رئيسيمفكرة الأسبوع

تعزيز الروابط والعلاقات بين سلطنة عمان والاتحاد الأوربي في ندوة الاقتصاد الأزرق

اكد السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية في سلطنة عمان أن ندوة الاقتصاد الأزرق تعد الأولى من نوعها في ما يتعلق «بالاقتصاد الأزرق» وهي ذات صلة بكل الأنشطة الاقتصادية والبيئية والسياحية والتجارية المرتبطة بالبحر. جاء ذلك في افتتاح ندوة «اقتصاد أزرق نمو أزرق» التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة عمان بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأوروبي على مدى يومين بفندق غراند حياة مسقط لمناقشة سبل تطوير الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالمجالات البحرية والملاحية واللوجستية واستغلال الإمكانيات المتاحة وفرص الشراكة وبحث سبل التعاون بين الاتحاد الأوروبي والسلطنة.

قال السيد بدر في تصريح صحفي: إن السلطنة لها تاريخ عريق في علاقتها بالبحر واليوم يظهر جلياً من خلال تنظيم هذه الندوة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي كيفية الاستفادة من الأبحاث والتطورات الجديدة في هذا العالم المترامي الأطراف من أجل استكشاف مزيد من الفرص في مجال الاستثمار والسياحة والسلامة البيئية والملاحية في البحار والمحيطات، وبلدنا هذا والحمد لله لديه الكثير من الموارد والخيرات التي تفضي إلى مزيد من فرص العمل والاستثمار للشباب العماني ولشركائنا الإقليميين والدوليين.
وأضاف: إن العلاقات العمانية مشهود لها بالتطور والنماء مع جميع دول العالم. والسلطنة مستمرة في هذه الوتيرة وخصوصاً مع الاتحاد الأوروبي. ونعمل جاهدين على تعميق هذه العلاقات والشراكة مؤكدين على أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في هذا المجال، وبالشراكة مع الحكومة والمؤسسات المختصة في هذا المجال.
واختتم بقوله: إن الدبلوماسية العمانية هي المظلة التي تشجع وتحفز على هذا الحراك الايجابي بين الدول والمؤسسات المعنية. ويأتي تنظيم هذه الندوة إيماناً من غرفة تجارة وصناعة عمان بأهمية الموارد البحرية في تنمية الاقتصاد الوطني وخدمة لرجال الأعمال وأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة في السلطنة.

فتح آفاق للتعاون
من جانبه قال السيد سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان: إن ندوة الاقتصاد الأزرق جاءت بتنظيم من الغرفة وبالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ودعم ومساندة من وزارة الخارجية، حيث تأتي لتركز اهتمامها على كل الأنشطة التي تتعلق بالبحار من خدمة موانئ وأنشطة الصيد والشحن البحري والمحافظة على البيئة البحرية.
وأضاف أن الندوة مهمة لفتح آفاق التعاون والاستثمار في أوروبا خصوصاً وأن العديد من الشخصيات الأوروبية السياسية والاقتصادية تنظر لهذه الندوة بالاهتمام البالغ لما فيها من تبادل للخبرات والتقنيات والدراسات للدول المطلة على البحار، متمنياً في نهاية حديثه أن تتكرر هذه الندوة بشكل سنوي وتحتضنها السلطنة ممثلة بغرفة تجارة وصناعة عمان.
وكانت الندوة قد بدأت أعمالها بكلمة ألقاها أيمن بن عبدالله الحسني نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان اشار فيها الى أن «مفهوم الاقتصاد الأزرق لا يزال حديث الاستخدام نسبياً في هذه البقعة من العالم، إلا إننا بحاجة اليه مع توجه الحكومات في بلداننا الى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط وإيجاد مصادر أكثر ديمومة ترفد الاقتصاد الوطني وتجعله مبنياً على قاعدة متنوعة من الموارد».
وأضاف: «“إن الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون الخليجي حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الطرفين بحسب آخر الاحصاءات 130 مليار يورو، ويميل الميزان التجاري لمصلحة الاتحاد في أغلب السنوات، مع وجود صادرات وواردات تغطي قطاعات مختلفة كقطاع النفط والغاز والبتروكيماويات بالإضافة الى قطاعات الأغذية والمنتجات الاستهلاكية وغيرها من المنتجات والخدمات وهذا بحد ذاته يعكس وجود ضرورة لتحرير التجارة البيئية بين الجانبين.
وأشار الحسني الى أن السلطنة تتميز بشواطئها الخلابة والممتدة لمسافة تقرب من 3165 كيلومتراً وتزخر بثروة سمكية تشكل مصدر رزق للكثير من أبنائها، كما أنها تمتلك تجربة رائدة في الاستزراع السمكي علاوة على أنشطة اقتصادية أخرى متنوعة على امتداد هذه السواحل مما يجعلها مؤهلة لتطوير مجالات وأنشطة الاقتصاد الأزرق بكفاءة واستغلالها الاستغلال الأمثل.
واختتم نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان كلمته بالتأكيد على ترحيب غرفة تجارة وصناعة عمان بأي تعاون مثمر خلال زيارة الوفد الأوروبي للسلطنة والاستعداد التام لتقديم جميع وسائل الدعم والمساندة للمستثمرين الراغبين في الحصول على معلومات تتعلق بالاستثمار في السلطنة واستغلال وجود الوفد للتعرف على عمان اقتصادياً وسياحياً.

تحقيق نمو اقتصادي

من جهته قال السيد حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية: إن «النمو الأزرق يعني بالدرجة الأولى تحقيق نمو اقتصادي مع المحافظة على الموارد سواء سمكية او طبيعية أو مائية، وتوفير فرص عمل للمواطنين ويمكن للسلطنة أن تستغل هذا المجال لكونها تطل على البحر وسواحلها تمتد لمسافة ليست بالقليلة، أضف إلى ذلك الموقع الاستراتيجي للسلطنة على طرق الملاحة البحرية والذي يطل على المسالك الدولية للسفن العابرة».
وكما هو معلوم فإن السلطنة تقوم حالياً بتنفيذ العديد من المشاريع العملاقة فيما يخص التجارة البحرية كمشروع الدقم وصحار وصلالة والدور الذي تسعى اليه من خلال الربط مع الموانىء العالمية وليكون لها دور محوري في التجارة الدولية.
وأضاف: إن استغلال الموارد لا يقتصر على الجانب السمكي وإنما يتعدى ذلك الى مجالات النفط والغاز والمعادن مما يشكل فرصاً للتنوع الاقتصادي وهذا في حد ذاته يوجد فرص للباحثين عن عمل من مخرجات التعليم في السلطنة.
واختتم العوفي بالتأكيد على أن السلطنة اعتمدت على خطة استراتيجية طموحة للعام 2020 تهدف إلى تطوير الثروة السمكية وتتضمن العديد من المشاريع التنموية في هذا المجال كالموانئ والأسواق ومخازن التبريد وتطوير أسطول الصيد، أضف الى ذلك الاستزراع السمكي وتنشيط الصادرات، مما سيضع السلطنة بين الدول المهمة في الإنتاج السمكي بحيث يمكن زيادة الإنتاج الى نصف مليون طن خلال السنوات السبع المقبلة، والذي يقدر حالياً بـ 200 ألف طن.

المستجدات الدولية
من جانبه أكد السيد سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية أن عقد هذه الندوة اليوم على أرض السلطنة يأتي تتويجاً لجهودها في مجال الاقتصاد الأزرق، حيث تمتلك السلطنة العديد من الموانىء التجارية والتي تمثل دافعاً للتبادل التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي من خلال تبادل أكبر للبضائع وتفعيل النقل البحري وتبادل الخبرات وسيكون لنا حوارات وأوراق عمل خلال انعقاد هذه الندوة التي ستناقش المستجدات الدولية في هذا المجال.
من جانب آخر قال السفير آدم كولاخ رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى السلطنة أن ندوة الاقتصاد الأزرق التي تعقد على أرض السلطنة تأتي من أجل تعزيز الروابط وتوثيق الجهود التي تبذل بين الجانبين في مجالات التعاون المختلفة وخصوصاً مجالات النقل البحري لما للسلطنة من موقع جفرافي استراتيجي يجعلها واجهة للاستثمار وفي طليعة الدول التي تسعى لاستعادة تاريخها البحري القديم والحضارة القديمة تشهد لعمان قوتها البحرية والتي جابت المحيطات وجاب بحاروها القارة الإفريقية وشبه القارة الهندية.
وأضاف: إن الاقتصاد الأزرق أصبح يلعب دوراً مهماً اليوم في الاقتصاد العالمي مما يوجب علينا وضع سياسات أفكار مشتركة في إطار متكافل ومتعدد، ونتمنى أن تخرج الندوة بكثير من الفرص المتاحة في هذا المجال.
من جانبه استعرض كرستوفر دو ريتز مدير عام الشؤون البحرية والسمكية في الاتحاد الأوروبي في كلمته الفرص والنمو والتعاون للاقتصاد الأزرق من واقع التجربة الأوروبية، مشيراً إلى أن الاستراتجية الأوروبية 2020 تهدف إلى زيادة النمو إلى 600 مليار يورو وأكثر مقارنة مع النمو الحالي والذي يحقق ما مقداره 484 مليار يورو سنوياً لدول الاتحاد الأوروبي، موضحا أن المحافظة على الموارد الطبيعية واستحداث أساليب جديدة لتنمية الاقتصاد الأزرق هي من أكبر التحديات التي نعمل عليها من خلال تطبيق سياسة مشتركة من جميع البلدان الأوروبية.
وقد تضمنت الندوة يوم افتتاحها الأول جلستي عمل، الأولى بعنوان «النقل البحري والخدمات اللوجستية» وتحدث فيها كل من سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانىء والشؤون البحرية، وتوم أندرسون ممثل بنك الاستثمار الأوروبي في المنطقة (الاستثمار الأوروبي في الاقتصاد الأزرق)، وأندريه تويت الرئيس التنفيذي لميناء صحار (ثروة البحار: من روتردام إلى صحار)، والمهندس محمد بن حسن الذيب الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للخدمات اللوجستية المتكاملة (سلطنة عمان كمركز لوجستي محتمل).
فيما جاءت ورقة العمل الثانية بعنوان «الثروة السمكية والاستزراع السمكي» وتحدث خلالها كل من د.حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية، والمهندس فينسنزو فالينتي ممثل الاتحاد الإيطالي للقطاع السمكي (التشريعة الأوروبية الداعمة للقطاع السمكي من المنظور الصناعي)، ود. ويل كويسني كبير العلماء البحريين ومستشار السياسات السمكية والزراعية بالمملكة المتحدة (الأمن الغذائي المتأتي من المحيطات: الفرص والتحديات والمخاطر)، ولوي دي بوير رائد أعمال وشريك بمجموعة إيكو فيش الهولندية (الصيد المستدام وفق تنافسية عالمية: التحديات والفرص).
يذكر أن الندوة ستختتم أعمالها اليوم وستناقش في جدولها ثلاث أوراق عمل، حيث ستكون الورقة الأولى حول (الطاقة الزرقاء والاكتشافات البحرية المستدامة في قطاعي النفط والغاز)، فيما ستناقش الورقة الثانية (السلامة والمراقبة البحرية)، وتختم الندوة بورقة العمل الثالثة (التخطيط المكاني والإقليمي وقضايا حماية البيئة).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق