السعودية: تفاصيل مثيرة عن هجوم الاحساء
جولة جديدة من جولات الحرب ضد الارهاب، خاضتها بنجاح، الاجهزة الامنية السعودية على مدى الاسابيع القليلة الفائتة. الجولة الجديدة قد تبدو مختلفة في الاساليب، الا انها من اشد انواع الارهاب خطراً. الامر الذي تطلب معالجة خاصة. فقد استهدفت العملية الاخيرة النسيج الاجتماعي السعودي، الذي يتميز بالتآخي والوحدة.
وبدا واضحاً ان فشل التنظيمات الارهابية في النيل من الصمود السعودي في وجه التنظيمات، دفعها الى التفكير باجراءات وممارسات مختلفة، فلجأت تلك التنظيمات الى محاولات زرع الفتنة في الجسد السعودي. ومن خلال استغلال تنامي العوامل الطائفية في بعض مناطق المحيط العربي. فكانت عملية الدالوة التي استهدفت احدى الحسينيات.
واعلنت المملكة العربية السعودية عن تفكيك مجموعة ارهابية قالت انها تقف وراء الاعتداء الذي استهدف الشيعة في منطقة الاحساء. والذي اطلق عليه «اعتداء الدالوة» نسبة الى البلدة التي شهدت الجريمة.
وفي الاثناء كشفت المملكة عن تفاصيل جديدة ومثيرة حول الاعتداء، الذي يهدف الى اثارة الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد.
فقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية، كشفها شبكة إجرامية، قالت إنها تقف وراء هجوم قرية الدالوة في محافظة الأحساء شرقي المملكة، مشيرة إلى أن الشبكة «يرتبط رأسها بتنظيم داعش الإرهابي»، وأنها تتكون من 77 شخصاً بينهم سورين، وأردني، وتركي.
وكشفت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن محصلة المداهمات التي شنتها عقب هجوم الدالوة للقبض على منفذي الهجوم، أسفرت عن مقتل 3 من المطلوبين هم سعوديان اثنان وقطري، إضافة إلى اثنين من رجال الأمن.
التحقيق في الحادث
وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، إنه «وإلحاقاً للبيانات المعلنة سابقا بشأن الجريمة الإرهابية التي اقترفت بحق المواطنين الأبرياء في قرية الدالوه بمحافظة الأحساء مساء يوم الإثنين 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، فقد باشرت الجهات الأمنية المختصة التحقيق في هذا الحادث الأليم».
وبين أنه خلال ساعات معدودة تمكنت أجهزة الأمن من الإحاطة بتفاصيل هذه المؤامرة «الدنيئة» والقبض على بعض الأطراف المتورطة فيها.
وكشف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية لأول مرة تفاصيل الهجوم، مشيراً الى أن رأس الشبكة تلقى الأوامر من الخارج وحدد له الهدف والمستهدفين ووقت التنفيذ والنص على أن يكون التنفيذ في منطقة الأحساء. مشيراً الى ارتباط المنفذين بتنظيم داعش الارهابي.
وبين ان «رأس الشبكة» قام باختيار ثلاثة من أتباعه هو رابعهم حيث تمت مبايعتهم له ومن ثم قاموا باستطلاع الموقع المستهدف وتنفيذ جريمتهم التي بدأت بالاستيلاء على سيارة مواطن وقتله واستخدام سيارته في تنفيذ الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن مقتل سبعة من المواطنين الأبرياء، وإصابة ثلاثة عشر آخرين.
وبين التركي أنه «على ضوء ما توفر من معلومات فقد نفذت قوات الأمن وفي مناطق مختلفة من المملكة عمليات أمنية متزامنة للقبض على كل من ينتمي لهذا التنظيم الإرهابي سواء من المبايعين لقائد التنظيم أو المشاركين أو الداعمين أو الممولين أو المتسترين».
وأشار إلى أنه خلال المداهمات «قاوم البعض منهم ممـا أدى إلى مقتـل ثلاثة، من بينهم شخصان سعوديان وهما: عبدالله بن فرحان بن خليف العنزي، وسامي بن شبيب بن عواض المطيري، والثالث يحمل الجنسية القطرية وهو المدعو سالم بن فراج بن عزيز المري، وإصابة آخر سعودي الجنسية بإصابات بليغة في حين استشهد رجلا أمن، وأصيب اثنان.
وأوضح المتحدث الأمني أن عـدد من أوقف ممن لهم ارتباط بهذه الشـبكة الإجـرامية بلغ سبعة وسبعين.
المنفذون الرئيسيون
واوضح أن من بين الـ 77 «جميع المنفذين الرئيسـيين المشاركـين فعـلياً في الاعتداء الإرهابي في قرية الدالوه وعددهم أربعة جميعهم سعوديون، من بينهم ثلاثة سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضـالة وأطلق سراحـهم بعد إنتـهاء مدد محكـومياتهم».
وبين أن الثلاثة هم: «عبدالله بن سعيد آل سرحان، وخالد بن زويد العنزي، ومروان بن إبرهيم الظفر».
وأشار إلى ان الرابع هو «طارق بن مساعد الميموني الذي لا يوجد لديه رصيد أمني سابق، كما تم ضبط الأسلحة التي استخدمت في الحادث وفقاً لتقرير المعمل الجنائي».
وأشار إلى ان من بين عناصر هذه الشبكة الإجرامية اثنين وثلاثين ممن سبق إطلاق سراحهم بعد انتهاء مدد محكومياتهم، وخمسة عشر من المطلق سراحهم وهم قيد المحاكمة وفقاً لأحكام النظام.
وقال إن جميع المقبوض عليهم مواطنون ما عدا أربعة من المقيمين بصفة نظامية هم: سوري، وأردني، وتركي وشخص آخر من حملة البطاقات (لم يحدد جنسيته)».
وكشف ان العمليات الأمنية أسفرت «عن ضبط وثائق ووسائل اتصال ووسائط الكترونية تفصح عن تواصل هذا التنظيم الإرهابي مع تنظيم داعش في الخارج». وان لا تزال التحقيقات مستــمرة مع العناصر المتورطة في هذه الجريمة.
وسبق ان أعلنت السعودية مقتل 8 أشخاص في وقت متأخر من مساء يوم 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، في هجوم لمسلحين مجهولين بمحافظة الأحساء، أتبعتها عمليات مداهمة واعتقالات أعلنت في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) أنها أسفرت عن مقتل 3 من المطلوبين و2 من رجال الأمن.
الرياض – «الاسبوع العربي»