سياسة لبنانية

جعجع : الفراغ الرئاسي خطير جداً وليتوقف البعض عن استخدام داعش لتحقيق مكاسب سياسية

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في حديث مع صحيفة “Il Mattino” الإيطالية ينشر غداً، ان «الفراغ الرئاسي لا يؤثر فقط على موقع رئاسة الجمهورية وحسب، بل أيضاً على الحياة السياسية في البلاد. فالشلل المؤسساتي له آثار عديدة، سواء على الوضع العام أو على الاقتصاد اللبناني»، واصفاً الفراغ الرئاسي بـ «الخطير جداً والضار، ونحن نسعى ونعمل جاهدين لملء هذا الفراغ في أقرب وقت ممكن».
واعتبر ان «النائب العماد ميشال عون، على الرغم من عدم الإعلان رسمياً عن ترشحه، هو من بين المرشحين الرئيسيين الى الرئاسة ومدعوم من تحالف فريق 8 آذار».
وعن الحوار بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، أكد انه «كان يجب أن يبدأ هذا الحوار منذ فترة طويلة، ولكن كما يقول المثل الفرنسي «الأفضل أن يأتي متأخراً من ألا يحصل أبداً»، فنحن نحاول أن نتجاوز الانقسامات السياسية القائمة، فالبرامج السياسية للحزبين في بعض الحالات تقع على طرفي نقيض، ومع ذلك، فإننا نعمل بنشاط لإيجاد أرضية مشتركة، وأعتقد أننا حتى الآن نجحنا».
وعن الوضع العام في لبنان في ظل ما يجري على الحدود الشرقية، قال: «بالنظر إلى ما يحدث في جميع أنحاء المنطقة، وخصوصاً في العراق وسوريا، يمكننا القول أن الوضع في لبنان لا يزال مستقراً، على الرغم من غياب رئيس للجمهورية، وبالتالي ما يجب علينا القيام به كلبنانيين هو الابتعاد عن نار التوتر والصراع في الجوار»، مشيراً الى ان «الجيش اللبناني يلعب دوراً رئيسياً في ضمان الأمن والاستقرار في لبنان بينما منطقة الشرق الأوسط تغلي».
وحول موضوع اللاجئين السوريين، اعتبر ان «وجود اللاجئين السوريين في لبنان بات عبئاً ثقيلاً على البلد، مع العلم أنه كان يمكن تجنب هذا العبء لو تم ضبط الحدود منذ انطلاق الأزمة في سوريا ولكن التدابير التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في الأشهر الخمسة الماضية ساهمت بالحد من وطأة هذا العبء».
ولفت الى ان «لبنان استقبل اللاجئين السوريين وفتح لهم أبوابه من الناحية الانسانية، ولكن هذا لا يعني أن هذا اللجوء يجب أن يستمر الى ما لا نهاية، وخصوصاً ان هناك مناطق بأكملها في سوريا لا يحصل فيها اشتباكات وقد تحررت من سيطرة نظام الأسد، أو العكس يوجد مناطق تحت سيطرة النظام، لذا من واجب الحكومة اللبنانية أن تبدأ بطرح عودة اللاجئين إلى مدنهم ومناطقهم، وخصوصاً في المدن التي تمت السيطرة عليها من قبل المعارضة في سوريا مثل إدلب».
وطمأن الى انه «ليس هناك خوف من تكرار ما حدث في عام 1975 مع اللاجئين الفلسطينيين باعتبار أن الفلسطينيين شكلوا حينها مجموعات مسلحة كبيرة داخل المخيمات التي تحولت إلى معسكرات للتدريب. أما بالنسبة الى اللاجئين السوريين، فلا توجد مخيمات كبيرة لهم، ولا يقيمون معسكرات تدريب، والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية تقوم بمراقبتهم بشكل جيد».
وعن الآثار المترتبة على مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية، شدد على ان «أثر تورط حزب الله في القتال في سوريا خطير جداً على لبنان، فالانفجارات والهجمات التي وقعت في لبنان ومحاولة المسلحين السوريين مهاجمة بعض القرى اللبنانية على الحدود ليست سوى أمثلة قليلة تدل على مدى تأثير تدخل الحزب في سوريا»، مشيراً الى انه «يجب علينا أيضاً النظر في الآثار المترتبة على تورط حزب الله في الأزمة السورية في المدى الطويل بحيث سيقع التأثير الرئيسي على المجتمع الشيعي اللبناني، فإن الغالبية العظمى من الشعب السوري تعتبر ان حزب الله جر الشيعة اللبنانيين لمقاتلتهم، ولماذا؟ للدفاع عن نظام عنيف وبلا رحمة».
وعن خطر وصول «داعش» الى لبنان، قال: «ان «داعش» هي أسوأ منظمة إرهابية لم يشهد مثلها التاريخ منذ عصور مضت، ولكن نقطة ضعفها الرئيسية هي في هذه الهمجية والوحشية التي تعتمدها، ولأنها تتصرف بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب لا يمكنها بالتالي أن تنتشر وتنمو كمنظمة».
وأضاف: «إن الشرق الأوسط اليوم هو في حال من الفوضى والتوتر، الأمر الذي سمح لداعش بالانتشار، ولو بشكل محدود، كما هو حاصل في العراق أو في سوريا. ومع ذلك، لا نستطيع أن نقول حتى الآن أن داعش وصلت الى لبنان، والأهم من ذلك يجب علينا أن نولي اهتماماً كبيراً لمنع بعض الأفراد في لبنان من تبني ايديولوجية داعش، ولكن لسوء الحظ، تصرفات البعض تعزز هذا الخطر بدلاً من الحد منه».
وتابع: «أما بالنسبة الى لبنان، فالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية تقوم بحراسة الحدود والدفاع عنها كما يجب على الحدود الشمالية والشرقية، وانطلاقاً من هنا يجب على البعض التوقف عن استخدام «داعش» لترويع السكان وتحقيق مكاسب سياسية».
وعن الدور الذي يمكن أن تضطلع به الدول الغربية لحماية الوجود المسيحي في لبنان، أجاب: «إن وجود المسيحيين في لبنان هو في غاية الأهمية بالنسبة الى المنطقة بأسرها، فمسيحيو لبنان بالنسبة الى المنطقة هم عامل غنى مميز ومصدر لتعدد الثقافات، الذي يثري السياق الثقافي والحضاري في المنطقة. فلبنان يختلف عن كل الدول العربية لأن المجتمع المسيحي فيه نشط وفعال، صحيح ان هناك مسيحيين في البلدان العربية الأخرى، ولكنهم ليسوا ناشطين كما هو الحال في لبنان. لهذا، تنظر الدول العربية بإعجاب وفخر الى لبنان ولتنوعه الثقافي والاجتماعي والسياسي. وبالتالي ما ينبغي ان تقوم به الحكومات الغربية للدفاع عن الوجود المسيحي هو الحفاظ على هذا التنوع الحضاري، ولكن للأسف فإن حسابات الحكومات الغربية كثيراً من الأوقات هي حسابات مبنية على المصالح وليس على المبادىء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق