سياسة لبنانيةلبنانيات

اسرائيل توسع اعتداءاتها فتحرك الجبهة الحدودية رغم المعارضة اللبنانية الشديدة لدخول الحرب

لم تستفق اسرائيل بعد من هول الصدمة، ولم تستعد روعها، ولذلك فهي تتصرف بعشوائية، مستقوية بحاملة الطائرات الاميركية، فشنت حرب ابادة ضد السكان المدنيين في غزة، فقصفت ودمرت وقتلت وارتكبت مجازر، ولم تكتف بذلك بل وسعت اعتداءاتها لتشمل الجنوب اللبناني الذي شهد امس اشتباكات وموجات من القصف العشوائي المعادي على القرى والمنازل والسكان الامنين. ووقعت اشتباكات بين عناصر فلسطينية تسللوا عبر الحدود الى ارضهم التي اغتصبتها اسرائيل فاشتبكوا مع جيشها فقتلوا احد الجنود وجرحوا اخرين قبل ان يسقط اثنان منهم. ثم عمدت اسرائيل الى شن غارات مكثفة على القرى الجنوبية واوقعت عدداً من الجرحى كما سقط في القصف الذي استهدف مركزاً لحزب الله عدد من العناصر.
هذا القصف المعادي ادى الى موجة نزوح ابناء القرى التي استهدفت بالقصف نحو صور، وشهدت الطرقات زحمة سير خانفة. يحدث كل هذا رغم اعلان لبنان الرسمي والشعبي معارضة الاشتراك في الحرب الدائرة بين حماس والعدو الاسرائيلي نظراً للاوضاع المزرية التي يجتازها. فهو غير قادر على مواجهة القتال الذي يتطلب قدرات غير متوفرة. ولبنان لم يقصر يوماً في دعم القضية الفلسطينية وبذل من اجلها ما لم تقدمه الدول العربية مجتمعة. ولكنه يمر اليوم في ظروف صعبة لا تسمح له بخوض الحرب.
منذ تشكلت هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة وهي ترتكب الاعتداء تلو الاخر. وتركت العنان للمستوطنين بدخول حرم المسجد الاقصى بحماية امنية، فعاثوا في الارض فساداً، حتى ان احد الوزراء ويدعى بن غفير سار على هذا المنوال واقتحم الاقصى. ثم ان جيش العدو كان يدخل يومياً الى الضفة الغربية، فيداهم ويعتدي على الاهالي ويشتبك معهم ويقتل ثم ينسحب، حتى سقط العشرات من شبان المنطقة. كل ذلك كان يحدث على مرأى ومسمع العالم كله ولكن مع الاسف لم نسمع من احد كلمة استنكار واحدة. وما ان نفد صبر الفلسطينيين وحاولوا وضع حد لهذه الاعتداءات حتى هب العالم كله يتسابق على دعم هذا العدو الغاشم الذي لا يفهم الا بلغة الحديد والنار. وهذا التأييد العالمي الواسع شجع المعتدين على شن حرب ابادة ضد سكان غزة ففرضوا حصاراً كاملاً مانعاً عنهم الماء والكهرباء والادوية والغذاء والمحروقات وكل مقومات الحياة. دون ان تصدر عن المؤيدين لاسرائيل كلمة واحدة تستنكر هذا التصرف الوحشي، خصوصاً وانها ارفقت الحصار بقصف جوي مكثف وعشوائي شمل المدارس والمستشفيات والمنازل ولم يوفر لا البشر ولا الحجر. كل ذلك والعالم يتفرج ويؤيد. لقد قدمت مبادرات كثيرة بينها المبادرة التي قدمتها الجامعة العربية من بيروت وكلها لو اعتمدت لكانت وفرت السلام للمنطقة كلها ولكن التعنت الاسرائيلي كان يقف حجر عثرة امام كل الحلول.
الانظار اليوم على الجنوب اللبناني. فهل تقف الاعتداءات عند هذا الحد ام انه مخطط لها ان تتوسع، والبلد غير قادر على تحملها نظراً للاوضاع التي يعاني منها. الجواب ستحمله الساعات والايام المقبلة وفقاً لتطورات المعركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق