانون الجديد لمكافحة الإرهاب سيمنع المتطرفون البريطانيون الذين سافروا للقتال في الخارج، بمن فيهم المراهقون، من الرجوع لأرض الوطن لمدة عام أو عامين، إلا في حال موافقتهم على الامتثال لـضوابط صارمة، كالخضوع للمحاكمة، أو الإقامة الجبرية، أو المراقبة المشددة.
وبحسب تصريحات لـ «ألن كروكفورد»، المتحدث باسم اسكوتلنديارد، فإن «حماية المواطنين من خطر الانجرار وراء أحداث سوريا وغيرها، لا تزال تشكل أولوية لشرطة مكافحة الإرهاب». وكشف عن المزيد من الاجراءات الوقائية الخاصة بموضوع سوريا،  التي تتخذ بالتنسيق مع بعض «الحلفاء».
من جهة ثانية، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل نحو 70 مدعياً إلى 14 بلداً، تشمل 4 دول في منطقة البلقان، و10 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للمساعدة في التحقيق مع المقاتلين الأجانب الإرهابيين القادمين من سوريا، وإحالتهم للقضاء.
وأشار مسؤول بوزارة العدل الأميركية إلى أن إدارته تحتفظ بعلاقات جيدة مع هذه الدول منذ سنوات، وتعمل مع أكثر من 40 دولة حول العالم في قضايا تتعلق بالجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب. وشدد على أن هذا التعاون والتنسيق مستمران، وسيتم تكثيفهما لمواجهة التحديات الإرهابية مثل تهديدات (داعش) والمقاتلين الأجانب.
في الاثناء، صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ان حوالي خمسين فرنسياً قتلوا اثناء مشاركتهم في معارك في صفوف المتطرفين في سوريا. وصرح مصدر حكومي ان عدد القتلى قدر بنحو 49 قتيلاً.
وقدر فالس عقب اجتماع امني شمال باريس عدد المواطنين الفرنسيين المتورطين في هذه الظاهرة يزيد عن الف.

550 المانياً
في السياق عينه،  كشف وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير أن حوالي 550 ألمانياً توجهوا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا والعراق، أي ما يفوق العدد المقدر حتى الآن.
وقال وزير الداخلية الألماني في تصريحات صحفية، ان التقديرات المتوافرة تشير الى أن العدد ازداد الى 550. بدلاً من 450.
وأضاف دو ميزيير انه بالمقارنة مع السنوات الأخيرة، يعتبر هذا الازدياد كبيراً، موضحاً أنه إذا كان الرجال يشكلون أكثرية الذين توجهوا إلى تلك المناطق، فإن بعض النساء توجهن إليها أيضاً.
وأوضح وزير الداخلية الألماني أن هؤلاء الشبان انتقلوا إلى التطرف في ألمانيا، في إطار هذا المجتمع. لذلك يجب أن تترافق التدابير الوقائية مع تدابير القمع.
وأشار دو ميزيير إلى أن حوالي 230 شخصاً على الأراضي الألمانية يعتبرون في الوقت الراهن تهديداً محتملاً، «ومن غير المستبعد ان يكونوا يحضرون لاعتداء».
وكانت الحكومة الألمانية اعلنت في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) أنها ستتخذ في المستقبل تدابير تتيح سحب بطاقات الهوية من إسلاميين متطرفين مفترضين لمنعهم من الذهاب للقتال في سوريا أو العراق.

300 سويدي
من جهته، اعتبر رئيس اجهزة الاستخبارات السويدية ان ما يصل الى 300 سويدي قد يكونون في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.
واوضح اندرز ثومبرغ انه تأكد من وجود مئة حالة لاشخاص توجهوا للانضمام الى المعارك، وهناك حالات مفترضة ايضاً، وهناك حالات لم يتم احصاؤها ما يرفع العدد الاجمالي الى 250، او 300 شخص. واضاف ان عدد المرشحين للانضمام الى الجهاد والتوجه الى سوريا يزداد بسرعة. وقال، ان عددا من الشبان السويديين يتوجهون الى هناك ويتدربون في معسكرات لكي يصبحوا ارهابيين لاستخدام المتفجرات والاسلحة.
ولدى العودة الى السويد، يبدي بعض هؤلاء الافراد استعدادهم لارتكاب اعمال ارهابية ويخضعون لرقابة مشددة، كما اوضح رئيس اجهزة الاستخبارات السويدية.
واعلنت السويد في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) انها تعتزم اصدار تشريع لمنع رعاياها من المشاركة في نزاعات مسلحة في الخارج.
وفي ايلول (سبتمبر)، اعتبر المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف ان حوالي ثلاثة الاف اوروبي يقاتلون الى جانب تنظيم الدولة الاسلامية.
الى ذلك تشير المعلومات الواردة من العاصمة البريطانية لندن، الى ان القانون الجديد لمكافحة الارهاب، الذي قدمته الحكومة البريطانية والذي يستهدف بالتحديد الجهاديين، يثير شكوكاً وقلقًا لدى مسلمي لندن الذين يخشون التعرض لمضايقات بسببه.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق