دولياترئيسيعالم

مشاريع دولية لمحاربة الارهاب على طاولة البحث «في قمة الناتو»

تتفاوت التقديرات بخصوص قمة الناتو التي ستنعقد اليوم وغداً في منتجع سيلتيك مانور في مقاطعة ويلز البريطانية. فالبعض من المتابعين لذلك الحدث البارز يرفع من سقف توقعاته وصولاً الى مستوى اطلاق مشروع تحالف دولي لضرب تنظيم داعش. يقابل ذلك تصور بانه من المبكر التوصل الى تلك الحالة، بحكم ان مثلها يحتاج الى بحث وتنسيق مكثف، خصوصاً وان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعترف بـ «زلة لسان» انه لا يمتلك اسراتيجية واضحة لمحاربة التنظيم. وان العملية بمجملها ما تزال بحاجة الى دراسات معمقة، حتى وان كانت سريعة.

في هذا السياق يمكن الاستدلال بما اعلنه السفير البريطاني في العاصمة الاردنية عمان بيتر ميليت، حيث كشف عن قمة حلف الناتو التي ستعقد اليوم وغداً «الخميس والجمعة» ستحفل بالكثير من الاراء والطروحات الجديدة معرباً عن اعتقاده بان القمة ستخرج بصيغة افضل للتعاون والتنسيق لمجابهة الاخطار والتهديدات التي تواجه المنطقة.
واستبعد ميليت خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر اقامته بعمان للحديث عن محاور القمة نشؤء تحالف كالذي نشأ على غرار العمل العسكري على افغانستان، مبيناً انه من المبكر الحديث عن ذلك في الوقت الحالي.
واوضح ان قمة حلف الناتو والتي ستعقد في منتجع سيلتيك مانور في مقاطعة ويلز البريطانية يومي 4-5 ايلول (سبتمبر) الحالي ستجمع قادة ورؤساء دول ليس فقط من الدول 28 الاعضاء في الحلف، وانما زعماء من الدول التي لديها شراكات مع الحلف تصب في مصلحة الامن الجماعي.

ثلاث قضايا
وبين ميليت ان من الموضوعات المهمة على رأس اولويات هذا القمة ثلاث قضايا واضحة، هي الاثار المترتبة على المدى الطويل للازمة الروسية – الاوكرانية والاتفاق على العلاقة المستقبلية مع افغانستان، اضافة الى مدى قدرة حلف الناتو على التكيف ومعالجة المخاطر والتهديدات التي تهدد العالم والمتمثلة في الصراعات الاقليمية والارهاب والهجمات الالكترونية.
واشار الى ان الحلف لديه العديد من الشراكات المهمة ومنها الاردن حيث سيتم خلال القمة مناقشة المخاطر التي تواجه المنطقة وآلية العمل مع المملكة لضمان تحقيق الامن والاستقرار للمنطقة خصوصاً في سوريا والعراق وما يشكلة تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» من خطر كبير على الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا واوروبا واميركا الشمالية ، حيث ذهب بعض رعايا ومقيمي تلك الدول للقتال بجانب تلك الجماعات المتطرفة.
وفي رده على سؤال حول الخطر الذي يمكن ان تشكله منظمات متطرفة كداعش على امن  الاردن، اعرب عن اعتقاده بانه لا يوجد خطر كبير على الاردن كما هو حاصل الان في العراق، ولكن ستحاول دول الحلف ان تساعد المملكة على التعامل ومواجهة اية اخطار وتهديدات مستقبلية لها ، مبينا ان الفكر والممارسات التي تتبناها «داعش» غريبة على المجتمع الاردني.
واكد ميليت اهمية الحاجة الى اراء جديدة في الوقت الحالي في مواجهة التطرف والاخطار التي تهدد امن واستقرار المنطقة، اذ ان دول المنطقة تواجه اخطاراً وتهديدات جديدة لم تكن مسبوقة.

دور الناتو
في الاثناء، تشير تقارير متابعة لتطورات القمة، انها ستتيح لقادة العالم المشاركين التأكيد على دور الناتو كقوة ردع، وكذلك معالجة القضايا التي تهدد الأمن القومي لدول الحلف من القرصنة إلى الهجمات الإلكترونية والإرهاب وتأمين الحدود ودعم الشركاء، وكذلك ضمان أن جميع دول الناتو لديها المعدات والمهارات اللازمة لحماية أنفسهم فضلاً عن الوفاء بالتزاماتها في حماية حلفاء الناتو الآخرين عند الحاجة لذلك.
وتضطلع المملكة المتحدة بدور قيادي ورئيس في حلف الناتو منذ 65 عاماً، حيث تقوم بتوفير قوات لعمليات حلف الناتو في جميع أنحاء العالم، ويخدم أفراد من القوات البريطانية في أفغانستان وأماكن أخرى في مجالات متنوعة مثل مكافحة القرصنة.

رسائل
واستباقاً لانعقاد قمة الناتو في ويلز، بعث رئيس الوزراء البريطاني كاميرون رسائل إلى زعماء الدول الأعضاء في الحلف وإلى أمينه العام محددا فيها خمسة أهداف للقمة، ومن ابرزها:
– يرى رئيس الوزراء أن على الزعماء خلال القمة أن يعيدوا النظر في علاقة الناتو مع روسيا على الأجل الطويل رداً على ممارساتها غير القانونية في أوكرانيا. وينوي كاميرون استغلال القمة للاتفاق على طريقة احتفاظ حلف الناتو بوجود قوي في الأشهر المقبلة في أوروبا الشرقية لطمأنة الحلفاء هناك، وذلك بمواصلة البناء على الجهود التي يتخذها الحلف حالياً. وسيطَّلع رئيس الوزراء على مزيد من التفاصيل حول هذه الخطط حين يزور مقر القيادة العليا لقوى التحالف في أوروبا، برفقة الأمين العام للناتو آناس فوه راسموسن. وهناك سيجتمعان بالقائد الأعلى للتحالف في أوروبا – الجنرال فيليب بريدلوف – لبحث خطط تعزيز قدرة الناتو على الرد سريعا على أي تهديد لأي عضو من أعضاء الحلف.
– اقترح رئيس الوزراء أيضاً ميثاقاً تاريخياً لقوات حلف شمال الأطلسي يُبنى على العهد العسكري للمملكة المتحدة، ويجسِّد الالتزام الجماعي تجاه القوات المسلحة. وصاحب ذلك جهود لمشاركة أفضل الممارسات في تقديم الرعاية الطبية والدعم للجنود الجرحى والعائلات الثكلى.
– في موضوع أفغانستان: مناقشة سبل دعم الحلف للحكومة الأفغانية في السنوات المقبلة، وخصوصاً ما سيُقدَّم عبر «بعثة دعم العزم» الاستشارية المقترحة والتكفل بالاحتياجات المالية للقوات الأفغانية.
– في مجال الأخطار المتغيّرة، ضمان قدرة الناتو على مواصلة التحديث كي يستطيع التصدي للتهديدات المختلفة التي تشكلها الدول الهشة، وخصوصاً عبر إرسال بعثات للمساعدة في بناء القدرات الدفاعية لدول أخرى في العالم، وتشجيع الدول الأعضاء في الحلف التي لا يصل إنفاقها العسكري حالياً إلى نسبة 2% المطلوبة من الأعضاء على استثمار المزيد في قدراتها الدفاعية.
– في مجال شبكة الأمن العالمية: يود رئيس الوزراء انتهاز فرصة انعقاد القمة ليعرب عن التزام واضح بالعمل مع الآخرين الذين يؤمنون بما نؤمن به من قيم، وبدَور حلف الناتو في الحفاظ على نظام يرتكز إلى القوانين الدولية التي تدعو إلى الحرية والديمقراطية وسيادة القانون. وفي هذا الإطار، دُعيت لحضور القمة 33 دولة شريكة، ومن المتوقع حضور ممثلين عن 3 منظمات دولية على الأقل.
في الاثناء، اشارت تقارير اخبارية الى ان الاردن قدم مقترحات ومعلومات امنية، لحلف الناتو، للتعامل مع تنظيم «دولة العراق والشام الاسلامية»، او ما اصطلح على تسميته «داعش»، في اطار تحالف دولي لمواجهة خطر التنظيم على الاقليم والاردن.
وجاء القلق الاردني من التنظيم، بعد صدور تصريحات ومواقف دولية من اميركا وبريطانيا وفرنسا، بقرب خطر «داعش» على الاردن واثر ذلك في زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة.
وبحسب مصادر حكومية قدم الاردن مقترحات ومعلومات حول التنظيم واثره وخطره على الاقليم والاردن، لكن المصادر اكدت ان عمان لم تقدم خطة لمواجهة التنظيم لان دولة بعينها لا تستطيع ذلك بعيداً عن تحالف دولي.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق