دولياتعالم

استفزازات متبادلة تبقي حالة التوتر على الجبهة الاوكرانية

تشير التقارير الواردة من مناطف متعددة من اوكرانيا ان حالة الحرب ما زالت متواصلة. ولكن على شكل «مناوشات»، تراوحت ما بين رشقات مدفعية ودبابات، وصواريخ ارض – ارض، اضافة الى غارات جوية بلغت ذروتها باسقاط الاوكرانيين طائرة قالت كييف انها تابعة لروسيا.

اما على المستوى السياسي، فمن المؤكد ان الحالة تشهد نوعاً من التوتر وقوده الاستفزازات المتبادلة ليس بين اوكرانيا وروسيا، والحراك الانشقاقي فحسب. وانما بين المجموعة الغربية ممثلة باوروبا والولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة اخرى.
في تفاصيل الحالة «العملياتية»، تطورت حالة الاستفزاز القائمة هناك الى مشاريع تسليح، الامر الذي يكشف عن تطورات منتظرة، قد تصل الى مستوى الحرب. حيث طالبت أوكرانيا حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم العسكري لقواتها في حربها ضد الانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق البلاد، في حين أعلن زعيم الانفصاليين هناك أنهم حصلوا على دبابات وتعزيزات عسكرية وتلقوا تدريبات في روسيا. وقالت اوكرانيا ان المعارضة حصلت على مجموعة من منصات صواريخ غراد، واسلحة متطورة من الجانب الروسي.
وقال وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو أن يدرسا ما الذي يمكنهما القيام به إذا كسرت القواعد، مضيفاً أن هذا كان هو الحال عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في آذار (مارس) الماضي وما تفعله حالياً في دونيتسك ولوغانسك.
وأضاف أن هذا الأمر يطرح السؤال بشأن قدرة التجمعين على الاستمرار كشركاء مسؤولين، و«ما الذي يمكن أن يفعلاه إذا كانت هناك دولة أوروبية تدق طبول الحرب في أوروبا».

اسلحة الانفعاليين
وفي المقابل، أعلن رئيس وزراء ما يسمى «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد ألكسندر زخارتشينكو أنه يجري حالياً تسليم الانفصاليين مركبات مدرعة جديدة، وأن مقاتليهم يتلقون تدريبات في روسيا ويعتزمون شن هجوم مضاد على قوات الحكومة الأوكرانية.
وبحسب زخارتشينكو، فإن العملية تشمل تسلم نحو 150 مركبة مدرعة – بينها ثلاثون دبابة – ويتوقع انضمام 1200 مقاتل بعد أن أمضوا أربعة أشهر من التدريب في روسيا.
وفي مؤشر على القلق بشأن أحدث تصريحات للانفصاليين، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اتفقا في مكالمة هاتفية على ضرورة وقف نقل الأسلحة للانفصاليين في أوكرانيا والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
ومن المفترض ان يكون وزيرا الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين والروسي سيرغي لافروف قد التقيا في برلين قبل ساعات، في مسعى لوقف القتال في شرق أوكرانيا والاتفاق على حل سياسي للصراع المسلح الذي ينذر بالتوسع.
وقبل ساعات من الاجتماع «المفترض»، بدأ الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو زيارة إلى كييف اجتمع خلالها بنظيره الأوكراني تهدف إلى إيجاد حل للصراع في شرق أوكرانيا عبر التفاوض.
وفي الميدان، واصلت القوات الأوكرانية هجومها على معاقل الانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك في ظل مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني. واستعادت القوات الأوكرانية السبت بلدة دانيفكا التي تقع على مسافة 45 كيلومتراً شمال شرقي مدينة دونيتسك، المعقل الرئيسي للانفصاليين في شرق البلاد.

تدمير طابور روسي
في الاثناء، قالت أوكرانيا إن مدفعيتها دمرت جزئياً طابوراً مدرعاً روسياً دخل أراضيها الليلة قبل الماضية مضيفة ان قواتها تعرضت لقصف نيران من روسيا «الجمعة» فيما بدا انه تصعيد عسكري كبير بين الدولتين.
وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني إن القوات الأوكرانية لاحقت الرتل المدرع الروسي فور عبوره الى أراضي أوكرانيا تحت جنح الظلام. وقال الناطق العسكري اندري ليسينكو للصحفيين اتخذت الاجراءات المناسبة ولم يعد يوجد اثر لجزء من ذلك الطابور المدرع.
ونفت الحكومة الروسية ان قواتها عبرت الحدود الى أوكرانيا واتهمت كييف بمحاولة تخريب شحنات المساعدات. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية نفيها ان تكون القوات الأوكرانية دمرت طابوراً عسكرياً روسياً ليلاً على اراضيها وقالت إنه لم يحدث ان عبرت مثل هذه القوة العسكرية الحدود الى شرق أوكرانيا. ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها في بيان لم يحدث ان عبر أي طابور عسكري روسي الحدود الروسية الأوكرانية لا ليلاً ولا نهاراً. ونفى البيان التقرير الأوكراني ووصفه بانه ضرب من الخيال. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن المكتب الصحفي للكرملين أن كبيري موظفي الرئاسة الروسي والأوكراني اجتمعا في روسيا. وأضافت الوكالة أن سيرجي إيفانوف مدير مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع مع بوريس لوشكين مساعد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وبحثا مجموعة من القضايا. وقالت إن من بين القضايا التي بحثها المساعدان صيغة المحادثات المزمع إجراؤها بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وروسيا يوم الأحد في برلين.

واشنطن تتهم روسيا
الى ذلك، طالبت الولايات المتحدة الجمعة روسيا بوقف محاولاتها التي وصفتها بـ «الخطيرة جداً والاستفزازية» الرامية لزعزعة الاستقرار في اوكرانيا حيث تصاعدت حدة التوتر مجددا خلال الساعات الـ 24 الماضية.
واكدت كايتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الامن القومي ان روسيا عمدت في الاسابيع الاخيرة الى «تصعيد» انشطتها الرامية الى توتير الاجواء المتوترة اصلاً في شرق اوكرانيا.
وقالت في بيان ان «التصعيد في النشاط الروسي الرامي لزعزعة استقرار اوكرانيا في الاسابيع الاخيرة خطير جداً واستفزازي».
واضافت «على الرغم من اننا نعمل على جمع معلومات حول موضوع تدمير القوات الاوكرانية لآليات ضمن قافلة مسلحة روسية على الاراضي الاوكرانية، فاننا نجدد التعبير عن قلقنا ازاء تكرار عمليات التوغل الروسية والمدعومة من روسيا في الاراضي الاوكرانية».
واكدت المسؤولة الاميركية ان «روسيا لا يحق لها ان ترسل آليات او اشخاصاً او شحنات من اي نوع الى اوكرانيا، تحت اي ذريعة، من دون الحصول على اذن من الحكومة الاوكرانية».
واوضحت ان التصعيد الروسي يشمل تزويد المقاتلين الانفصاليين بدبابات وعربات مصفحة ومدافع وراجمات صواريخ.
واضافت ان روسيا عمدت ايضاً «وبشكل منتظم» الى اطلاق قذائف مدفعية وصواريخ من اراضيها باتجاه اوكرانيا. وتنفي موسكو باستمرار دعم الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
وفي السياق ذاته، دعا وزراء الاتحاد الاوروبي روسيا الى «الوقف الفوري» لجميع أشكال الأعمال العدائية بالقرب من الحدود الاوكرانية بعد تقارير عن دخول قافلة روسية مدرعة شرق اوكرانيا.

دعوة لوقف التسلح
وفي بيان في نهاية اجتماع مخصص لبحث الأزمة في العراق، قال الوزراء ان على روسيا «الوقف الفوري لجميع اشكال الاعمال العدائية وخصوصاً تدفق الاسلحة ودخول المستشارين العسكريين والمسلحين في منطقة النزاع، وسحب قواتها من الحدود».
واضاف الوزراء ان «اي عمل عسكري احادي تقوم به روسيا في اوكرانيا تحت اي ذريعة بما فيها العمل الانساني، سيعتبرها الاتحاد الاوروبي انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».
يأتي ذلك في وقت اتهمت موسكو كييف بمحاولة إعاقة وصول المساعدات الانسانية الروسية الى شرق اوكرانيا وحذرتها من «العواقب» المحتملة لذلك.
وأشار بيان لوزارة الخارجية الروسية الى ان «تصعيد العمليات العسكرية» الاوكرانية في هذه المنطقة «يهدف بالتأكيد الى قطع الطريق المتفق عليه مع كييف» لعبور قافلة انسانية روسية.
ونددت موسكو «بقوات اوكرانية تريد تنفيذ عمليات استفزازية مفتوحة يمكن ان تفاقم الوضع في منطقة النزاع».
واشار البيان الى خطة نسبها الى متطوعين اوكرانيين، لتلغيم الطريق الذي يفترض ان تمر منه القافلة الانسانية الروسية في شرق اوكرانيا.
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند روسيا الى «احترام وحدة اراضي اوكرانيا» بالتزامن مع «توتر حاد جداً على الحدود الشرقية الاوكرانية».
وصرح هولاند «ادعو روسيا الى احترام وحدة اراضي اوكرانيا، والرئيسين الروسي والاوكراني الى بذل الجهد اللازم لتجنب اي تصعيد والعودة الى روح الحوار الذي ساد في لقاء 6 حزيران (يونيو) في النورماندي».
وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون انه يشعر بقلق بالغ من تقارير أفادت بأن مركبات عسكرية روسية عبرت الحدود الى أوكرانيا. وحذر الكرملين من استغلال حادث عرقلة قافلة مساعدات كذريعة لتأجيج الصراع.
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء ان كاميرون عبر عن مخاوفه أثناء مكالمة هاتفية مع الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو.
ونقل المتحدث عن الزعيمين اتفاقهما على أنه ينبغي لروسيا «ألا تستغل عرقلة قافلة المساعدات كذريعة لاستفزاز آخر»، وأنهما أضافا أن روسيا في حاجة لأن تبدي استعدادا لإنهاء الحرب في شرق أوكرانيا.
بدورها، قالت الامم المتحدة ان التقارير التي تفيد بأن الجيش الاوكراني قصف طابوراً مدرعاً روسياً ودمره جزئياً يبرز ضرورة ايجاد حل سريع وسلمي للصراع هناك.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق للصحفيين «نحن على علم بالتقارير في أوكرانيا والتي لا يمكننا التحقق منها بصورة مستقلة ونحن نتابع بإمعان التطورات المتعلقة بالأمر».

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق