الاقتصادمفكرة الأسبوع

توتال تستعد لملء فراغ رئيسها وموسكو تحقق في ظروف مقتله

تستعد مجموعة النفط العملاقة توتال لمواجهة الغياب المفاجىء لرئيسها كريستوف دو مارجوري الذي قتل في تحطم طائرة في روسيا حيث يتواصل التحقيق الاربعاء بمشاركة خبراء فرنسيين.

وبدأت منذ الان آلية ملء الفراغ الذي خلفه رئيس مجلس ادارة الشركة الذي اعيد انتخابه عام 2012 لثلاث سنوات على رأس الشركة الفرنسية الاولى على مستوى الارباح، علماً انه لم يتحدث علناً عن اي خلف محتمل له في السابق.
الثلاثاء اكد امين عام المجموعة جان جاك غيلبو ان توتال «منظمة بشكل يسمح لها بمواجهة هذا الحدث المأساوي»، مضيفاً ان لجنة الحوكمة والاخلاقيات ومجلس الادارة سيجتمعان «في اقرب وقت ممكن».
وسيتم اختيار الرئيس الجديد لشركة النفط العملاقة التي تشمل 100 الف موظف وسجلت عام 2013 حجم اعمال بقيمة 189،5 مليار يورو من داخلها، عملاً بتقاليد الشركة.
وسيواجه الرئيس الجديد تحديات كبرى من بينها تراجع نمو انتاج المحروقات وازمة التكرير في اوروبا والتأخير في تطوير بعض المشاريع.
وبدات المجموعة معالجة هذه النقاط فاعلنت في اواخر ايلول (سبتمبر) عن خطة لتقليص التكاليف وتخفيض استثماراتها، سيترتب على خلف دو مارجوري تطبيقها.
كما ينبغي ان يجد حلاً لتقليص فائض القدرات على مستوى التكرير في اوروبا، وهو مسعى اعلنته الشركة في اواخر ايلول (سبتمبر) بلا تفاصيل، علماً ان الشركة لا يتوقع ان تصرف موظفين في فرنسا.
وسيدفن كريستوف دي مارجوري الذي جال العالم والبلدان التي تنشط فيها توتال ويفوق عددها 130، في مراسم خاصة في بلدة سان-بير-سور-مير الصغيرة غربي فرنسا «بعد حفل رسمي تحضره شخصيات مهمة في باريس» بحسب مصادر رسمية متطابقة.

تحقيق في موسكو
وفي موسكو يتواصل التحقيق حول اسباب تحطم الطائرة الخاصة التي كان دو مارجوري على متنها، والذي يجريه مكتب التحقيقات حول امن الطيران المدني الروسي.
ووصل ثلاثة مسؤولين من المكتب الموازي له في فرنسا الى مكان الحادث مساء الثلاثاء برفقة مستشارين تقنيين اثنين من شركة يونيجت ومستشار من شركة داسو للطيران صانعة الطائرة.
وسيتولى محققو مكتب امن الطيران الفرنسي اجراء تقويم تقني صرف لظروف الحادث، وليس تحديد المسؤوليات وهي مهمة منوطة بالقضاء الروسي.
ويملك هذا المكتب الامكانات التقنية والفرق المتخصصة الكفيلة باستخراج وتحليل مضمون الصندوقين الاسودين اللذين يسجلان جميع بيانات الرحلة والاحاديث في قمرة القيادة.
ويترتب على المكتب تحديد اسباب اصطدام طائرة فالكون 50 التي وضعت قيد الخدمة في 2006 بآلية لازالة الثلج على مدرج الاقلاع في مطار فنوكوفو قرب موسكو، ما ادى الى مقتل رئيس مجلس ادارة توتال وافراد الطاقم الثلاثة وبينهم الطياران.
وفي مرحلة اولى تحدثت لجنة التحقيق الروسية عن «خطأ من برج المراقبة واعمال سائق آلية ازالة الثلج» الذي «كان ثملاً». كما تحدثت عن «سوء الاحوال الجوية وخطأ في الملاحة».
غير ان محامي سائق آلية ازالة الثلج نفى ان يكون موكله ثملاً، علماً انه نجا من الحادث ويتوقع ان يعقد مؤتمراً صحافياً اليوم.

صديق روسيا
وتوالت امس الثلاثاء رسائل التعزية من مسؤولين اقتصاديين وسياسيين في فرنسا وكذلك في روسيا حيث كان دو مارجوري يعتبر «صديقاً فعلياً للبلاد، بحسب رئيسها فلاديمير بوتين.
وعرف رئيس توتال بدفاعه الشديد عن روسيا منتقداً سياسة العقوبات الاميركية والاوروبية التي فرضت على هذا البلد بسبب الازمة الاوكرانية.
وفي مقر المجموعة في باريس وفي مراكز اخرى لتوتال، لزم الموظفون المصدومون دقيقة صمت.
وصرح مسؤول الاتحاد الفرنسي الديموقراطي للعمل في توتال «كان رجلاً يحظى بتقدير كبير ودافع عن الحوار الاجتماعي في الشركة».
واشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند برئيس شركة «دافع بتميز عن ريادة ونجاح التكنولوجيا الفرنسية في الخارج».
وتضررت صورة المجموعة نتيجة عدد من الكوارث، مثل غرق ناقلة النفط اريكا مقابل السواحل الفرنسية عام 1999 وانفجار موقع فرعها لانتاج الاسمدة آ زد اف عام 2001 في تولوز في جنوب غرب البلاد.
كما طاولت سجالات الشركة على غرار ذاك الذي دار حول سياستها في بورما فيما كانت خاضعة لعزلة دولية، وملاحقتها في اطار فضيحة «النفط مقابل الغذاء» في العراق.
وتدهورت صورة توتال في البلاد منذ ان تبين ان المجموعة لم تعد تسدد الضرائب على شركاتها في فرنسا حيث تعاني من العجز، بالرغم من ارباحها الضخمة في العالم.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق