دولياترئيسي

موسكو تطرح لأول مرة فكرة إقامة «دولة» شرق أوكرانيا

تتواصل المعارك بين المظليين الأوكرانيين وكتيبة من الدبابات الروسية في محيط مطار لوغانسك شرق أوكرانيا معقل الانفصاليين الموالين لروسيا. وطرح الرئيس الروسي الأحد لأول مرة منذ بدء الصراع فكرة منح هذه المناطق «وضع دولة» في مواجهة ضغوط الغربيين الذين يطالبونه بسحب قواته منها.

لا يزال الوضع متفجراً شرق أوكرانيا حيث تدور معارك بين مظليين أوكرانيين و«كتيبة من الدبابات الروسية” في مطار لوغانسك معقل الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا على ما أعلن المتحدث العسكري الأوكراني ليونيد ماتيوخين.
وكتب ماتيوخين على صفحته على موقع فايسبوك «أن المعارك تتواصل الاثنين بين المظليين الأوكرانيين وكتيبة من دبابات القوات المسلحة الروسية للدفاع عن مطار لوغانسك».

طرح موسكو
تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد للمرة الأولى إلى فكرة منح المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين شرق أوكرانيا «وضع دولة» في مواجهة ضغوط الغربيين الذين يطالبونه بسحب قواته من هذا البلد تحت طائلة فرض عقوبات جديدة على موسكو.
ميدانياً يبدو أن الانفصاليين يستعدون لشن هجوم مضاد جديد بعد أن حققوا خلال الأيام القليلة الماضية تقدماً على الأرض على حساب القوات الأوكرانية. وأفاد مراسل فرانس برس أن القوات الأوكرانية باتت شبه محاصرة في منطقة تقع بين دونيتسك معقل المتمردين والحدود الروسية إلى الشرق ومرفأ ماريوبول الاستراتيجي جنوبا على شواطىء بحر ازوف.
وقال بوتين في مقابلة مع التلفزيون الرسمي نقلت وكالات الأنباء الروسية مقتطفات منها «يجب أن نبدأ فوراً محادثات جوهرية، حول قضايا التنظيم السياسي للمجتمع ومنح وضع دولة لجنوب شرق أوكرانيا بهدف حماية المصالح المشروعة لسكان هذه المنطقة».
ويعتبر هذا الموقف تصعيداً في مطالب روسيا لحل الأزمة بعدما أشاد بوتين الجمعة بالنجاحات التي حققها الانفصاليون الموالون لروسيا وذلك في بيان موجه إلى متمردي «نوفوروسيا» (روسيا الجديدة) الكلمة التي استخدمها بعد ضم القرم في آذار (مارس) للإشارة إلى عدة مناطق ناطقة بالروسية في شرق وجنوب أوكرانيا.
وحاول ديمتري بيسكوف التقليل من شأن هذه التصريحات قائلاً أنها لا تعني على الإطلاق أن بوتين يدعو إلى بحث استقلال هذه المناطق وإنما يطالب «بمحادثات شاملة» بين كييف والانفصاليين.
وقال بيسكوف «إنه تفسير خاطىء تماماً» قبل أن يضيف أن على أوكرانيا «أن تأخذ بالاعتبار مصلحة سكان نوفوروسيا».
وكانت روسيا تطالب حتى الآن بمنح حقوق أكبر لمناطق شرق أوكرانيا دونيتسك ولوغانسك حيث تقيم غالبية من الناطقين بالروسية ضمن نظام فدرالي لا مركزي.
وفي المقابلة التي سجلت الجمعة لم يتطرق بوتين بشكل مباشر إلى التهديدات بفرض عقوبات غربية إضافية على روسيا والتي لوح بها الغربيون الأحد متهمين روسيا بالتصعيد العسكري في أوكرانيا.
لكنه حمل الغرب مسؤولية الأزمة واتهمه بدعم «انقلاب» ضد الرئيس الأوكراني السابق الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش في شباط (فبراير).
وقال بوتين «كان يجب أن يعلموا أن روسيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي حين يتم إطلاق النار على الناس».
وكانت أوكرانيا، نتيجة هذا التصاعد للتوتر مع روسيا، حركت مجدداً طلبها للانضمام إلى الحلف الاطلسي الذي تنتظر صدور «قرارات حاسمة» من قمته المقبلة المقررة في بريطانيا في الرابع والخامس من أيلول (سبتمبر).
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو نظيره الأميركي باراك أوباما على هامش أعمال هذه القمة قبل أن يزور البيت الأبيض في الثامن عشر من أيلول (سبتمبر).
من جهة ثانية اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت منينديز الأحد أن على الولايات المتحدة والحلف الأطلسي تقديم السلاح إلى أوكرانيا.
وقال في تصريح إلى شبكة سي إن إن «لم يعد الأمر مقصوراً على متمردين انفصاليين يقاتلون في شرق أوكرانيا بل نحن أمام اجتياح روسي مباشر مع آلاف الجنود وصواريخ ودبابات».
وكان قادة الاتحاد الأوروبي أمهلوا روسيا في ختام قمتهم الطارئة السبت في بروكسل أسبوعاً واحداً لتغيير موقفها في أوكرانيا تحت طائلة فرض عقوبات جديدة عليها.
وقال رئيس المجلس الأوروبي الحالي هيرمان فان رومبوي إثر القمة الأوروبية الطارئة أن «المجلس الأوروبي مستعد لاتخاذ إجراءات مهمة جديدة».
وأضاف أن المفوضية الأوروبية كلفت التحضير «بسرعة» لسلسلة جديدة من العقوبات ستقدم «خلال أسبوع»، على أن يتم اتخاذ قرار «بحسب تطور الوضع على الأرض».
ويطالب الاتحاد الأوروبي روسيا خصوصاً «بسحب كل قواتها العسكرية» من أوكرانيا. وقال فان رومبوي «الجميع يدركون أنه ينبغي التحرك سريعاً».
ورحبت الولايات المتحدة السبت باعلان قادة الاتحاد الأوروبي إمهالهم روسيا أسبوعا لتغيير موقفها في النزاع المستمر في أوكرانيا قبل فرض عقوبات جديدة عليها.
لكن موسكو نفت على الدوام إرسال قوات إلى أوكرانيا لدعم المتمردين الموالين لروسيا الذين يحاربون القوات النظامية في شرق البلاد منذ حوالي خمسة أشهر ما أوقع قرابة 2600 قتيل.
وأدت الأزمة الأوكرانية إلى أسوأ تدهور في العلاقات بين موسكو والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.
ودخل النزاع مرحلة جديدة هذا الأسبوع بعد معلومات متطابقة عن عمليات توغل للقوات النظامية الروسية في أوكرانيا، فيما قدر الحلف الأطلسي عددهم بحوالي ألف عنصر.
وقال فان رومبوي أن مشاورات بين الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستبدأ الاثنين «لنكون مستعدين خلال أسبوع».
وكان الاتحاد الأوروبي قرر في 29 تموز (يوليو) منع وصول روسيا إلى أسواقه المالية وحظر بيعها تكنولوجيا حساسة في قطاعات الطاقة والسلاح والسلع ذات الاستخدام المدني والتي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.

أ ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق