دولياتعالم

واشنطن تقر بـ «خلافات جوهرية»: جولة مباحثات نووية بين ايران و«5+1»

من المفترض ان تكون الجولة الجديدة من المحادثات النووية بين ايران ومجموعة «5+1» قد انطلقت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. هذه الجولة قد تكون مختلفة بشكل كبير عن سابقاتها، لجهة توتر الازمات بين الجانبين، على خلفية تطورات داعش، وقبل ذلك في ما يخص الاتفاق النهائي الذي اخفق الطرفان في ابرامه، والذي انتهى بتمديد المهلة التي كانت محددة مسبقاً.

غادر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ايران الثلاثاء الفائت متوجهاً الى نيويورك حيث تستانف المحادثات مع القوى العظمى حول الملف النووي الايراني على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وفي البرنامج المقرر للزيارة، يلتقي ظريف على غداء عمل مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون المنتهية ولايتها من اجل «تحديد شروط مواصلة المحادثات» بين ايران ومجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا)، حسبما اوضح نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي
وبحسب البرنامج المعد مسبقاً، يكون الاجتماع بين ايران ومجموعة 5+1 يومي الاربعاء والخميس على هامش الجمعية العامة.

خلافات جدية
وصرح عراقجي ان «الاختلافات بين الطرفين جدية، واعرب عن امله ان يتم تحقيق تقدم في ضوء المشاورات التي اجريت مع الاميركيين والروس والصينيين». واشار الى انه «من غير المحتمل» التوصل الى اتفاق نهائي في نيويورك.
ويهدف استئناف المفاوضات للتوصل الى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر).
ويعتبر حجم برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم والجدول الزمني لرفع العقوبات الدولية من المواضيع الرئيسية التي تثير الخلاف. فطهران تريد في النهاية حيازة برنامج تخصيب يتيح لها تشغيل محطات توليد الكهرباء ومركز الابحاث حول السرطان وفي الزراعة والصناعة، الامر الذي يرفضه الغربيون.
وبعد سلسلة من ست جولات مفاوضات منذ شباط (فبراير) يبدو ان ايران ومجموعة «5+1» توصلتا الى تقريب مواقفهما حول بعض النقاط لا سيما مفاعل المياه الثقيلة في اراك الذي يفترض ان ينتج البلوتونيوم الذي يستخدم في صنع القنبلة الذرية وحول الزيادة في عمليات تفتيش المواقع النووية الايرانية.
في الاثناء، قالت وزارة الخارجية الأميركية  إن المحادثات الجارية بين مجموعة الدول الست وإيران حول برنامج طهران النووي أحرزت بعض التقدم إلا أنه لا يزال هناك تباعد في بعض القضايا الجوهرية.

مقترحات اميركية
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف أن واشنطن قدمت مقترحات من أجل حل هذه القضايا، مضيفة «حققنا تقدماً في بعض القضايا لكننا لا نزال متباعدين في بعض القضايا الجوهرية» التي يجب أن تحل، معتبرة ان ذلك «يمثل تحدياً صعباً».
واضافت «نعتقد أننا طرحنا على الطاولة مقترحات منصفة ومنطقية لقد حاولنا أن نكون خلاقين جداً، وفعلنا ذلك لأنه لا يوجد إجابة صحيحة واحدة حول ذلك».
وأشارت الى أنه على إيران أن «تتخذ بعض القرارات حول ما ينوون فعله ليبرهنوا للعالم ما يقولون من أنهم لا يريدون سلاحاً نووياً».
وحول وجود أي تنسيق بين واشنطن وطهران بشأن محاربة تنظيم داعش نفت هارف ذلك، قائلة «ندرك أن العراق يرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران وذلك ما جعلنا نقول إننا منفتحون للتحدث مع الإيرانيين حول ما يحدث في العراق لكن ليس التنسيق معهم وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بل لتشجيعهم على دعم الحكومة العراقية الجديدة.
وعشية استئناف المفاوضات، اعلنت رئيسة فريق المفاوضين الأميركيين حول البرنامج النووي الإيراني الثلاثاء أن المستوى الحالي لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم غير مقبول. وأقرت ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي في خطاب ألقته في جامعة جورجتاون بواشنطن بأنه بعد أشهر من المفاوضات المكثفة تمكن الطرفان من «تحديد أجوبة محتملة لبعض المسائل الجوهرية»، لكنها حذرت من «مشكلات أخرى محورية بما فيها نطاق ومستوى قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم».

تعليق العقوبات
وبينما تستعد إيران ومجموعة «5+1» لمفاوضات جديدة، قالت شيرمان إنها تتوقع من طهران أن «تحاول إقناع العالم بأن الوضع القائم حول هذه المسألة (القدرة على التخصيب) المحورية ينبغي أن يكون مقبولاً».
وقالت شيرمان إن «العالم سيوافق على تعليق العقوبات ورفعها فقط في حال باشرت إيران عملية مقنعة وقابلة للتحقق لتثبت أن برنامجها النووي سلمي تماماً وسيبقى كذلك».
وتجري المحادثات في نيويورك على مستوى المديرين السياسيين، غير أن وزراء خارجية الدول المعنية قد يلتقون الأسبوع المقبل أثناء وجودهم في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وينتظر أن تلتقي مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك، بحسب الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أيضاً انعقاد جلسات مفاوضات أخرى «في الأيام التالية» وفق «صيغ مختلفة» لدى وفد الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة.
وكان المفاوضون الإيرانيون والأوروبيون التقوا في 11 أيلول (سبتمبر) الجاري في فيينا لتبادل وجهات النظر. وصرح المفاوض الإيراني عباس عراقجي في ختام الاجتماع بأن الخلافات بين الطرفين ما زالت «كبيرة».

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق