الأسبوع الثقافي

جائزة: من ميشال شيحا الى الياس أبو شبكة

في السنة الثانية لمنح «مؤسسة ميشال زكّور» جائزة ل «أفضل كتاب لبناني حول الأدب والفكر اللبنانيين»، تسلّم الشاعر هنري زغيب الجائزة لهذه السنة 2014، عن الأدب اللبناني، على كتابه «الياس أبو شبكة من الذكرى الى الذاكرة» الصادر عن «منشورات درغام». كما تسلّم الدكتور نبيل خليفة الجائزة عن الفكر اللبناني على كتابه «ميشال شيحا أول أنبياء لبنان وآخر أنبياء فلسطين» الصادر عن «دار بيبلوس للدراسات». ونوّهت لجنة الجائزة بالكتابين الفائزين اللذين أضاء فيهما، زغيب وخليفة، على علمين لبنانيين (أبو شبكة وشيحا) عاصرا ميشال زكّور في المجالين الفكري والسياسي والأدبي الصحافي. وتم تسليم الجائزة في احتفال أقامته المؤسسة في «فيلا عودة»، وأداره الإعلامي والناشر أنطوان سعد.

من هنا، ألقى المحامي والكاتب الكسندر نجار، كلمة لجنة الجائزة، مشيراً الى أن «مؤسسة ميشال زكّور» ارتأت أن تتوّج كتابين اثنين: الأول في مجال الدراسة الأدبية، والآخر في مجال الدراسة التاريخية، يجمع بينهما تناولهما علمين عايشا ميشال زكّور، هما: ميشال شيحا الذي واكب مغامرة الدستور، والياس أبو شبكة الذي واكب مغامرة «المعرض».

من ميشال شيحا الى الياس أبو شبكة
واعتبر نجار، ان كتاب نبيل خليفة حول ميشال شيحا، يبيّن أبعاد شيحا الفكرية والسياسية، ورؤيته التي تعتبر من أعمدة تاريخ لبنان الحديث. وفي هذا الكتاب يشدّد خليفة على صوابية أفكار شيحا، إن لجهة الطائفية أو قضية فلسطين أو دور لبنان في بيئته العربية وفي حوض البحر الأبيض المتوسط.
كما اعتبر نجار، ان كتاب هنري زغيب، أدخلنا الى عالم أبو شبكة الشاعر والناثر والعاشق الذي غاب باكراً، تاركاً قصائد خالدة تذكّرنا بالشعراء الرومنطيقيين في فرنسا، خصوصاً بعالم بودلير الذي أوحى له عنوان ديوانه «أفاعي الفردوس».

مفكران يتكاملان ولا يتناقضان
في كلامه المطول، دار الدكتور نبيل خليفة، حول ثلاثة عناوين، هي: ميشال شيحا والأمة اللبنانية – ميشال زكّور والأمة اللبنانية – العلاقة بين معركة الميشالين (زكّور وشيحا) في الماضي من أجل الأمة والكيان اللبنانيين وما يجري الآن من أحداث في لبنان والمنطقة؟
ويتبيّن من كلامه، أولاً: ان ميشال شيحا وميشال زكّور يمثلان الخط التاريخي الأصيل للفكر اللبناني. ثانياً: أنهما مفكران يتكاملان ولا يتناقضان. ثالثاً: أن ميشال شيحا يمثّل التأمل الفكري الدستوري اللبناني الهادىء، وأن ميشال زكّور يمثّل الحركية النضالية الدستورية اللبنانية الدينامية.
ولطالما سأل نبيل خليفة نفسه: ماذا بقي، أو ماذا سيبقى من ميشال زكّور وميشال شيحا لنا ولأجيالنا الآتية؟ وكان جوابه الواضح والحاسم: وهل سقط أي شيء ممّا قاله وفعله ميشال زكّور وميشال شيحا من أجل الأمة اللبنانية؟
وخلص الى القول، نحن إذاً موضوعون جميعاً أمام جدّية التاريخ، كما كان يقول هيغل، نحن في حضرة مفكرين عملاقين جذّرا الفكر اللبناني وشرّفا تاريخ لبنان. المجد والخلود لهما.

«ألفتى المتمرد» في وجه الإنتداب
أما الشاعر هنري زغيب، فتحدث عن ميشال زكّور ومجلته «المعرض» وأعدادها النارية، شاهرة لبنانيتها في وجه الإنتداب… فانتفض زكّور ضده لا راضياً إلا باستقلال لبنان التام، مقلقاً لأجله راحة مفوضين فرنسيين وموظفيهم، حتى ضجّ منه الكونت دومارتل وسمّاه «الفتى المتمرد».
وخلص زغيب الى القول، هنيهات أمضى بيننا، ثم تأبّط حزمة «معرضه» وقلمه وخرج، لكنه دخل القلوب والنفوس، بلبنانيته الناشبة نجماً في ليل لبنان، ليبقى – مع ميشال شيحا نبي الأمة اللبنانية ومع الياس أبو شبكة – حضوراً حيّاً يمتد من هلّة الذكرى الى هلال الذاكرة.

تلاق بين زكّور وشيحا وأبو شبكة
أما مؤسس الجائزة، مكرم زكّور، فقد لفت الى ان لجنة الجائزة اختارت كتاب الدكتور نبيل خليفة «ميشال شيحا أول أنبياء لبنان وآخر أنبياء فلسطين» لما فيه من تلاق مع رؤية ميشال زكّور حول لبنان الذي تصوّره وحلم به: الاستقلال، الديمقراطية، الجمهورية، الحرية في ميادينها، الإنفتاح على العرب والعالم، تأييد الحق العربي في فلسطين، اللاطائفية، والتعايش الإسلامي المسيحي. وتلك كانت فكرة «الكتلة الدستورية» التي مثّلها تفكيراً وتنظيراً ميشال شيحا، وكان زكّور أحد أعمدتها ولولبها المحرّك.
كما لفت مكرم زكّور، الى ان اللجنة اختارت كتاب الشاعر هنري زغيب «الياس أبو شبكة من الذكرى الى الذاكرة» لكون أبو شبكة من ركائز «معرض» زكّور، وفي مكاتبها تأسست «عصية العشرة» من أربعة عاملين فيها: ميشال أبو شهلا – فؤاد حبيش – الياس أبو شبكة – خليل تقي الدين.
وتذكّر مكرم زكّور في سياق كلامه، عبارة الياس أبو شبكة في الوفاء:«إني لا أعرف صحافياً أخلص لعقيدته اللبنانية وثابر على هذا الإخلاص كصاحب «المعرض»… فمن يتصفح جريدة «المعرض» منذ نشأتها الى آخر نشرة من حياتها الشريفة، يرى روح ميشال زكّور متجسّدة فيها، تتمشى في صفحاتها على غرار واحد، ودستور واحد، وعقيدة واحدة».

اسكندر داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق