دولياترئيسي

روسيا تصعد حربها ضد أوكرانيا وتقصف برج التلفزيون في العاصمة كييف

صعدت روسيا الثلاثاء، في اليوم السادس من عدوانها العسكري على أوكرانيا، عملياتها بشكل ملحوظ فقصفت برج التلفزيون في العاصمة كييف بعد الظهر بعد غارات على مدينة خاركيف (شمال شرق) صباحاً. وأكد وزير دفاعها سيرغي شويغو أن الهجوم الروسي سيتواصل «حتى تحقيق كل أهدافه». من جانبه طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأوروبيين بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.
كثفت روسيا ضرباتها ضد مواقع عدة في أوكرانيا في اليوم السادس من هجومها العسكري الذي انطلق الخميس. فقد تعاقبت الغارات على مدينة خاركيف، ثاني مدن البلاد الواقعة قرب الحدود الروسية والتي يبلغ عدد سكانها 1،4 مليون نسمة وقتل 10 أشخاص على الأقل فيما أصيب أكثر من 20 آخرين وفقا لخدمات الطوارئ الأوكرانية. وأسفرت غارة أخرى على مبنى سكني عن سقوط ثمانية قتلى وستة جرحى، بحسب المصدر نفسه.
وفي العاصمة كييف، استهدفت ضربة برج التلفزيون في وقت متأخر بعد ظهر الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بحسب خدمات الطوارئ. وأظهرت صورة نشرتها وزارة الداخلية البرج مغطى بدخان رمادي كثيف لكنه ما زال قائماً. بعد ساعة من الهجوم، عادت معظم القنوات الأوكرانية إلى العمل بشكل طبيعي.
ودعا الجيش الروسي المدنيين في كييف الذين يعيشون قرب منشآت لأجهزة الأمن الأوكرانية المغادرة قائلاً إنه يريد استهدافها لوقف «الهجمات الإلكترونية ضد روسيا».

توقف التقدم نحو كييف بسبب المقاومة التي واجهتها

وأظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية صباح الثلاثاء رتلاً عسكرياً روسياً يمتد على عشرات الكيلومترات يتقدم ببطء باتجاه كييف فيما أفادت هيئة الأركان الأوكرانية أن موسكو تجمع قواتها استعداداً للهجوم على العاصمة الأوكرانية ومدن أخرى.
لكن البنتاغون اعتبر تقدم القوات الروسية «متوقفاً» بسبب المقاومة التي واجهتها ومشكلات لوجستية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: «لدينا شعور عام بأن تحرك الجيش الروسي (…) نحو كييف توقف في هذه المرحلة». وأوضح: «نعتقد أن ذلك مرتبط جزئياً بإمداداته وبمخاوف لوجستية» وأنه «بصورة أشمل، يقوم الروس حالياً بإعادة تقويم» استراتيجيتهم.
ويبدو أن الروس تقدموا في جنوب البلاد المطل على بحر أزوف حيث توجد العديد من المدن الكبرى الأوكرانية.
وفي ميناء ماريوبول (جنوب شرق) «قصفت القوات الروسية كل أحياء المدينة» بحسب حاكمها متحدثاً عن سقوط 21 جريحاً وعدد غير محدد من القتلى.

زيلينسكي يطلب من الأوروبيين أن «يثبتوا أنهم مع أوكرانيا»

أقام الجيش الروسي حواجز على مداخل مدينة خيرسون الساحلية (290 ألف نسمة) إلى الغرب، بحسب رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف، وأظهرت مقاطع فيديو نشرها سكان محليون على مواقع التواصل الاجتماعي جنوداً روس في البلدة.
إلى ذلك، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الأوروبيين أن «يثبتوا أنهم مع أوكرانيا» مطالباً بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي. ودعا خلال اتصال مع نظيره الأميركي جو بايدن الثلاثاء إلى «إيقاف المعتدي» الروسي، «بأسرع وقت».
وقال زيلينسكي متوجها عبر الفيديو إلى أعضاء المجلس الأوروبي: «ستكون أوروبا أقوى بكثير بوجود أوكرانيا فيها (…) من دونكم، ستكون أوكرانيا وحيدة. لقد أثبتنا قوتنا وأظهرنا أننا مساوون لكم (…) لذا أثبتوا أنكم معنا وأنكم لن تتخلّوا عنّا».
ورغم أن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي تبدو مستبعدة راهناً، أشار الأوروبيون بعد محادثة جديدة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى أنهم مستعدون لتشديد العقوبات بشكل لم يسبق له مثيل ضد روسيا. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: «سنفرض بالتأكيد» عقوبات جديدة على روسيا مضيفاً: «يجب أن يتوقف حمام الدم» لافتاً إلى أن أوكرانيا تقاتل «من أجل بقائها».

المجتمع الدولي يسعى لحرمان روسيا من كل تمويلها الدولي وتجميد أصول بوتين

وتعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الاتحاد الأوروبي سيُقدم 500 مليون يورو على الأقل من الميزانية الأوروبية للمساعدة الإنسانية في أوكرانيا بعد الغزو الروسي، في خطاب أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل.
كذلك، أطلقت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها نداء عاجلاً لجمع 1،7 مليار دولار بهدف تقديم مساعدات إنسانية لأوكرانيا.
ويحاول المجتمع الدولي حرمان روسيا من كل تمويلها الدولي وتجميد أصول فلاديمير بوتين والمقربين منه. ومع الاستبعاد المتوقع لمصارف روسية كبرى من نظام «سويفت» للتحويلات المالية والعقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي، بدأت تُظهر الإجراءات الانتقامية «تأثيرها الكبير على روسيا» و«صندوق حرب بوتين تضرر بشدة»، كما قدر الثلاثاء وزير المال الألماني كريستيان ليندنر بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع
بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية، تستثنى روسيا من العديد من الأحداث الثقافية والرياضية بما فيها كأس العالم لكرة القدم 2022 المنظمة في قطر ومنافسات كأسي ديفيس وبيلي جين كينغ لكرة المضرب.

حصيلة الخسائر البشرية غير واضحة

لكن رغم هذا الضغط غير المسبوق والمظاهرات ضد الحرب والتعبير عن التضامن مع أوكرانيا في العديد من البلدان، ما زال بوتين متمسكا بمطالبه. فقد أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين بأنه يشترط لوقف غزو أوكرانيا الاعتراف بالقرم كأرض روسية وإعلان «حياد» كييف وتخلي الحكومة الأوكرانية عن «نازيتها»، وذلك فيما كانت تعقد أول محادثات روسية-أوكرانية لتسوية النزاع.
وغادر الوفدان الروسي والأوكراني إلى بلديهما «لإجراء مشاورات في عاصمة» كل منهما، بعدما اتفقا على إجراء «جولة ثانية» من المحادثات.
وتبقى حصيلة الخسائر البشرية غير واضحة. فقد تحدثت الأمم المتحدة الإثنين عن مقتل 102 مدني وإصابة 304، لكن الأرقام الفعلية «أعلى بكثير».
وأشارت أوكرانيا إلى مقتل 352 مدنياً وإصابة 2040 شخصاً منذ الخميس الماضي مؤكدة أن آلاف الجنود الروس سقطوا أيضاً.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق