لا يخفي نائب طرابلس سمير الجسر قلقه من تصاعد الخطاب الطائفي وتضاعف الدعوات ويرى ان افضل وسيلة لمنع تدهور الوضع هي تطبيق القانون. هذا ما قاله في حديث اجراه معه «الاسبوع العربي» الالكتروني.
في الخامس من آب (اغسطس) الماضي وخلال اعتصام تضامني مع الجيش في ساحة ساسين. اقدم احد المعتصمين على احراق علم الدولة الاسلامية. رسم شعارات على لوحة كرتونية. الحدث تحول الى كرة ثلج،خصوصاً في هذا الوقت وترك اصداء واسعة. وظهرت ردات الفعل في طرابلس…
نلاحظ مع الاسف، ومنذ وقت طويل العودة الى الخطاب الطائفي. وقد يكون ذلك فعلاً وردة فعل ولكن يجب معالجة هذه الحالات بدون اي تأخير عبر الدولة والقانون. من المهم جداً عدم ترك الامور تتفاقم. واذا تركنا الامور تسير على ما هي عليه دون اتخاذ التدابير اللازمة فان الخطر يهدد كل اللبنانيين. يجب عدم السماح بهذه الانفعالات والوسيلة الانجح لازالتها هي تطبيق القانون.
ردات الفعل تواصلت على شبكات التواصل الاجتماعي التي نشرت صوراً عن احداث مختلفة. واكد الشيخ مصطفى الحجيري الوسيط لتحرير العسكريين المخطوفين ان هذه الصور منعت جبهة النصرة من تحرير الجنود المسيحيين…
ان شبكات التواصل الاجتماعي تشكل التحدي الجدي. ومع الاسف ليس هناك اي رقابة ولا حدود لهذه الشبكات، التي يمكنها ان تتسبب احياناً بأضرار حقيقية. انها الفوضى الكاملة على هذا الصعيد ويجب معالجتها بلا اي تأخير. هناك قانون في المجلس النيابي لمعالجة وضع مواقع الانترنت وكل ما يتعلق بالشبكات الاجتماعية، ويجب اعتماد قانون يحكم هذه القضية. مع الاسف لم تعد شبكات تواصل اجتماعي بل يجب وصفها في اطارها الحقيقي. فالاتصال هو وسيلة تقارب لا وسيلة انقسام يجب ايجاد الاطار القانوني لهذه الشبكات دون المساس بحرية التعبير.
امام هذا الواقع الذي نواجهه حالياً ما هي التدابير الواجب اتخاذها؟
اولاً وقبل كل شيء القيام بحملة توعية لاظهار بان هذه التجاوزات هي بعيدة عن الثقافة المسيحية وكذلك عن الثقافة الاسلامية. بل انها تناقض روح الديانتين المسيحية والاسلامية. ثم يجب مساءلة اولئك الذين يجعلون لبنان يعيش في مثل هذه الاجواء الطائفية، وذلك عبر تطبيق القانون بصورة حازمة بغية تجنيب مثل هذه الخطب الطائفية التي تضر البلد، وخصوصاً يجب منع قيام اي ضغط طائفي.
طلب وزير العدل اشرف ريفي الى السلطات القضائية ملاحقة الاشخاص الذين احرقوا علم الدولة الاسلامية في الاشرفية، هل كانت له انعكاسات فورية على الارض في مدينة طرابلس؟
بالضبط يجب تجنب الفعل وردات الفعل وهذا يتم عبر تطبيق حازم للقانون. يجب انتزاع هذه القضية من الفعل وردات الفعل ومنع اي خلاف على اساس طائفي. ان هذه التصرفات غير مقبولة ومن المهم عدم السماح بالانجراف اليها. يجب بأي ثمن منع معالجة خطأ باخر وان يكون لاحداث فردية مثل هذه الانعكاسات.
احداث عرسال تستمر انعكاساتها على الساحة المحلية خصوصاً ما يتعلق بالعسكريين المخطوفين…
للاسف احداث عرسال كانت لها انعكاسات على الساحة المحلية ولكن الجيش تصرف بشكل صحيح جداً في اخراج المسلحين من عرسال. لقد عالج الموقف بحكمة.
وماذا عن العسكريين الذين لا يزالون بين ايدي الخاطفين؟
ماذا يمكن للدولة ان تفعل في هذا المجال. هناك اقنية اتصال ساهمت في ترك اولئك الذين سلموا للجيش وعادوا الى عائلاتهم. وآمل ان تكون هذه الاقنية ما تزال فعالة لاقفال هذا الملف المؤلم وارجاع جميع العسكريين الى عائلاتهم. حتى الساعة اعتقد ان الملف يتابع بالحكمة اللازمة وبطريقة سرية وانا على ثقة بان كل ما هو ممكن قد تم اتخاذه.
ارليت قصاص