أبرز الأخبارسياسة عربية

ليبيا: الاسلاميون يتحصنون في مصراته، وحرب شوارع في بنغازي

تشير تفاصيل المشهد الليبي، الى صعوبة الوضع. والى دخول البلاد في نفق قد يكون من الصعب الخروج منه. فالحرب الاهلية اصبحت حقيقة واقعة، واطراف المعادلة «الامنية السياسية» يدركون انهم يقودون البلاد الى المجهول، دون ان يتراجعوا عما يقومون به من ممارسات محكومة بقصر النظر. وبعوامل مصلحية يجري تغليفها باطر وطنية.

وفي الوقت الذي يسود اعتقاد بان التقسيم قد يكون المستقبل الوحيد للبلاد، هناك من يرى ان عوامل الوقت ما تزال تسيطر على جميع المجريات وصولاً الى مديات غير معلومة والى خسائر كبيرة في شتى المجالات.
واللافت هنا، هو دخول اطراف خارجية على خط  الازمة، ما يعني تدويلاً غير مبرمج، ودعم غير برئ. يغذي عناصر الازمة ويطيل امدها.
فقد شهدت شوارع مدينة بنغازي، الواقعة شرقي ليبيا مواجهات عنيفة بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، ما دفع مئات العائلات إلى النزوح من المدينة إلى مناطق أخرى آمنة.
واندلعت هذه المواجهات، بعد دخول قوات موالية لحفتر مناطق في شرق المدينة، لاسترجاع مواقع عسكرية كانت قوات الثوار قد سيطرت عليها في وقت سابق.
وبدأت الاشتباكات بعد دخول قرابة سبعين سيارة عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر إلى هذه المنطقة ومعها أفراد عسكريون قدموا من بعض مدن شرقي ليبيا لدعم قوات حفتر التي تتمركز في حي المساكن من أجل الدخول إلى معسكر الصاعقة في منطقة بوعطني الذي تسيطر عليه قوات مجلس شورى ثوار بنغازي منذ أكثر من شهر، بينما امتدت المعارك إلى مناطق واسعة في المدينة.

كارثة انسانية
من جهته قال قائد القوات الخاصة التي تقاتل ضمن قوات حفتر ونيس بوخمادة لوكالة رويترز إن القوات سيطرت على الطريق الذي يمثل المخرج الشرقي لبنغازي بالإضافة إلى أربعة معسكرات بينها مقر الجيش السابق الذي خسره مع ثلاثة معسكرات أخرى في معارك سابقة.
وتسببت الاشتباكات في بنغازي بكارثة إنسانية في المدينة، وادت الى  حالة رعب بين المدنيين بسبب سقوط قذائف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على الأحياء السكنية. ما ادى الى شلل كامل تمثل في إغلاق المدارس والجامعات والمحلات التجارية أبوابها، وسط حالة نزوح كبيرة للسكان.
وشهدت مدن طرابلس والزاوية ومصراتة وغريان وزليطن مظاهرات تحت شعار «جمعة إسقاط البرلمان وبنغازي صمام الأمان». وطالب المتظاهرون بإسقاط  النواب المجتمعين في مدينة طبرق شرقي ليبيا وبالقرارات التي اتخذوها. كما جددوا رفضهم لما اسموه التدخل المصري في الشأن الليبي.
ومنذ صباح الخميس، تدور معارك عنيفة وحرب شوارع طاحنة في مناطق متفرقة وسط بنغازي، خصوصاً في أحياء الحدائق وبوهديمة والسلماني ورأس اعبيدة والصابري.

214 قتيلاً
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في مركز بنغازي الطبي قوله إن 214 شخصاً قتلوا منذ اندلاع المعارك منتصف الشهر الجاري، وأوضح المصدر أن المركز تلقى منذ بدء الاشتباكات جثث 198 قتيلاً، بينما توزع باقي القتلى على مستشفيات أخرى.
في الاثناء، نقلت تقارير إخبارية عن محمد حجازي، المتحدث باسم الجيش الليبي، قوله إن طائرة قطرية أدخلت أسلحة ومعدات حربية إلى مدينة مصراته الليبية، التي تقع تحت سيطرة ميليشيات إسلامية متشددة مصنفة إرهابية.
وكانت السلطات الليبية المعترف بها دولياً اثارت أكثر من مرة مسألة التدخل القطري في شؤونها الداخلية، متهمة الدوحة بتقديم العون، تمويلاً وتسليحاً، لمنظمات إسلامية متشددة، لها ارتباطات فكرية وعقائدية بتنظيم القاعدة، وبتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).
وتستمر المعارك عنيفة في طرابلس وبنغازي بين الجيش الليبي، بقيادة اللواء خليفة حفتر، وبدعم من مقاتلين من السكان، وميليشيات متشددة سيطرت على مساحات واسعة من البلاد.
وقال حجازي: «يسيطر الجيش الليبي على 95 بالمئة من مدينة بنغازي شرقي البلاد، بينما يسيطر المسلحون على قلب العاصمة الليبية طرابلس، ويستخدمون المدنيين دروعا بشرية هناك». ونقلت تقارير ليبية عن مصدر عسكري قوله إن شاحنة محملة بالذخائر والصواريخ انفجرت الخميس، قبل وصولها إلى بنغازي من مدخلها الغربي، بعدما أطلق عليها الجيش الليبي النار إثر رفض سائقها التوقف على حاجز شرق مدينة أجدابيا.
الى ذلك، أعلن مدير مطار الأبرق الدولي أبو بكر العبيدي إن إطلاق الصواريخ أجبر السلطات على إغلاق المطار الذي يمثل الباب الرئيسي إلى شرق ليبيا الخاضع لسيطرة الحكومة الليبية.
وأضاف العبيدي أن المسلحين أطلقوا مراراً صواريخ غراد على المطار الواقع شرقي بنغازي وتم تعليق جميع الرحلات لأسباب أمنية.

مطار مغلق
ومطار بنغازي مغلق منذ أيار (مايو) مما يعني أن إغلاق مطار الأبرق سيجعل شرق البلاد معتمداً فقط على مطار في طبرق حيث مقر مجلس النواب مع الأخذ في الاعتبار خطورة الطرق في شرق ليبيا. من جهة اخرى أكد عيسى عبد المجيد، مستشار رئيس البرلمان الليبي للشؤون الأفريقية، اتخاذ بلاده إجراءات عدة لتأمين حدودها ومنع تنقل المتطرفين وتهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية.
وقال في تصريحات صحفية، إن تنظيم (داعش) في ليبيا لا  يقتصر وجوده على مدينة درنة فقط، ولكنه يوجد أيضاً في كل من طرابلس وبنغازي، بسبب التصرفات التي تتشابه بين المتطرفين في هاتين المدينتين، وتصرفات داعش في العراق وسوريا من قتل للخصوم وقطع للرؤوس.
في الاثناء تشير التقارير الميدانية الى ان الجيش النظامي الليبي معززاً بمسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر، احرز تقدما في محاور عدة هامة في مدينة بنغازي، في اطار المعارك التي يخوضها ضد الاسلاميين منذ منتصف الشهر الماضي.
واوقعت المعارك خلال الساعات الـ 24 الماضية نحو 36 قتيلاً بحسب مصادر طبية وعسكرية.
وقال متحدث باسم القوات الخاصة والصاعقة في الجيش إن «هذه القوات تحرز تقدما على المحور الجنوبي الشرقي للمدينة بعد سيطرتها بالكامل على منطقة بنينا حيث يقع مطار مدينة بنغازي». فيما قال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد المسماري إن «مدينة بنغازي أصبحت بين فكي كماشة الجيش وليس أمام الإسلاميين المطلوبين سوى تسليم أنفسهم أو الموت إن حاولوا توجيه بنادقهم نحو الجيش».
وتدور معارك عنيفة وحرب شوارع طاحنة في مناطق متفرقة وسط بنغازي وخصوصاً في حي الصابري.
ويخوض الجيش النظامي ومسلحون موالون للواء المتقاعد خليفة حفتر منذ منتصف الشهر الماضي حرب شوارع طاحنة واشتباكات عنيفة مع مسلحين إسلاميين في مدينة بنغازي في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة التي سقطت في أيدي الاسلاميين منذ تموز (يوليو) الماضي.

بنغازي – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق