أبرز الأخبارسياسة عربية

الحوثيون ينقلبون على حلفائهم، و«المؤتمر» ينقسم على نفسه: حوار الدم يتواصل على الارض اليمنية

في الاطار العام لمجريات الامور على الساحة اليمنية، قد لا يكون هناك أي جديد. اما في التفاصيل، فهناك الكثير الذي يقال، ولكن ضمن اطار لعنوان رئيس يؤكد ان ما يجري لا يبتعد عن مفهوم «حوار الدم».

فبينما تواصلت اعمال العنف في اكثر من مكان على الارض اليمنية، حملت التقارير ما يؤشر على انقلاب الحلفاء الرئيسيين على بعضهم البعض، عندما اقتحم مسلحون حوثيون احد مقرات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه حليفهم الرئيس علي عبدالله صالح. ففي التقارير، بدأت العلاقات بين حزب المؤتمر  الشعبي العام وجماعة الحوثيين (أنصار الله) تتوتر بعد أن قام مسلحون من  جماعة الحوثيين باقتحام مقر الحزب في مديرية مذيخرة بمحافظة إب جنوب غرب  العاصمة مساء الجمعة.
واتهمت قيادات من حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله  صالح، جماعة الحوثيين باقتحام مقر الحزب، والذي يعتبر أول مقرات حزب  المؤتمر الذي تقتحمه جماعة الحوثي.

اقتحام مقر حزب المؤمر
وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عبد الملك الفهيدي إن اقتحام مقرات الأحزاب هو عمل مرفوض من قبل  أي جماعة مسلحة، مشيراً إلى أن الذين اقتحموا مقر الحزب قالوا بأنهم من  جماعة أنصار الله. وأضاف الفهيدي أن اقتحام مقرات الأحزاب عمل يدينه الجميع ويخالف العلاقة  بين الشركاء السياسيين ومن بينهم جماعة أنصار الله .
وبينما اشار الى ان مثل تلك الممارسة من الاعمال المرفوضة، اعتبر ان ما جرى يؤكد عدم وجود تحالف بين «المؤتمر» والتيار الحوثي. لكنه تناقض مع نفسه في شق آخر من التصريح، عندما وجه ادانة الى الحوثيين لقيامهم باقتحام مقر لحزب «حليف».
ويعتبر محللون سياسيون حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة أنصار الله  حلفاء المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد، ولم يسبق أن قام مسلحو  الحوثي باقتحام مقر لحزب المؤتمر بينما اقتحموا العديد من  مقرات ومنازل تابعة لحزب الإصلاح.
ورفض العديد من القادة السياسيين في جماعة أنصار الله التحدث حول عملية الاقتحام، بذريعة أنهم لا يملكون المعلومات الكافية حول ما حدث  في مقر الحزب حتى اللحظة، كما لم تتبن الجماعة عملية الاقتحام بشكل واضح.
وقال المحلل السياسي محمد الحسني، إن قيام مسلحين من جماعة  الحوثي باقتحام مقر حزب المؤتمر لم يكن مدروساً من قبل الجماعة، مرجحاً أن يكون مسلحو الجماعة قاموا بهذه الخطوة دون التنسيق مع القيادة السياسية.
وأضاف الحسني «التحالف الحاصل بين جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر» أصبح واضحاً أمام الجميع، وفي حالة وجود أي خلافات بين الطرفين فستظهر على شكل خلافات سياسية قبل أن تنتقل إلى الميدان .
وتوقع الحسني أن يعتذر قادة سياسيون في جماعة الحوثي عن هذه الخطوة، مشيراً إلى أن حزب المؤتمر سيحاول الاستفادة من هذه النقطة بقدر المستطاع  ليثبت أنه لا يوجد أي تحالفات مع الحوثيين.

اشتباكات وقتلى
وفي سياق آخر، لا تزال الاشتباكات مستمرة في قرية خبزة مديرية رداع محافظة البيضاء وسط اليمن بين مسلحي الحوثي وعناصر من تنظيم القاعدة بمساندة رجال القبائل، وسقط في المواجهات التي تشهدها المنطقة منذ ايام، ما يزيد على 80 قتيلاً معظمهم من الحوثيين.
وقال الناطق الإعلامي لمديرية رداع ناصر الصانع إن المواجهات يستخدم فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بما فيها صواريخ «لو» و«آر بي جي» وغيرها، مشيرا إلى أن هناك ضحايا من المدنيين بينهم سبعة أطفال  قتلوا في قصف على إحدى المدارس التي يسكن فيها النازحون.
في سياق آخر، دخل الصراع على قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وسلفه المخلوع علي عبد الله صالح، مرحلة جديدة وانتقل إلى فروع الحزب في المحافظات وسط بوادر انشقاقات وانشطار.
وبدأ الصراع – الذي ظل خفيّاً بين الرجلين – يترجم إلى إجراءات عملية برزت مؤخراً في عدد من المواقف آخرها توجيه الرئيس هادي للبنوك الحكومية والأهلية بتجميد أرصدة حسابات حزب المؤتمر، على خلفية قرار إقالته من منصبه أميناً عاماً للحزب.
وأكدت فروع الحزب في عدد من المحافظات، وخصوصاً الجنوبية، انحيازها للرئيس هادي، وأعلنت رفضها القرارات التي اتخذتها اللجنة الدائمة للمؤتمر، واعتبر أكثر من 200 من قيادات الحزب في المحافظات الجنوبية في اجتماع استثنائي عقد الخميس الماضي في عدن أن قرار الإقالة «باطل جملة وتفصيلاً ويتعارض مع النظام الداخلي للحزب». وطالب المجتمعون في بيان لهم اللجنة الدائمة في الحزب بالتراجع عن القرارات التي اتخذت في اجتماعها الأخير، مؤكدين أن تلك القرارات «غير ملزمة لهم وسيستمرون في التعامل التنظيمي مع نائبي رئيس المؤتمر بوصفهما قيادات شرعية منتخبة».
في الميدان، تتصاعد أعمال العنف في وسط اليمن ضد المسلحين الحوثيين، حيث لقي العشرات منهم مصرعهم، في كمين نصبه مسلحون من التيار الإسلامي المتشدد، في الوقت الذي تشهد منطقة غرب البلاد تصعيداً ضد وجودهم المسلح، وفي الوقت الذي يصعد الجنوبيون من احتجاجاتهم المطالبة بدولة مستقلة.
وقال شهود عيان في منطقة خبزة بمديرية رداع في محافظة البيضاء إن مسلحين يعتقد بأنهم من عناصر تنظيم انصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة نصبوا لمسلحي الحوثي كميناً في تلك المنطقة بعد ساعات على استيلاء الحوثيين على المنطقة وبسط سيطرتهم عليها، وأشار الشهود إلى مقتل ما لا يقل عن 70 مسلحاً حوثياً في الكمين.

عملية انتقامية
وفي عملية انتقامية قتل 15 شخصاً على الأقل بينهم 5 نساء، في قصف ميليشيا جماعة أنصار الله الشيعية لأحد الأحياء السنية في مدينة رداع وسط اليمن، بحسب ما أعلنه مسؤولون محليون ومصادر قبلية الجمعة.
وقال شاهد عيان إن الحوثيين استهدفوا بالمدفعية الثقيلة حياً سنياً في شمال شرقي رداع. وقال مسؤولون محليون ومصادر قبلية إن القصف أوقع 15 قتيلاً بين أفراد القبائل.
وأكد أفراد قبائل محلية – حسب وكالة الصحافة الفرنسية – أنهم دمروا دبابتين وثلاث عربات مدرعة يستخدمها عناصر الميليشيات الشيعية واتهموا الجيش بتزويدهم بالسلاح. وقال مصدر قبلي طلب عدم كشف هويته ان الحوثيين يستخدمون معدات الجيش في المعارك.
ومن جهة أخرى، أفادت مصادر قبلية بأن مقاتلي الحوثيين تدعمهم القوات الحكومية طردوا الفرع المحلي لتنظيم القاعدة من أحد آخر معاقله في وسط اليمن. وقالت المصادر إن الحوثيين واجهوا مقاومة شرسة وهم يتقدمون نحو منطقة خبزة باستخدام صواريخ الكاتويوشا والمدفعية الثقيلة.
وانسحب أعضاء أنصار الشريعة وحلفاؤهم من منطقة يكلا على حدود محافظة مأرب.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق