اجراءات تهويد الاقصى تتواصل: حرب كلامية بين السلطة وحماس، ومواجهات حقيقية مع الاسرائيليين

بالتزامن مع تشديد الحصار على المسجد الاقصى، واستمرار العمل باجراءات تهويده، تطورت الازمة بين حركتي فتح وحماس الى حرب كلامية، لتتحول الى مشروع ازمة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس على خلفية تفجير منازل قيادات فتحاوية في قطاع غزة.
كشفت بعض التقارير عن خطط اسرائيلية لتطويق المسجد الاقصى ببوابات الكترونية على شاكلة الفاتيكان. وعلى وقع عمليات تخريب في الاموال والممتلكات ومصادرة اراض اندلعت مواجهات عنيفة في الضفة الغربية اسفرت عن شهيد وعدد من الاصابات.
واضافة الى المواجهات التي طاولت العديد من المدن والقرى الفلسطينية والتي اوقعت قتلى وجرحى، تواصلت الحرب المسعورة على المقدسات الاسلامية، حيث منعت سلطات الاحتلال لليوم الثالث على التوالي النساء من الدخول الى المسجد الأقصى. في الاثناء ، مكنت قوات الاحتلال 39 متطرفاً من تدنيس باحات الحرم الشريف عبر باب المغاربة.
وامعاناً في حصار الاقصى، تسعى شرطة الاحتلال الإسرائيلي ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، إلى تطويق الحرم القدسي ببوابات الكترونية، بهدف إجراء تفتيش بالغ الدقة للداخلين إلى الحرم والمصلين في المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وتشمل جميع هذه البوابات الالكترونية أجهزة للكشف عن المعادن من أجل إجراء تفتيش أمني ومنع إدخال آلات معدنية حادة ومفرقعات إلى الحرم.
نموذج الفاتيكان
وأطلقت شرطة الاحتلال على هذا الإجراء «نموذج الفاتيكان»، وتتمثل الفكرة بتحويل الحرم القدسي إلى منطقة شبيهة بالفاتيكان، كمنطقة مقدسة تخضع لحراسة مشددة من جانب أفضل الحراس. وبحيث يتم نشر أفراد شرطة إسرائيليين عند جميع بوابات الحرم ويجرون تفتيشا أمنيا على المصلين والداخلين إلى الحرم طوال ساعات اليوم.
وفي الاثناء، شهدت مدينة القدس مواجهات عدة فيما عززت شرطة الاحتلال تواجدها في المدينة وعلى مداخل البلدات والقرى العربية المختلفة داخل فلسطين 48. وجرت مواجهات صباحاً في باب المجلس احد مداخل المسجد الاقصى في القدس القديمة القيت خلالها المفرقعات على رجال الشرطة. وتزداد المواجهات حدة بعد المغرب عادة.
واغلقت الشرطة مداخل مخيم شعفاط وعناتا وراس خميس مما منع وصول التلاميذ الى مدارسهم في القدس خارج المنطقة بحسب السكان هناك. كما جرت مواجهات في بلدة الرام شمال القدس.وتجري مواجهات ليلية في البلدة القديمة وراس العمود والثوري ومخيم شعفاط.
وفي سياق التهويد ، جددت سلطات الاحتلال أوامرها بمصادرة 66 دونماً باسلوب وضع اليد من أراضي قرية الشيخ سعد، جنوب شرق مدينة القدس، لأغراض عسكرية وأمنية.
وأفادت مصادر مطلعة أن سلطات الاحتلال تسعى لمصادرة الأراضي لأهداف عسكرية وتحديداً من أجل الطريق العسكري الخاص بجدار الضم والتوسع.
وأوضح رئيس مجلس القرية، إبرهيم زعاترة أن أوامر وضع اليد صادرة عن قائد الجيش الإسرائيلي في المنطقة، لافتاً إلى أن الأراضي تعود لعائلات من قرية الشيخ سعد وصور باهر وجبل المكبر.
الاعتداءات الصهيونية المتصاعدة على المقدسات، لم تحل دون اشتعال حرب كلامية بين حركتي فتح وحماس في الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد سلسلة تفجيرات استهدفت مصالح لحركة فتح في غزة.
فقد اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه في مقر الرئاسة الفلسطينية امام الاف الفلسطينيين حماس بتدمير المصالحة الوطنية الفلسطينية وارتكاب عمليات التفجير.
وردت حركة حماس باعتبار خطاب عباس مليء بالاكاذيب واتهمت حركة فتح باصطناع التفجيرات في غزة.
بين فتح وحماس
وتوترت العلاقة بين حماس وفتح في الايام الاخيرة بعد ان فجر مجهولون عبوات ناسفة امام اكثر من عشرة منازل لقادة في فتح في قطاع غزة الجمعة ما الحق بها اضراراً مادية بدون وقوع اصابات، في واقعة هي الاولى من نوعها.
كما وقع انفجار اخر في منصة اقامتها حركة فتح في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة لمراسم احياء الذكرى العاشرة لوفاة عرفات. الا ان عباس اتهم حماس بالتورط في تلك التفجيرات، متسائلاً عن منطقية حدوث «15 تفجيراً» في خمس دقائق دون ان تعلم حركة حماس عنها. الى ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، أن مشروع القرار الفلسطيني لتحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية سيعرض على مجلس الأمن الدولي هذا الشهر.
وقال عباس لدى ترؤسه اجتماعاً للقيادة الفلسطينية في رام الله إن التوجه لمجلس الأمن يستهدف الحصول على قرار يعتبر الأراضي التي احتلت عام 1967، هي أراضي الدولة الفلسطينية، وكذلك لتحديد موعد لإنهاء الاحتلال.
وأضاف أنه في حال الحصول على تسعة أصوات لمشروع القرار سوف يتم عرضه على مجلس الأمن، وهو إما يقبله أو يرفضه، ونحن ستكون لنا خطوات بعد ذلك سنقوم بها خطوة خطوة.
كما طلب عباس بإصدار بيان من مجلس الأمن يؤكد على أوضاع القدس المعتمدة منذ عام 1967 الذي يقول إن هذه أراضي مقدسات إسلامية لا يجوز الاعتداء عليها، لكن إسرائيل تخترق كل القرارات الدولية، وتقوم بهذا العمل، ونحن نطالب مجلس الأمن بإدانة ما يحدث.
من جهتها أعلنت القيادة قرارها تكليف وزارة الخارجية ودائرة شؤون المفاوضات بإعداد صكوك الانضمام لعدد محدد من المؤسسات والمواثيق الدولية وميثاق روما الممهد للانضمام لمحكمة الجنايات الدولية. وأكدت القيادة على ضرورة مواصلة العمل لعرض مشروع القرار العربي على مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الحالي، الذي يستند إلى إنهاء الاحتلال عن جميع أراضي دولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 وتحديد سقف زمني لهذا الغرض تلتزم به جميع الأطراف وخصوصاً إسرائيل دولة الاحتلال.
ودعت بهذا الصدد جميع الأطراف العربية والدولية الصديقة إلى وضع كامل جهودها وثقلها السياسي لدعم مشروع القرار أمام مجلس الأمن، دون إغفال ضرورة أن يتولى المجلس دوره من أجل حماية المسجد الأقصى والقدس المحتلة بأكملها عبر قرار ملزم يؤكد على رفض المساس بالطابع الإسلامي للمسجد.
فرض التقسيم
وحذرت القيادة من سعي إسرائيل لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى بحيث يقود إلى نتائج في غاية الخطورة على مصير القدس برمتها وفي القلب منها المسجد الأقصى.
وطالبت القيادة مجلس الأمن الدولي بأن يتخذ قراراً شاملاً وواضحاً في هذا الأمر الخطير، بما في ذلك الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى قبل الاحتلال وتم التأكيد عليه بعد عدوان 1967 مباشرة.
من جهة اخرى اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في قطاع غزة امس ان الاتحاد يريد اقامة دولة فلسطينية.
واعتبرت مورغيني ان العالم لا يمكن ان يحتمل حرباً رابعة في غزة.
واستمعت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية التي تقوم بزيارة قصيرة الى القطاع الى شرح عدد من عائلات النازحين حول ظروف حياتهم في مدرسة الامم المتحدة بعد ان فقدوا منازلهم التي دمرت خلال العدوان.
عواصم - «الاسبوع العربي»