أبرز الأخبار

سوريا: المعارضة تستكمل سيطرتها على القنيطرة والنظام يكثف غاراته الجوية

يبدو ان اهم الرسائل التي ترغب المعارضة السورية في ارسالها الى العالم، انها ليست في خصومة آنية مع اسرائيل، وان خصومتها تنحصر بالنظام السوري. هذا ما تأكد على مدى الاسابيع القليلة الفائتة، سواء من خلال التصريحات المباشرة لرموز معارضة، او من خلال الاجراءات والترتيبات، ومن بينها الافراج عن جنود حفظ السلام الذين تم اسرهم عند نقطة العبور بين اسرائيل وسوريا في الجولان المحتل.

فقد سيطر مقاتلون سوريون معارضون بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، على غالبية الجانب السوري من هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل اجزاء منها، في محافظة القنيطرة في جنوب سوريا.
وتمكن المقاتلون منذ اواخر آب (اغسطس)، من السيطرة تباعاً على مناطق في محافظة القنيطرة، لا سيما المعبر الحدودي مع الجزء الذي تحتله اسرائيل منذ العام 1967.
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، «النظام يتقهقر امام جبهة النصرة والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، وبات قاب قوسين من فقدان سيطرته على كامل الجولان المحرر».

نفي المعارضة
من ناحية ثانية، وفي خطوة لحفظ ماء الوجه، ومحاولة نفي العلاقة مع اسرائيل،  تبرأ الائتلاف السوري المعارض، من كمال اللبواني العضو المستقيل منه، والذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الائتلاف الوطني له موقف ثابت في ما يتعلق برفض الاحتلال الإسرائيلي.
وفي بيان أصدره، اعتبر الائتلاف أن زيارة اللبواني المستقيل من الائتلاف مطلع العام الجاري، إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي؛ تصرف شخصي لا علاقة له بمواقف الشعب السوري، ولا بالائتلاف أو المعارضة السورية.
وأوضح البيان أن جميع مواقف وتصريحات اللبواني هي مواقف وتصريحات شخصية ولا تعبر إلا عن رؤيته الخاصة.
وأثارت زيارة كمال اللبواني المعارض السوري البارز، ومشاركته في مؤتمر لمكافحة الإرهاب في إسرائيل ردود أفعال متباينة لدى المعارضين السوريين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تعد زيارته أول زيارة معلنة لسياسي سوري إلى إسرائيل التي تعتبرها دمشق عدواً أولاً لها وتحتل جزءا من أراضيها منذ عام 1967.
وظهر اللبواني المعارض السوري والعضو المستقيل من الائتلاف على شاشة «قناة 124» الإسرائيلية الناطقة بالعربية في لقاء خارج قاعة مؤتمر حول سياسات مكافحة الإرهاب، عقد في مدينة هرتسليا شمالي تل أبيب.
وأشار الائتلاف إلى أن موقفه ثابت في ما يتعلق برفض الاحتلال الإسرائيلي، وهو ملتزم بالمبادىء التي تبنّاها الشعب السوري طوال عقود في هذا الشأن، وأن مواقفه تلك منسجمة مع الموقف العربي المبدئي، وقرارات مجلس الأمن، بما يتلخص في الالتزام بمبدأ تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري الذي تحتل إسرائيل نحو ثلثي مساحته منذ عام 1967.

اسباب الزيارة
وقال اللبواني خلال المقابلة مع القناة الإسرئيلية التي تداولها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، عن سبب وجوده في إسرائيل ومشاركته في المؤتمر أنا هنا لأن الغائب الوحيد عن القرار الدولي اليوم هو الشعب السوري، فيجب أن نُسمع صوته وأن ننقل معاناته، ونقول إن هناك شعباً معتدلاً قادراً على أن يكون شريكاً في التحالف الدولي ضد الإرهاب. عودة الى المعلومات التي ادلى بها رئيس المرصد، فقد اوضح ان جبهة النصرة ومقاتلين معارضين سيطروا «على قرية الرواضي وبلدة الحميدية الواقعة في الجولان السوري المحرر، عقب اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، وبذلك «يكون النظام قد فقد السيطرة على نحو 80 % من قرى وبلدات ريف القنيطرة».
وبحسب المرصد، ما يزال النظام يسيطر على مدينة خان ارنبة ومدينة البعث وبلدتي الخضر وجبا، اضافة الى مقر «اللواء 90»، وهو لواء عسكري منتشر في المنطقة.
واشار المرصد الى ان القوات النظامية والمسلحين الموالين لها «يحاولون باستماتة استعادة السيطرة على المناطق التي فقدوها في ريف القنيطرة».
واضاف عبد الرحمن ان هذه المحافظة «قد تصبح قريباً المحافظة الثانية التي تخرج عن سيطرة النظام السوري» منذ اندلاع النزاع في البلاد قبل اكثر من ثلاثة اعوام، بعدما بات تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف يسيطر على كامل محافظة الرقة.
وحقق مقاتلو المعارضة تقدما في الفترة الماضية في المحافظة، وسيطروا على معبر القنيطرة الحدودي في 27 آب (اغسطس). وأفرجت جبهة النصرة الخميس عن 45 جندياً فيجياً من قوة حفظ السلام، خطفتهم جبهة النصرة غداة سيطرتها على المعبر.
وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالي 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية التي اعلنت ضمها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. وتبلغ مساحة الجزء غير المحتل نحو 512 كلم مربعاً.

قصف جوي
الى ذلك، واصل الطيران الحربي السوري قصف مناطق عدة من البلاد تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وافاد المرصد ان الطيران شن عشر غارات على الأقل على مناطق في ريف ادلب (شمال غرب)، استهدفت ثلاث منها كلاً من مدينة معرة النعمان وبلدة كفروما.
كما شن الطيران ثماني غارات على بلدة كفرزيتا في ريف حماة (وسط)، واربع غارات على حي جوبر في شرق دمشق حيث تحاول القوات النظامية التقدم على حساب مقاتلي المعارضة.
في الاثناء، أكد نشطاء سوريون معارضون أن قوات النظام السوري استهدفت حي جوبر في دمشق بقنابل تحتوي على مادة الكلورين السامة. يأتي ذلك فيما الاشتباكات مستمرة على أطراف الحي في محاولة من القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على مواقع انسحبت منها.
وفي ريف حلب، بث ناشطون صوراً تظهر مجموعة من مقاتلي الجيش الحر، تستهدف مقار تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الحصي، فيما ألقت طائرات تابعة للنظام برميلين متفجرين على حي مساكن هنانو في حلب.
الى ذلك، واصل الطيران الحربي السوري قصف مناطق عدة من البلاد، تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وافاد المرصد أن الطيران شن عشر غارات على الاقل على مناطق في ريف ادلب، استهدفت ثلاث منها كلاً من مدينة معرة النعمان وبلدة كفروما.
كما شن الطيران ثماني غارات على بلدة كفرزيتا في ريف حماة، واربع غارات على حي جوبر في شرق دمشق، حيث تحاول القوات النظامية التقدم على حساب مقاتلي المعارضة. وسجلت غارات ايضاً للطيران الحربي على دير الزور استهدفت قاعدة تدريب لمقاتلي الدولة الاسلامية، واسفرت عن مقتل ثمانية منهم على الاقل. وأدى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام، الى مقتل اكثر من 191 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.

موقف سوري
في سياق آخر، اعتبرت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد، ان بلادها «لا بد» ان تكون جزءاً من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية لمواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية».
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن فجر الخميس حملة «بلا هوادة» على التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مبدياً عزمه على توجيه ضربات جوية ضده في سوريا، وتوفير الدعم للمعارضة المسلحة «المعتدلة» ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقالت شعبان ان «الارهاب لم يبدأ اليوم في سوريا بل منذ اربع سنوات – في اشارة الى تاريخ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار (مارس) 2011 -، ولا بد ان تكون ضحيته دمشق، والمتضرر منه عنصراً اساسياً في محاربته».
وفي تصريحات نشرتها وسائل اعلام سورية، رأت شعبان ان خطاب اوباما «احتوى العديد من الثغرات ولم يتضمن شيئاً جديداً»، مشيرة الى ان «القرار الدولي رقم 2170 اتخذ بالاجماع في مجلس الامن (منتصف آب – اغسطس)، ولذلك من المفترض ان تكون كل الاطراف التي وافقت عليه جزءاً من مكافحة الارهاب».
واضافت ان «الولايات المتحدة استثنت روسيا والصين (حليفتي النظام السوري) من الدعوة الى مكافحة الارهاب، وهذا يشكل ثغرة ثانية».
واعتبرت شعبان ان «الدول التي كانت أساسية في دعم وتسليح وتمويل الإرهاب في سوريا، كانت جزءاً أساسياً» من الاجتماع، مشيرة الى ان «قرارهم بتدريب الإرهابيين بعد تسميتهم بـ «معارضة معتدلة» لا يعني أن هؤلاء الذين يحملون السلاح ضد الشعب والدولة في سوريا ليسوا مجرمين أو إرهابيين».
وقالت شعبان ان «أي قوى مهما كانت عظيمة لا تستطيع أن تحارب الإرهاب من وراء البحار أو بالطائرات فلا بد لها أن تسأل وتتواصل مع ضحايا الإرهاب والذين يعانون منه».
واعتبر وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر الخميس ان اي عمل عسكري ضد «الدولة الاسلامية» ينفذ في سوريا دون موافقة النظام او التنسيق معه، سيعد بمثابة «اعتداء».
ويسيطر التنظيم المتطرف بشكل كامل على محافظة الرقة في شمال سوريا، وغالبية محافظة دير الزور (شرق)، اضافة الى مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

دمشق – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق