رئيسيسياسة عربية

بنغازي تشتعل: مواجهات «فجر ليبيا وانصار الشريعة» تتصاعد، وحفتر يتقدم

بينما تستمر المواجهات وبوتيرة مرتفعة جداً في العديد من المناطق الليبية، ومنها مناطق بنغازي وطرابلس وغيرهما، تشير التقارير الى تردي الوضع الانساني بشكل لافت على الساحة الليبية. فالاحداث المتواصلة افضت الى اغلاق العديد من المطارات والموانىء، وكانت النتيجة التضييق على المواطنين الذين بات اغلبهم منحازاً الى احد الفرقاء المتخاصمين. وفي مقدمتهم تيارا فجر ليبيا، والجماعات الاسلامية.

التقارير الواردة من ليبيا، تشير الى تقدم بطيء جداً تحرزه قوات «فجر ليبيا» الموالية للواء خليفة حفتر، والذي تصفه بعض الجهات المتابعة بانه «سيسي ليبيا». والميليشيات الاسلامية ومنها جماعة «انصار الشريعة» التي تطالب العديد من الدول ادراجها ضمن لائحة التنظيمات الارهابية.
ميدانياً، تشير التقارير الواردة من مدينة بنغازي، الى ان المدينة ما زالت تشهد مواجهات بين قوات مجلس شورى الثوار واخرى موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. وان قوات  الطرفين تستخدم اسلحة متوسطة وخفيفة وبحسب مقتضى الحال.
وبحسب التقارير فإن المواجهات لا تقتصر على تلك المدينة الواقعة شرقي البلاد فقط، وانما تمتد الى غربها، ما ادى الى سقوط عدد من القتلى.
وقالت مصادر محلية إن قذائف هاون سقطت على منطقة الليثي جنوب بنغازي التي غادرتها كل العائلات المقيمة فيها. كما اندلعت اشتباكات في محيط مديرية الأمن بمنطقة «بوعطني» وأسفرت عن قتلى وجرحى.

قوات حفتر
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية بأن القوات الموالية لحفتر قصفت منطقة الصابري المطلة على البحر حيث تتمركز قوة تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي.
وواصلت قوات حفتر تنفيذ عمليات اقتحام في بنغازي، وسيطرت على العديد من المؤسسات، من بينها مؤسسات اعلامية.
كما اقتحمت قوات عسكرية أخرى بيت القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الليبية عبدالله شامية الذي تولى حقيبة الاقتصاد إبان حكومة محمود جبريل، بغية القبض على اثنين من أبنائه.
واضافة الى الحملة العسكرية التي تشنها قوات حفتر، هناك حملة امنية ممنهجة تستهدف اعضاء مجلس شورى ثوار بنغازي الذي يمثل التيار الاسلامي، والذي يقال انه يحظى بدعم قطري. وتستهدف الحملة اعتقال كل من يؤيد او يتعاطف مع المجلس.
وتقول التقارير أن الوضع الإنساني في البلاد «مأساوي جداً» مما دفع مئات العائلات في بنغازي للنزوح خارجها، وأن فرق الهلال الأحمر تجاهد لنقل المصابين من مكان الاشتباكات ومساعدة العائلات للخروج من الأحياء التي تشهد معارك عنيفة.
من جهة أخرى، قال مسؤول بالميناء التجاري في بنغازي إن ليبيا أغلقت الميناء بسبب الاشتباكات بين الأطراف المتقاتلة بالمدينة. وانه تم إيقاف جميع تحركات السفن وعمليات تفريغ الواردات. ويمثل الميناء نقطة دخول رئيسية لواردات القمح والوقود وغيرهما في شرق ليبيا.
وفي غرب ليبيا، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات التابعة لفجر ليبيا من جهة، ولواءَي الصواعق والقعقاع وما تسمى قوات جيش القبائل من جهة أخرى، وذلك في منطقتي كسارة العروسي ووادي زارت أسفل الجبل الغربي. ونشبت هذه الاشتباكات بعدما نفذت قوات فجر ليبيا عملية لمنع قوات لواءي الصواعق والقعقاع من التمركز في كلية التربية وسط مدينة ككلة.

طلب المساعدة
من جهة أخرى، طالب أهالي الجرحى في مدينة ككلة الليبية حكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس بمساعدة الجرحى وفتح ممر آمن لنقل العالقين منهم في المدينة والمصابين في اشتباكات الجبل الغربي. ووصف الأهالي في وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء مدينة ككلة بأنها غزة ليبيا.
وكان الهلال الأحمر الليبي قد قدم مبادرة لفتح ممر آمن لنقل الجرحى إلى مسجد قريب من طريق «الرابطة» يستخدمه الهلال مستشفى ميدانياً، لكن قوات الصواعق والقعقاع وما يسمى بجيش القبائل ما زالت ترفض أي اتفاق لفتح الممر الآمن.
في الاثناء، طلبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من لجنة في مجلس الأمن الدولي إضافة تنظيم أنصار الشريعة الليبي على اللائحة السوداء «للإرهاب» التابعة للأمم المتحدة بسبب الاشتباه في علاقاته بـتنظيم القاعدة.
وكان تنظيم أنصار الشريعة قد وضع على اللائحة السوداء للولايات المتحدة بسبب دوره في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في أيلول (سبتمبر) 2012 أدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين أنه إذا وافق جميع الأعضاء الـ 15 بلجنة عقوبات القاعدة التابعة لمجلس الأمن الدولي، فإن الجماعة ستضاف إلى القائمة السوداء في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.
وفي حال تم تبني المشروع سيتم تجميد ودائع وممتلكات أعضاء التنظيم ومنعهم من الحصول على تأشيرات دخول إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قدم الطلب في أيلول (سبتمبر) الماضي ووصف ليبيا بأنها «بؤرة للإرهاب»، في وقت تتصاعد فيه المعارك في مناطق عديدة أبرزها بنغازي بين كتائب توصف بالجهادية وقوات يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وطلبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من مجلس الأمن إدراج فرع أنصار الشريعة في بنغازي وفي درنة (شرق) على اللائحة السوداء بسبب علاقتهما بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبتنظيمات «جهادية» أخرى.

تعزيزات عسكرية
الى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي ومسلحين من الجماعات المتشددة في ساحة التحرير، قرب ميناء مدينة بنغازي شرق البلاد.
وقالت مصادر إعلامية ليبية إن تعزيزات عسكرية وصلت إلى بعض معسكرات الجيش في بنغازي، وهي عبارة عن ذخائر ودبابات ومدرعات وسيارات مصفحة.
وأحكم الجيش الليبي قبضته على مديرية أمن بنغازي في منطقة «بوعطني» والتي تضم أيضاً المعسكر الرئيس لقوات الصاعقة، وطريق المطار بالكامل.
وكان المتحدث باسم هيئة أركان القوات المسلحة أحمد المسماري حث السكان على إخلاء حي الصابري الرئيس في بنغازي، حيث يوجد الميناء البحري للمدينة، للتمهيد لمهاجمة متشددين متحصنين بالحي.
ولم يذكر المسماري تفاصيل؛ لكن الجيش قال في السابق إن أعضاء جماعة «أنصار الشريعة» المتشددة فروا من هناك بعد أن استولى الجيش على أحياء أخرى.
من ناحية أخرى، أخلت جمعية الهلال الأحمر المستشفى الرئيس للولادة في بنغازي لأن الأطباء والممرضات يجدون صعوبة في الوصول إليه للعمل بسبب القتال في محيط المستشفى.
وقتل ما لا يقل عن 230 شخصاً منذ شن الجيش تسانده قوات موالية للواء السابق خليفة حفتر هجوماً على ميليشيات «مجلس ثوار بنغازي» و«أنصار الشريعة».
وفي طرابلس أعلن رئيس الحكومة الليبية غير المعترف بها دولياً عمر الحاسي، أن إجراء انتخابات تشريعية جديدة «أمر لا بد منه لوضع حد للفوضى التي تعاني منها البلاد».
من جهة اخرى، دعت تونس الليبيين المقيمين الى عدم ممارسة انشطة سياسية او تنظيم اجتماعات دون ابلاغ السلطات التونسية بشكل مسبق ملوحة بترحيل المخالفين.
وكان مختار الشواشي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية انتقد في تصريح صحفي، عقْد اطراف ليبية لم يحددها اجتماعات مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي من دون إشعار الحكومة التونسية.
واعتبر الشواشي ان هذه الانشطة تؤثر سلباً على علاقات تونس مع جيرانها، وان الامر في المحصلة يتعلق باستقرار تونس.
وأضاف ان زيارة هنري ليفي الى تونس أثارت الكثير من الجدل وأحدثت غضباً كبيراً خصوصاً في صفوف  المجتمع المدني، واصفاً ليفي بانه شخصية مثيرة للجدل، وان له مواقف يعرفها القاصي والداني خصوصاً في أمهات القضايا العربية.
وتظاهر عشرات التونسيين ليل الجمعة السبت في مطار تونس- قرطاج احتجاجاً على الزيارة واطلقوا هتافات مناهضة له مثل «برنار هنري ليفي ارحل» و«لا للمصالح الصهيونية في تونس». وكان ليفي صرح لوسائل إعلام فرنسية انه زار تونس للقاء مثقفين ليبيين وبحث الاوضاع الجارية في بلادهم.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق