أبرز الأخبار

الامم المتحدة تعتبر صنعاء مدينة محتلة، والمواجهات اليمنية تتحول الى حرب طائفية

في تطورات لافتة للاحداث على الساحة اليمنية، وصف المبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر، الاوضاع في العاصمة صنعاء بـ «الخطيرة». وزاد على ذلك باعتبار انها «مدينة محتلة»، في اشارات واضحة الى ممارسات الحوثيين التي تتجاوز اتفاق السلام الموقف مع الحكومة، وباقي اطراف المعادلة السياسية في اليمن.

بالتوازي، تشير المعلومات المتسربة من العاصمة ومحيطها، ان الممارسات التي يقوم بها الحوثيون تكشف عن نوايا «احتلالية»، حيث تواصل اقتحام الدوائر الرسمية ومنازل المسؤولين، وتستولي على وثائق منتقاة. كما تواصل اعمال القتل بحق كل من يبدي اعتراضاً او مقاومة لتلك العمليات، وسط اتهامات من الطرف الاخر بوجود مؤامرة هدفها تسليم التيار الحوثي مقاليد الامور.
العملية بمجملها تحولت الى كم من التقاطعات التي تسير بالتوازي مع الممارسات الحوثية التي اثارت الشارع، وحولت الازمة الى حرب طائفية اطرافها سنة وشيعة. فمن جهة هناك اتهامات بوجود تنسيق عالي المستوى بين الحوثيين وبعض القيادات العسكرية. ومن جهة ثانية هناك اتهامات بوجود تنسيق بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتنظيم القاعدة. وهناك معلومات عن دعم ايراني للحوثيين.
وبين هذه وتلك تتنكر الميليشيات الحوثية للاتفاق الذي ابرم برعاية اممية وتتصرف على اعتبار انه ليس موجوداً. الامر الذي اثار حفيظة المبعوث الاممي الذي تقول تحليلات انه لم يجد على الارض اي اثر لذلك الاتفاق. وبالتالي الحكم بان العاصمة صنعاء اصبحت «مدينة محتلة».

حسابات خاطئة
ويقول «بن عمر» في هذا السياق، ان ما حدث في اليمن كان نتيجة لحسابات خاطئة ارتكبتها جميع الأطراف، مضيفاً ان ما زاد من انزلاق الوضع إلى هذا المنحدر الخطر اختيار جماعة أنصار الله – الجناح المسلح للتيار الحوثي – وأطراف أخرى العنف وسيلة لبلوغ أهداف سياسية، مستغلين ضعف الدولة وتفكك الجيش، وأيضاً الدور الانتقامي الذي لعبته زعامات النظام السابق التي تحالفت مع الحوثيين ويسرت لهم دخول العاصمة». وهي اشارة واضحة لتورط علي عبدالله صالح في هذه المسألة.
ويشك يمنيون في أن للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي اجبر على التنحي من السلطة في اعقاب الانتفاضة التي شهدتها البلاد في العام 2011، يداً في الاحداث الاخيرة. ويعتقدون أن صالح سهل تقدم الحوثيين، بينما كانوا يقاتلون ميليشيات قبلية موالية لحزب الاصلاح، وهو الرديف اليمني لحركة الاخوان المسلمين، وعدو صالح اللدود.
ففي أشهر قليلة، أنجز الحوثيون ما عجز صالح عن إنجازه في العام 2011، إذ تمكنوا من تدمير قاعدة حزب الاصلاح القبلية، واطاحوا اللواء علي محسن الاحمر، عدو صالح الأول، ومن قاد القوات الحكومية في حربها ضدهم بإقليم صعده. ويبحث الحوثيون عن الاحمر لقتله.

مواجهة مفتوحة
من جانب آخر، دخل تنظيم القاعدة في اليمن في مواجهة مفتوحة مع الحوثيين، بعد دخولهم صنعاء، محاولاً لعب دور المدافع عن سنة اليمن ضد هجمة الشيعة عليهم، ما ينذر بحرب أهلية مذهبية تبدأ من صنعاء، قد تسري في اليمنيين كما النار في الهشيم.
وقامت جماعة أنصار الشريعة – التابعة لتنظيم القاعدة – بثلاث عمليات ضد الحوثيين في يوم واحد، الأولى في مأرب وأسفرت عن مقتل أكثر من عشرين حوثياً، والثانية في البيضاء وأسفرت عن مقتل 6 حوثيين، والثالثة في تعز وأدت الى مقتل حوثيين اثنين.
وتشي هذه العمليات بأن المواجهات السنية – الشيعية في اليمن آتية لا محالة. ولعل زعيم أنصار الله بدر الدين الحوثي كان يعرف أنه سيصطدم بالقاعدة، لذا قال في خطابه الأخير إن الخطر المقبل سيأتي من تنظيم القاعدة، الذي وصفه بأنه عميل الغرب.
وكان تنظيم القاعدة توعد مسلحي الحوثيين بعد دخولهم صنعاء بجعل رؤوسهم تتطاير، واتهمهم في بيان باستكمال «المشروع الرافضي الفارسي» في اليمن، داعياً السنة إلى حمل السلاح ضد الحوثيين.
في الاثناء، تظاهر مئات اليمنيين في صنعاء للمطالبة بانسحاب المسلحين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على معظم مرافق العاصمة. وفي المقابل، يواصل الحوثيون حشد مسلحيهم في صنعاء ونشر آلياتهم العسكرية في مختلف شوارع المدينة.
وطالب المتظاهرون بخروج المسلحين وإعادة المعدات التي تم نهبها من مؤسسات الدولة.
وأكد المتظاهرون ومن بينهم ناشطون حقوقيون وافراد من منظمات المجتمع المدني، انهم سيستمرون في تظاهراتهم السلمية حتى خروج الميليشيات المسلحة.
وهتف المتظاهرون شعارات تطالب الرئيس عبد ربه منصور هادي بسرعة إخراج المليشيات المسلحة وفرض سيادة الدولة على كل أراضي الجمهورية اليمنية.
من جهتها طالبت هيئة التدريس بجامعة صنعاء بسرعة خروج المسلحين من حرم الجامعة.
وكسر المتظاهرون في صنعاء حاجز الخوف مرة أولى يوم الاحد الفائت بالتظاهر في صنعاء حيث ساروا مرددين شعارات مطالبة بانسحاب المسلحين من المؤسسات والمباني الحكومية واعادة المظاهر المدنية إلى العاصمة صنعاء.

مئات القتلى والجرحى
إلى ذلك، أعلن وزير الصحة العامة والسكان اليمني أحمد العنسي أن حصيلة المواجهات الأخيرة في العاصمة صنعاء بلغت 274 قتيلاً، و470 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، رصدتهم الأجهزة التابعة لوزارة الصحة.
في سياق مواز، كشفت تقارير متعددة الاشكال والمضامين النقاب عن مخطط حوثي لنشر الفوضى في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، وخصوصاً الحديدة وإب والبيضاء ومأرب وتعز، والإبقاء على عدد من عناصرها داخل صنعاء، للضغط على السلطات الرسمية وابتزازها للحصول على مزيد من المكاسب السياسية.
واشارت التقارير الى ان الحوثيين يواصلون نهب المعدات العسكرية الثقيلة والمتوسطة لاستخدامها في اجتياح تلك المحافظات. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الحوثي نهب 50 دبابة من اللواء الرابع حماية رئاسية، و30 دبابة من الفرقة المنحلة و14 دبابة من مبنى التلفزيون و44 مدفعاً متنوعاً و88 طقماً، وكمية كبيرة من الذخائر.
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية يمنية أن توجيهات صدرت للأجهزة الأمنية لاتخاذ الحيطة والحذر تخوفا من هجمات لتنظيم القاعدة الذي يسعى  للسيطرة على محافظات جنوبية أبرزها عدن كمنطلق لتنفيذ عملياته العسكرية في مواجهة التمدد الإيراني الذي ينفذ أجندة تستهدف المجتمع اليمني.
وفي المقابل، يواصل الحوثيون حشد مسلحيهم في صنعاء ونشر آلياتهم العسكرية في مختلف شوارع المدينة.
وسقط قتلى وجرحى من جماعة الحوثيين في هجوم انتحاري استهدف تجمعاً لهم بمحافظة مأرب شرق اليمن، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في مستشفى ريفي يتخذه الحوثيون مقراً لهم منذ حرب الجوف الشهر الماضي.
وهاجم انتحاري بسيارة صالون مفخخة مستشفى الجفرة الواقع في بلدة مجزر على الطريق العام الرابط بين العاصمة صنعاء ومأرب، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات في صفوف الحوثيين. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين نقلوا جثث القتلى والمصابين إلى مستشفى ميداني تابع لهم في منطقة براقش التابعة إدارياً لمحافظة الجوف.
وتبنت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة العملية، وقالت الجماعة في بيان صحافي نشرته على حسابها على «تويتر» إن أحد عناصرها ويدعى أبو جندل الصنعاني قاد سيارة مفخخة واستهدف بها تجمعا للحوثيين في المستشفى الذي حولوه إلى مقر لهم، موضحة أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا خلال هذا الهجوم.
كما تبنت الجماعة عملية قتل خمسة جنود من الجيش اليمني في محافظة شبوة جنوب البلاد، وأشارت الجماعة إلى أن عناصرها وضعوا كميناً لسيارة إمداد عسكرية في منطقة شافة معين على الطريق الرابط بين مدينتي «جوال الريدة والرضوم» بمديرية ميفعة، وهاجموا كل من كان على السيارة بالرشاشات والأسلحة الخفيفة.
وكان تنظيم القاعدة توعد قبل يومين بحرب عنيفة ضد الحوثيين، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، واتهمهم بتنفيذ مخطط إيراني للسيطرة على البلاد، موضحاً بأنه سينفذ عمليات دامية ضد تجمعاتهم بمختلف مناطق البلاد.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق