رئيسيسياسة عربية

السعودية: التحقيق مع الخلايا الارهابية يكشف مخططاتها الداخلية والخارجية

ضمن مشروعها الرامي الى التضييق على المتطرفين، ومحاصرتهم، ومنعهم من تنفيذ اي من خططهم الارهابية، نجحت الاجهزة الامنية السعودية في تفكيك مجموعة من الخلايا، غرر منتسبوها بالشباب وحرضوهم على القيام بنشاطات ارهابية. الا ان القبض عليهم جاء قبل ان تشرع هذه الخلايا في تنفيذ اي من مقرراتها.

فككت المملكة عشر خلايا ارهابية تكونت من 88 عنصراً. وكشفت النقاب عن مخططات هذه الخلايا التي تضم اشخاصاً سعوديين واجانب. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، «ان قوات الأمن باشرت خلال الأيام القليلة الماضية عمليات أمنية متزامنة في عدد من مناطق المملكة، نتج عنها إلقاء القبض على ما مجموعه 88 شخصاً، منهم ثلاثة أشخاص من الجنسية اليمنية، وشخص مجهول الهوية، والبقية سعوديون، من بينهم 59 سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضالة». وأضاف البيان «إن عملية القبض تمت بعد مضي أشهر على متابعة كل من تحوم حولهم الشبهة، خصوصاً بين الذين كان لهم سابق ارتباط بالفكر المتطرف.                                           وجاء في البيان، انه من المؤسف ملاحظة جنوح بعض ممن أنهوا محكومياتهم أو أطلق سراحهم بأحكام قضائية للعودة إلى سابق عهدهم، ما نتج عنه توفير الأدلة التي تستوجب المبادرة بضبط أمثال هؤلاء اكتفاء لشرهم، وتعطيلاً لمخططاتهم التي كانوا على وشك البدء بتنفيذها في الداخل والخارج، خصوصاً أن البعض منهم كان متوارياً عن الأنظار».

عشر خلايا
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، أن الخلايا الإرهابية التي تم القبض عليها وعدد اعضائها «88» شخصاً، تندرج ضمن عشر خلايا تتبنى الفكر الضال وتؤيده وتمجد الأعمال الإرهابية وغالبيتهم على تواصل مع عناصر التنظيمات الإرهابية خارج المملكة وبين أن من تلك المجموعات تسعة أشخاص تم القبض عليهم في تمير بالإضافة إلى 13 سعودياً ويمنيين شكلوا خلية في منطقة مكة المكرمة وحائل، وثمانية سعوديين اضافة الى شخص مجهول الهوية شكلوا خلية إرهابية في مدينة الرياض وخمسة متهمين جميعهم سعوديون شكلوا خلية تم ضبطها في منطقة عسير، فيما كان البقية من المقبوض عليهم من شبكة مؤلفة من 6 خلايا وعددهم 51 في طور التكوين تم القبض عليهم في عدد من مناطق المملكة وهي مكة المكرمة والرياض والشرقية والقصيم.
وأشار اللواء التركي خلال مؤتمر صحافي عقده في نادي الضباط بمدينة الرياض، إلى أن جميع المقبوض عليهم كانوا ممن يعتنقون الفكر الضال ويؤيدونه ويروجون له ويعملون على تجنيد الشباب للانتماء إلى مجموعاتهم وخلاياهم الإرهابية. مبيناً أنه كان لدى البعض منهم «مخططات مبدئية لاغتيال أشخاص مختلفين»، أما البعض منهم  بحسب التركي فيعمل على «تحديد السبل إلى الخروج من المملكة والانضمام إلى الجماعات الإرهابية خارجها أو تمثيلها داخل المملكة أو تمجيد أعمالها ومحاولة التجنيد لها»، موضحاً أن التنظيمات الإرهابية استطاعت استدراج المسلمين من جميع أنحاء العالم، وأن من بعض الذين تم القبض عليهم في المملكة أرسلوا أبناءهم إلى التنظيمات الخارجية.
وأكد التركي أن المملكة تحارب الإرهاب وتتصدى له وتعمل جاهدة لمنع السعوديين من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية وتجرم التنظيمات الإرهابية والانتماء والتأييد لها، منوهاً بأن الشباب السعودي على وعي تام وليسوا من مؤيدي هذه التنظيمات حتى وإن تعرض بعض الشباب لتلك التنظيمات، لافتاً إلى أن المواطن السعودي أسهم بشكل كبير وفعال في المساعدة في الإبلاغ عن أي حالة اشتباه وتبليغ الجهات الأمنية عن تلك الجماعات الإرهابية.
وبين اللواء التركي أن وزارة الداخلية تعمل على رصد المعرّفات والمواقع الإلكترونية التي تعمل على التحريض على الإرهاب، مؤكداً أنه على الجميع مسؤولية إبعاد أبنائهم ومن يهمهم أمرهم عن تلك المواقع لكي لا يتأثر شبابنا بهذه المواقع التي تباشرها التنظيمات الإرهابية التي تمكن من خلالها تجنيد عناصر ليست فقط من العالم الإسلامي وإنما من دول أخرى غير إسلامية.

وعي الرأي العام
وقال إن «وزارة الداخلية جهة منفذة للأنظمة وهناك الكثير من الأنظمة التي تنظم وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن هناك الكثير من يحاول أن يسيء للدولة من خلال التأثير على المجتمع. واضاف: «نحمد لله أن المجتمع واعٍ ويدرك هذه الأمور، وإنه حتى لو تبعهم البعض فهذا لا يعني أن غالبية المجتمع لا يهتمون بما تم نشره عن تلك الوسائل»، مؤكداً أن وعي الرأي العام والمواطنين والمقيمين على حد سواء سيسهم بشكل فعال للتصدي لمثل هذه الأعمال، داعياً الجميع إلى عدم التردد في الاتصال على الجهات الأمنية بكل ما يتوفر لديهم من معلومات حتى لو كانت محل اشتباه، مبيناً أن المملكة تجرم الأعمال الإرهابية والانضمام إليها وتأييدها».
وأفاد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية أن الخلية التي تم القبض عليها في تمير ما زالت التحقيقات جارية فيها وستُظهر التحقيقات تفاصيل أوسع وأكبر وكذلك نشاطات أخرى لم تكن ظاهرة.
وكانت وزارة الداخلية السعودية اعلنت في 26 اب (اغسطس) القبض على ثمانية اشخاص في شمال غرب الرياض كانوا يحرضون شباناً يافعين على الانضمام للمتطرفين في سوريا والعراق.
ويأتي ذلك فيما تعزز المملكة التدابير لمكافحة النشاطات المتطرفة خصوصاً مع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
ودعا العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز الاسبوع الماضي المجتمع الدولي الى ضرب المتطرفين «بالقوة وبالعقل»، وبسرعة، لانهم سيتمددون قريباً الى اوروبا والولايات المتحدة على حد قوله.

بيان المفتي
وكان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ اعتبر في بيان نشر الشهر الماضي ان الفكر المتطرف والاعمال الارهابية التي ينفذها تنظيما «الدولة الاسلامية» والقاعدة هي «العدو الاول للاسلام»، معتبراً ان هذه الجماعات المتطرفة «لا تحسب على الاسلام».
في سياق مواز، كشف الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية في السعودية، العقيد زياد الرقيطي، أن الحريق الذي اندلع فجر الثلاثاء الفائت في محافظة القطيف شمال بلدة العوامية جاء بعد أن تعرضت دورية أمنية لإطلاق نار.
وقال الرقيطي في تصريح إعلامي أن «دورية في بلدية العوامية بمحافظة القطيف تعرضت الى إطلاق نار كثيف من مصدر مجهول نتج عنه إصابة رجل أمن بطلق ناري في الفخذ، واشتعال حريق محدود في أنبوب للنفط قريب من الموقع». وأضاف أنه «تم نُقل رجل الأمن المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة وحالته الصحية مستقرة، مشيراً إلى أن الجهات المختصة تمكنت من اخماد الحريق في حينه». وأكد المتحدث الإعلامي أن  المختصين بشرطة محافظة القطيف «باشروا اجراءات الضبط الجنائي للواقعة ولا زال الحادث قيد المتابعة الأمنية».

الرياض – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق