الأسبوع الثقافي

«الكسليك» يكرّم ويغنّي سعيد عقل

أحيت جامعة الروح القدس – الكسليك بتنظيم من المركز الأعلى للبحوث يوماً تكريمياً للشاعر سعيد عقل.

ألقى كلمة الإفتتاح نائب رئيس الجامعة للبحوث، رئيس المركز الأعلى للبحوث الأب يوحنا عقيقي الذي اعتبر إنّه دين على جامعة الروح القدس أن تحيي يوم سعيد عقل في حرمها وبين أروقتها، متسائلاً «من سواك، في زمن الجدْبِ، أيّها العاقل السعيد، قادر على الأعجوبة و«بيفشّ الخِلق» ؟!».
وأضاف: «بعقلانيّتك، بالنار المشرئبّة أبداً في عينيك، بالعاصف اللاعب في شَعرِكَ، بالصدى المتردّد خلف هديرك، بالبسمة الثائرة على شفتيك. بجنونك، بنرفزة سايحة على كفّك؛ هي عبقريّة حلم تتعلّق بجفنيك، ببحّاتك الطالعة من عميق العلى الرابض بين رئتيك؛ بإيماءة منك، هي جولات في بحور الشعر، وصولات على متون الفكر، وحكايات جبل تكحّل بزُرقَتين، هي لبنانيّتك الأعتق من الأرز وخلوده. هو شِعرُك المسكوب لُجيناً بردونيّاً مائجاً، سابحاً فوق الفوق ليسبّح خالقه، شاكـراً على قرنٍ ونيّف من الوعي المعطاء، وكأنّها رفّة عين».
كما أكد أنه «مع سعيد تَثْرى الكلمة، وتتقدّس على مذبح الكلمة؛ وعبارة، تلوُ عبارة، تعبر بنا إلى الصرح الهيكل، حيث الفكر أرض، والشعر عواميد، والمعاني، كلّ المعاني تشقّ منفذًا في سقف الهنا والآن لتحلّق في الحاضر الذي لم يأت بعد غمزتين!».

وثائقي
ثم عرض وثائقي قصير عن المحتفى به من إعداد كلية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، توالى على الكلام كل من الشاعر هنري زغيب، البروفسور هدى نعمه عميدة كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في الكسليك، البروفسور طانيوس نجيم رئيس قسم الأدب العربي في الكسليك، الدكتور يوسف عيد أستاذ مادتي علم الاصوات والادب المقارن في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، الأب مروان عازار، مفوّض رئيس جامعة الكسليك للشؤون الثقافية، أستاذ مادة اللاهوت العقائدي في كلية اللاهوت الحبرية والسيدة أوديل خوري، أستاذة الفن الزخرفي في كلية الفنون الجميلة في الكسليك.

هنري زغيب والـ «مئة ساعة مع سعيد عقل»
أمّا هنري زغيب فقال: «ساعات قضيت معه بلغت الـمئة: خمسين في بيته قطَفْتُ منه ما كشفه لأول مرة في حياته عن مراحل رئيسة في حياته، جمعتُها لاحقاً في كتابي «سعيد عقل إِن حكى»، والخمسين الأخرى أمام كاميرا «تلفزيون لبنان» حادثْتُه خلالها في برنامجي «سعيد عقل إن حكى» سحابة خمسين حلقة تلفزيونية نشر منها على الناس في لبنان والعالم أَفكاره في مسائل فكرية وعلمية وأدبية ووطنية وتراثية وتاريخية، وشرحَ في بعضها قصائد له أوصلت مفاصل شاعريته إلى قرّائها أكثر شعراً وأمتع إبداعاً. مداخلتي في هذا المؤتمر لأقول فيها ما كان لي من تفاصيل السياحة الذّهنية في تلك الـــ«مئة ساعة مع سعيد عقل».

الرسالة والحلم
وتكلّمت نعمه عن رسالة سعيد عقل في زمن الفوضى الفكرية بينما عرض نجيم لمفهوم لبنان الحلم في فكر سعيد عقل وقد جاء في مداخلته: «كان لدى سعيد عقل رؤيا نبوية وما يكفي من الجرأة لتجسيدها شعراً واْلإلتزام بتبعاتها حتى النهاية. وظّف طاقاته كلها للدفاع عن قناعاته الوطنية التي كان من شأنها خلق تيار وطني ملتزم وتأمين المناخ الفكري والشعري والفلسفي المؤاتي له. أنمى أدبه، لاسيما ذاك الذي واكبتْه الألحان الرحبانية وصوت فيروزالملائكي، إيماناً قويّاً بلبنان. صاغ حلماً اسمه لبنان، فإذا بالمؤمنين به يتزايدون إلى حدّ الاقتراب من الشمولية، بفعل استبطان الشعر الأصيل وتنامي القناعة الوطنية. يظهر حلمه في معظم مؤلفاته…».
وحاضر يوسف عيد عن الفرادة اللغوية والفرادة النخبوية والفرادة الشعرية لدى سعيد عقل بينما قدّم الأب عازار قراءته اللاهوتية للمجدليّة. واختتمت خوري بمداخلة حول أبجديّة «العقل» اللبناني كتعبير عن هوية. وقدّم المحاضرين الدكتور جورج يرق.
إلى ذلك عرض طلاب كلية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية أعمالاً تشكيلية وزخرفية مستوحاة من قصائد سعيد عقل.
واختتم اليوم التكريمي بأمسية غنائية أحيتها جوقة جامعة الروح القدس بقيادة الأب يوسف طنوس تحت عنوان «الكسليك يغني سعيد عقل».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق