أبرز الأخبار

الحوثيون يتمسكون بالسيطرة على العاصمة، وهادي يوقع ” اتفاق الاذعان” وايران تدخل الساحة اليمنية

بعد ساعات من التوقيع على اتفاق الهدنة بين الحوثيين والنظام اليمني، وبحضور شخصيات سياسية وحزبية من مختلف القوى، اعترف الرئيس اليمني بانه تعرض الى «مؤامرة». وبينما يحتفل المبعوث الاممي جمال بن عمر بما يعتبره «انجازاً» نجح في تحقيقه بعد ايام من المفاوضات الشاقة مع عبد الملك الحوثي في مقره بمحافظة صعدة، يرى يمنيون ومنهم اركان حكومة الرئيس هادي ان ما جرى كان مجرد توقيع على «عقد اذعان»، تسلم الحوثيون بموجبه مقاليد الامور في العاصمة صنعاء.

اما الاخطر من ذلك كله – بحسب القراءات التي جرى تداوله – فهو الاعتراف الرسمي بالنفوذ الحوثي، وبقدرتهم على فرض ما يريدون من شروط. وبالتالي ادخال ايران الى الساحة اليمنية من اوسع الابواب.
بدايات هذه القراءات المتشائمة، تكشفت عندما رفض زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي التوقيع على الملحق الخاص بالمجالات الامنية في الاتفاقية. وهو الملحق الذي ينص على اخلاء العاصمة، وتسليمها للجيش والتزام الهدوء. ما يعني ضمناً التحلل من الاستحقاقات الامنية والابقاء على يد التيار كيد طولى في اي مجال من المجالات التي تتعلق باظهار القوة. وبحيث يبقى «انصار الله» بمثابة شرطي البلاد يتحرك كيفما شاء. ويواجه الامن اليمني.
حالياً، يسيطر المتمردون الحوثيون بشكل شبه كامل على العاصمة اليمنية صنعاء وسط غياب شبه تام للقوات الحكومية، فيما ندد الرئيس عبدربه منصور هادي بوجود «مؤامرة» متعهداً بالعمل على استعادة «هيبة الدولة».

سيطرة الحوثين

وينتشر مئات الحوثيين المدججين بالسلاح في جميع انحاء صنعاء ويستمرون بالسيطرة على مقار الحكومة والوزارات والمؤسسات الرسمية فيما قوى الامن والجيش بعيدان عن المشهد.

وبعد ايام من توقيعهم اتفاق سلام برعاية الامم المتحدة، يتحكم المتمردون الحوثيون الذين ينتمون الى المذهب الزيدي الشيعي بمداخل العاصمة وشوارعها الرئيسية، حتى انهم ينظمون حركة السير في بعض الشوارع.

واكد شهود عيان ان الاجهزة الامنية والجيش لا تواجهان الحوثيين وعناصرهما لا يخرجون من مقارهم فيما معظم المقار الرسمية التي تسلمها الحوثيون حصلوا عليها في ظل تسليم من السلطات القيمة عليها.

من جانبه، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، «ان ما تتعرض له صنعاء هو عبارة عن مؤامرة تجر البلد الى حرب اهلية». ووعد بالعمل على اعادة هيبة الدولة.

واقام المسلحون الحوثيون نقاط تفتيش في صنعاء حيث يقومون بتفتيش السيارات. ووضعت نقاط التفتيش الرئيسية على طريق المطار في شمال صنعاء وشارع الزبيري الذي يقسم المدينة الى شطرين غربي وشرقي، اضافة الى شارعي حدة والزارعة.

وجاب المسلحون الحوثيون المدججون بالسلاح شوارع المدينة على متن مركبات رباعية الدفع، فيما انتشرت مجموعات من المتمردين امام مؤسسات الدولة برفقة مجموعات صغيرة من الشرطة العسكرية.

وكان الحوثيون سيطروا على عشرات المدرعات من مقر عدوهم الرئيسي اللواء علي محسن الاحمر، كما اقتحموا مبنى قناة سهيل التلفزيونية التابعة للقيادي في التجمع اليمني للاصلاح حميد الاحمر.

من جانبه، قال مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر ان ما حصل في صنعاء الاحد هو انهيار واضح للجيش اليمني. واضاف في مقابلة مع قناة العربية «ان معظم الاطراف لم تتوقع ان يحصل ما حصل بهذه الطريقة».

دولة برأسين
وبحسب التحليلات الخاصة بالمشهد بدا اليمن وكأنه دولة برأسين، يتحدثان عن البلاد التي مزقتها الصراعات وباتت عاصمتها في قبضة مقاتلي تنظيم أنصار الله (الجناح العسكري للحوثيي)، برئاسة عبد الملك الحوثي، بينما اعتبر الرئيس عبد ربه منصور هادي أن ما حدث في اليمن «مؤامرة كبيرة أعدت سلفاً وتحالفت فيها قوى خارجية وداخلية وتجاوزت حدود الوطن»، وذلك في أول تصريح له عقب الأحداث التي عصفت بالبلاد في الأيام الماضية.

وأضاف هادي في مؤتمر صحفي في مقر الرئاسة موجهاً حديثه لليمنيين أن «المؤامرة كبيرة، وأننا نحن وفي هذه اللحظة نشعر أن هناك مؤامرة تجاوزت حدود الوطن»، واتهم من وصفهم بـ «الانتهازيي» من الداخل بالمشاركة في المؤامرة على الوطن.

ونفى الرئيس اليمني ما سماها الشائعات التي تقول إنه تخلى عن صنعاء من أجل إعلان الدولة في عدن.

وأكد هادي أنه لا يتهرب من مسؤولياته، داعياً إلى التماسك حتى لا يضيع حلم اليمنيين بالحياة الكريمة والدولة العادلة والشراكة السياسية.

وقال إنه عندما استلم البلاد العام 2012 لم يستلم «إلا شبه دولة لسلطة مفككة، وجيش مقسم يتقاتل في الشوارع، وأمن مقسم، ومحافظات عدة خارج سيطرة الدولة».

وتابع الرئيس اليمني – الذي قاطعه بعض الحضور بالتصفيق مرات عدة – «لم يكن ممكنا إصلاح كل ذلك في عامين قضيتها في إطفاء الحرائق ووقف الحروب»، مؤكداً أنه سيمضي في تحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني».

وأشار أيضاً إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت حروبا وتوترات من دماج إلى عمران إلى صنعاء، واتهم من سماها «قوى خارجية وداخلية» بأنها تكالبت لإسقاط التجربة اليمنية في الانتقال السلمي للسلطة، متعهداً بأن لا يستسلم من أجل مستقبل البلاد، بالرغم من ضعف إمكانات الدولة.

وأردف أن صنعاء لم ولن تسقط، ولا يمكن أن تكون حكراً على أحد، ودعا في الوقت ذاته الحوثيين لتسليم مؤسسات الدولة التي استولوا عليها للسلطات اليمنية المختصة.

في الاثناء، قالت وزارة الصحة اليمنية إنها نقلت مائتي جثة من المناطق التي كانت مسرحا للقتال بين القوات الحكومية مع الحوثيين في صنعاء.

شرفاء الجيش
وفي صنعاء، نفى عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله (الحوثيون) علي القحوم وجود مؤامرة وخيانة ساهمت في تسهيل دخول قواتهم إلى العاصمة صنعاء والسيطرة على المرافق الحيوية داخلها.

وأوضح القحوم في تصريحات صحفية، أن من وصفهم بالشرفاء في الجيش والأجهزة الأمنية «أيدوا الثورة»، وساهموا من جانبهم في إنجاحها من خلال اتخاذهم القرار بعدم مواجهة «اللجان الشعبية»، في إشارة إلى قوات الحركة.

وأكد المتحدث أن وزير الدفاع بنفسه سبق أن دعا العناصر الأمنية في الجيش والداخلية لعدم مقاتلة القوات التي دخلت صنعاء، مؤكداً أن هناك تعاوناً وطيداً بين «اللجان الشعبية» والقوات النظامية في مواجهة من وصفهم بالتكفيريين الذين يهددون أمن واستقرار البلاد، على حد قوله.
من جهته، اعلن زعيم التمرد الزيدي الشيعي في اليمن عبد الملك الحوثي «انتصار الثورة» بعد ان سيطر انصاره بشكل شبه تام على صنعاء، وذلك في خطاب القاه ونقل عبر شاشات عملاقة امام مؤيديه في وسط العاصمة اليمنية.
وقال الحوثي «نبارك لشعبنا انتصار ثورته الشعبية التي أسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف في اليمن» مؤكداً انه «انتصار لكل الشعب وكل مكوناته». واعتبر ان اتفاق السلام الذي وقعت عليه جماعته التي تتخذ اسم «انصار الله»، يشكل «صيغة سياسية جديدة» للبلاد.

القاعدة على الخط
في الاثناء، وضمن ما اعتبره متابعون نوعا من خلط الاوراق، دخل تنظيم القاعدة على خط المواجهة، ونفذ عملية وصفت بانها انتصار للنظام السني، ضد الجماعة الحوثية الشيعية. فقد أكدت جماعة انصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الاثنين انها نفذت هجوماً انتحارياً في صعدة، معقل المتمردين الحوثيين الشيعة في شمال اليمن، وذلك بعدما تحدثت عن مواجهات دامية بين مقاتليها وهؤلاء المتمردين في جنوب اليمن.
وقالت الجماعة عبر موقع تويتر ان «عشرات من الحوثيين قتلوا بعدما استهدفتهم سيارة مفخخة يقودها احد عناصر انصار الشريعة». وفي وقت سابق، نقل المركز الاميركي المتخصص في رصد المواقع الجهادية (سايت) عن انصار الشريعة ان مواجهات دامية وقعت بين مقاتليها والحوثيين في جنوب اليمن.
وقالت الجماعة ان هذه المواجهات اندلعت بعدما قام مقاتلوها بخطف وقتل رجل اعمال قريب من الحوثيين في محافظة الضالع، وفق المصدر نفسه. واقام الحوثيون السبت حواجز على الطرق قبل ان تندلع معارك مع مقاتلي انصار الشريعة الذين قتل منهم اربعة. كذلك، قتل اربعة من الحوثيين.

مواجهات
وقبل ذلك، نفذ مقاتلون اخرون من انصار الشريعة المناهضة بشدة للمتمردين الشيعة، عملية اسروا فيها ثمانية من الحوثيين واقتادوهم الى جهة مجهولة. ونادراً ما تقع مواجهات مماثلة في جنوب اليمن حيث تتمتع القاعدة بنفوذ واسع بخلاف المتمردين الشيعة الذين يسيطرون في المقابل على منطقة واسعة في شمال البلاد وصولًا الى صنعاء التي دخلوها بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلين سنة يدعمهم الجيش.
وفي الاثناء اعلنت وزارة الصحة اليمنية ان مائتي شخص على الاقل قتلوا في المعارك الاخيرة في صنعاء بين المتمردين الشيعة والمقاتلين السنة من حزب الاصلاح المدعوم من الجيش. وقال مسؤول في وزارة الصحةان هذه الحصيلة لا تشمل القتلى الذين تسلمتهم عائلاتهم او اطراف النزاع.
واوضح مدير عام الطوارىء والإسعاف في وزارة الصحة «أن طواقم الوزارة قامت بإسعاف 461  مصاباً خلال الفترة نفسها تم نقلها إلى مستشفيات أمانة العاصمة ومستشفيات محافظة صنعاء بتنسيق من قبل عمليات الطوارىء المركزية في وزارة الصحة».

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق