أبرز الأخباررئيسي

الحوثيون يطورون «عصيانهم المدني» وسلاح الجو يلاحق مسلحيهم في «الجوف»

في حين واصل الحوثيون عصيانهم المدني، وطوروا من اساليب تمردهم، داخل العاصمة صنعاء، ومحيطها، اطلق سلاح الجو اليمني حملة ملاحقة لمسلحيهم في محافظة الجوف، ما ادى الى سقوط اكثر من مائة قتيل بين صفوفهم. وفي الاثناء، تشير التقارير الى وصول الحوار الى طريق مسدود.

فقد شهدت العاصمة صنعاء تشديدات عسكرية وأمنية إضافية بعد إعلان الحوثيين إغلاق مداخل العاصمة صنعاء أمام السيارات التي تحمل لوحات حكومية أو تابعة للجيش.
وأغلق مسلحو الحوثي مداخل العاصمة صنعاء أمام السيارات التي تحمل لوحات حكومية أو تابعة للجيش، وذكرت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين أن القرار يأتي في إطار ما أسمته بـ «التصعيد» ضد الحكومة، ورداً على محاولة قوات الأمن فض اعتصام الحوثيين في شارع المطار بصنعاء، فيما توسعت مخيمات الحوثيين إلى شوارع قريبة من وزارة الداخلية وأغلقوا بشكل كامل الشوارع المؤدية منه إلى مطار صنعاء الدولي.
وفي الاثناء، انتشرت وحدات من الجيش وقوات أمنية في شوارع العاصمة صنعاء، وتركزت في مناطق الحصبة، والجراف، وشارع الستين، والقيادة، ومطار صنعاء، إضافة إلى المداخل الرئيسة التي تربط العاصمة بالمحافظات الأخرى.
وقالت اللجنة الأمنية العليا إن الحوثيين نصبوا الكثير من الخيام في شارع المطار بأمانة العاصمة، مما أدى إلى إغلاق الطريق وتعطيل حركة السير المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي وحركة السير في الشارع الرئيسي. واتهمت اللجنة الأمنية الحوثيين بإغلاق الطريق أمام وزارتي الكهرباء والاتصالات وتقنية المعلومات وإخراج الموظفين من الوزارتين بالقوة ومنعهم من الدخول إليهما. مؤكدة أنها لن تسمح لأي جهة بإقلاق الأمن والسكينة العامة والإضرار بمصالح ومكتسبات الوطن والمواطنين، وقطع الطرقات وتعطيل حركة سير المواطنين ومنعهم من الوصول إلى مقار أعمالهم.

مقتل متظاهرين
في الاثناء، قتل سبعة متظاهرين عند اطلاق الشرطة اليمنية النار لتفريق مجموعة من المحتجين الموالين للمتمردين الحوثيين الشيعة كانوا يحاولون اقتحام مقر مجلس الوزراء في وسط صنعاء، بحسبما افاد مصدر من الحوثيين.
من جهته، اكد مصدر من وزارة الداخلية في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان مجموعة من الحوثيين حاولوا الدخول بالقوة لاقتحام المجلس، غير أن قوات الأمن المكلفة بحراسة المجلس قامت بواجبها القانوني ومنعتهم من ذلك.
وكان الالاف من انصار الحوثيين الذين يتابعون تحركهم الاحتجاجي التصعيدي ضد الحكومة منذ 18 اب (اغسطس)، خرجوا في تظاهرة من ساحة التغيير باتجاه مقر مجلس الوزراء في وسط صنعاء. وتفرعت التظاهرة الى تظاهرات صغيرة قامت بقطع عدد من الطرقات في وسط صنعاء فيما توجهت مجموعة باتجاه مقر مجلس الوزراء. وفي المقابل، استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المحتجين. وذكر الشهود ان الشرطة نجحت في صد المحاولة الا ان المتظاهرين حاولوا اعادة تنظيم صفوفهم لاقتحام المبنى مجددا. ورفعوا شعارات تمس الامن الوطني، وتتعداه نحو امن البعض من دول الجوار.
وسبق ان اغلق انصار الحوثيين المداخل الى وزارتي الكهرباء والاتصالات اللتين توقفتا عن العمل منذ يومين.
وكانت قوات الامن استخدمت قبل ذلك، الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، والرصاص الحي ايضاً، لمنع المحتجي
ن من التقدم الى وزارة الداخلية ولحثهم على فتح طريق المطار التي يغلقونها منذ صباح الاحد، ما اسفر عن سقوط قتيل واكثر من اربعين جريحاً.

قلق سعودي
وفي سياق متصل، اكدت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان الرئيس عبد ربه منصور هادي تلقى اتصالاً من وزير الخارجية السعودي الذي اكد استياء المملكة من «عدوان» الحوثيين. واكد الامير سعود الفيصل قلق السعودية البالغ إزاء التصعيدات الخطيرة التي تمارسها ميليشيات الحوثيين في العاصمة صنعاء وحولها وكذلك في محافظتي الجوف ومأرب، وأكد استياء المملكة ومجلس التعاون الخليجي من هذه الأساليب المتسمة بالعدوان على المجتمع اليمني.
وأكد الامير سعود ان أمن واستقرار ووحدة اليمن تمثل أهمية استراتيجية للمملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي وكذلك أيضاً المجتمع الدولي برمته.
كما اعتبر ان المساس بامن واستقرار اليمن تحت أي ذريعة إنما يمثل أجندة تختبىء وراءها مؤامرة تهدف إلى زعزعة المنطقة كلها على أساس أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة ومجلس التعاون الخليجي.
في سياق آخر، اعلن مسؤول أمني يمني رفيع امس إن مائة مسلح حوثي قتلوا في غارات للطيران الحربي خلال يومين في محافظة الجوف شمالي البلاد. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأناضول أن غارات الطيران الحربي اليمني التي استهدفت مواقع لمسلحين حوثيين في مديرية الغيل بمحافظة الجوف أدت خلال اليومين الماضيين إلى مقتل 100 مسلح حوثي.
ومنذ أشهر، تشهد الجوف مواجهات بين الجيش واللجان الشعبية الموالية له، وجماعة الحوثي من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وتكمن أهمية الجوف في قربها من محافظة مأرب التي تقع فيها حقول النفط والغاز، والتي تعد الرافد الأكبر لميزانية اليمن.

الحرب الى نهاية
وذكر محافظ الجوف الشيخ محمد بن سالم الشريف في تصريحات صحفية، أن الحرب مع الحوثيين ستنتهي خلال أيام، وانها ستنتقل قريباً إلى محافظة صعدة. مشيراً إلى أن أكثر من 80 مسلحاً من الحوثيين قتلوا إضافة إلى المئات من الجرحى، في غارات شنها الطيران الحربي على مواقعهم في منطقة الغيل والمصلوب خلال اليومين الماضيين، فيما تصدى الجيش واللجان الشعبية الموالية لحزب الإصلاح منذ الخميس الماضي لهجمات عدة شنها الحوثيون للسيطرة عليها مستخدمين الدبابات والمدرعات التي استولى على عدد منها مقاتلو اللجان الشعبية. واكد أن تدخل الطيران الحربي كان له أثر كبير في تدمير مواقع وأسلحة الحوثيين، ومنعهم من السيطرة أو التقدم في منطقة الغيل والساقية.
وكشف المحافظ عن توجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي لوزارتي الدفاع والداخلية والقوات الجوية بمساندة اللجان الشعبية وقوات الجيش والأمن في الحرب ضد الحوثيين، موضحاً بأن الرئيس هادي عقد اجتماعا يوم الأحد الفائت بصنعاء، ضم محافظي الجوف ومآرب، وقيادات المنطقة العسكرية الثالثة، وقادة محور الجوف، لمناقشة الأوضاع الأمنية هناك، وأصدر توجيهات صريحة لوزارتي الدفاع والداخلية والقوات الجوية لدعم اللجنة الأمنية بالعتاد العسكري والقوة البشرية للقضاء على الحوثيين وطردهم من محافظة الجوف وتأمين منطقة مجزر التابعة لمحافظة مأرب النفطية.
واضاف ان الحوثيين يستخدمون أسلحة متطورة وحديثة نهبوها من معسكرات الجيش في صعدة وعمران، وانه تم الاستيلاء على عدد منها خلال الأيام الماضية. وعن الوضع الإنساني ذكر المحافظ: إن المئات من السكان نزحوا من قراهم خصوصاً في منطقة الغيل والمصلوب التي أصبحت خالية من السكان مهجورة، ويعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل غياب كامل للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
ويبلغ عدد سكان محافظة الجوف المحاذية للمملكة العربية السعودية جنوباً، نحو أكثر من نصف مليون نسمة، ومنذ أربعة أشهر بدأت المواجهات المسلحة بين الجيش المسنود بأبناء المناطق وجماعة الحوثيين، لكنها كانت متقطعة، حتى تجددت في 29 تموز (يوليو) الماضي، واشتدت ضراوتها خلال الأسبوع الماضي.

اقالة قائد عسكري
من جانب آخر، أقال الرئيس هادي قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي من منصبه لأسباب تتصل بالانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة صنعاء، وأكدت وزارة الداخلية أن وزير الداخلية اللواء حسين الترب كلف اللواء الدكتور محمد منصور الغدراء بقيادة قوات الأمن الخاصة، التي تعتبر أقوى الوحدات الأمنية داخل العاصمة من حيث العتاد والقوة البشرية.
وفي محافظة مأرب شرق البلاد فجر مسلحون قبليون أنبوب نفط في نقطة كيلو 36 بمديرية الوادي، وأفادت مصادر أمنية أن عناصر تخريبية مجهولة قامت بعملية تخريبية لأنبوب النفط، وتتسبب عمليات تفجير أنابيب النفط في خسائر اقتصادية كبيرة للحكومة التي تعيش أزمة مالية خانقة وتعتمد على النفط مورداً رئيساً للدخل القومي.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق