سياسة لبنانية

التطورات الامنية والمواجهات تستعجل انتخاب الرئيس الراعي وجنبلاط يعدان الصيغة للاستحقاق قبل 20 ايلول

دخل الاستحقاق الرئاسي مرحلة جديدة بعد التطورات المتسارعة في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق، وبعد المواجهات على الحدود اللبنانية – السورية في البقاع والاشتباكات بين عناصر حزب الله ومسلحي المعارضة من النصرة وداعش والتنظيمات الاسلامية المتطورة، وبعد حوادث عرسال على اثر اعتقال الجيش عنصراً من جبهة النصرة من التابعية السورية وتطويق مراكز الجيش والمطالبة بالافراج عن الموقوف ضمن مهلة زمنية قبل التعرض لعناصر الجيش.

استعجلت هذه التطورات وفق مصدر دبلوماسي لبناني تحركاً للقيادات السياسية لانقاذ الوضع بانتخاب رئيس الجمهورية خشية تداعيات قد تتركها التطورات والمواجهات الامنية في البقاع على الوضع، بعد رفع منسوب التشنج في الشارع الاسلامي بين السنة والشيعة، والخشية من ان يصبح وجود «داعش» في لبنان امراً تفرضه التطورات، بعد عمليات الاضطهاد التي تعتبر فاعليات سنية متطرفة اصولية انها عرضة لها.

زيارة جنبلاط وفرنجية
ويقول احد المراقبين ان ايجابيات اشرت الى وجود تحريك للملف الرئاسي. فالزيارة التي قام بها النائبان وليد جنبلاط وسليمان فرنجية الى الضاحية، والخلوة مع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله،حيث تم عرض للملفات، ومنها الاستحقاق الرئاسي، لمنع استمرار الفراغ وتمكين المؤسسات من مواجهة تحديات المرحلة، انطوت على اشارات ايجابية لتحريك الملف. وقال نصرالله لجنبلاط رداً على تأييد اي مرشح يسميه بعد فشل القادة، «ان موضوع الرئاسة هو بيد العماد ميشال عون ونحن نؤيد ما يقرره». واحال نصرالله جنبلاط على الرابية لحسم الموضوع. ومن الايجابيات المواقف التي صدرت عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بدعوته النو
اب لانتخاب مرشح توافقي، اذا فشلوا في انتخاب مرشح من 8 او 14 اذار. يضاف الى هذه الايجابيات ما ورد في تقرير ديبلوماسي ان مسؤولاً ايرانياً ابلغ مسؤولاً اوروبياً ان ايران لا تتدخل في الشأن اللبناني، ومن يُسال عن الموضوع الرئاسي هو الامين العام لحزب الله حسن نصرالله والرئيس بشار الاسد. ويعلق سياسي لبناني من 14 اذار على هذه المعلومات بالقول ان ايران تحاول ان تعيد النفوذ السوري الى لبنان، من خلال اعطاء سوريا حق الفيتو في الموضوع الرئاسي، وبالتالي اعادة النفوذ السياسي السوري، بعدما اعتقدنا ان هذا النفوذ انتهى وزال مع التطورات التي حصلت في سوريا وتقلص نفوذالرئيس بشارالاسد وسيطرة المعارضة على مناطق شاسعة من سوريا.

تحرك دولي
ويكشف وزير مطلع ان عواصم القرار لا سيما باريس استأنفت حراكها باتجاه لبنان انطلاقاً من اهتمامها بالملف الرئاسي، والخوف من الفراغ في سدة الرئاسة بعد التطورات الاخيرة. وكثفت فرنسا اتصالاتها في اكثرمن اتجاه لتهيئة الاجواء لانتخاب رئيس جديد، وبحثت الامر مع مسؤولين ايرانيين اجابوا بانهم لا يتدخلون في الملف الرئاسي، مما اعتبره دبلوماسي غربي رسالة الى فرنسا ودعوة لواشنطن لكي تتولى بحث الموضوع مع طهران. وتحرص الادارة الاميركية على عدم التفاوض مع ايران في هذه المرحلة الا في الملف النووي فقط، وترفض ادخال ملفات اخرى على التفاوض خشية ان تستخدمها ايران كورقة ضغط، على ان تبحث في كل هذه الملفات وفي الدور الايراني في المنطقة وليس في الشراكة، بعد التوقيع على الملف النووي وليس قبله. وتعتبر اوساط سياسية مراقبة ان التطورات الاخيرة في العراق وسوريا وغزة قد تحرك موضوع الاستحقاق نهاية الشهر مع انتهاء مهلة اختيار رئيس الحكومة العراقية، وترى اوساط مراقبة ان النداء الذي وجهه العاهل السعودي لمحاربة التطرف يأتي في وقت تتجه فيه الاوضاع في المنطقة الى مراحل جديدة، ويكشف مصدر دبلوماسي عن وجود لائحة رئاسية تضم حتى الان اسمين، غير ان هذه اللائحة مفتوحة وغير مقفلة، بمعنى انه يمكن ان تضاف عليها اسماء جديدة عند الانتقال الى البحث النهائي في عملية الاختيار، لان البحث الان يدور حول دور الرئيس ووظيفته والمهام الملقاة على عاتقه في المرحلة المقبلة، لان اختيارالرئيس سيتم وفق الوظيفة والمهمة اللتين تنتظرانه.
ويؤكد دبلوماسي مطلع ان عواصم القرار لا سيما واشنطن وباريس حريصتان على المحافظة على الاستقرار في لبنان وتجنب انهيار الامن الذي تنعم به الساحة اللبنانية قياساً بالساحات المحيطة بها. وترى اوساط خارجية ان المرحلة قد تكون امنية بامتياز في ظل التطورات وبدء الحرب على التطرف والارهاب بعد نداء العاهل السعودي ودعوته الدول العربية والاسلامية الى مواجهة التطرف الذي يشوه الدين الاسلامي، دين المحبة والتسامح. وتبين ان هناك من يحمل السلاح ويرتكب المجازر باسم  الاسلام. وتعتقد جهات دبلوماسية ان عنوان المرحلة المقبلة هو اقتصادي بامتياز ولدى هذه الجهات  قراءة واضحة مستندة الى تحليل مبني على معلومات تفيد ان الامن في لبنان هو امن سياسي وليس امناً امنياً ليصار الى معالجته بالامن.

حركة الراعي
وفي الوقت الذي تجهد فيه عواصم القرار للبحث عن مرشح تسوية يكون مقبولاً من الجميع يتوقع ان تكون للبطريرك الراعي في المرحلة المقبلة حركة لاخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة وانتخاب رئيس للجمهورية. ويأتي استقبال الراعي في بكركي السفير الايراني الجديد في لبنان محمد فتح علي في سياق خطوة يعد لها سيد بكركي،  بعدما تبين لمتابعي ملف الرئاسة ان حزب الله يشكل  العقبة في عدم انتخاب رئيس، ويتلطى لهذه الغاية وراء مواقف العماد ميشال عون، من دون دعوته حتى الان للانتقال الى الخطة ب، فالوضعية الحالية تناسب الحزب غير انها لم تعد كذلك وفق احد المراقبين وبات الحزب يستعجل انتخاب الرئيس. ان اجتماع الراعي بالسفير الايراني قد يفتح  الباب امام الانتقال الى مرحلة جديدة لانتخاب الرئيس، هي اختيار المرشح من خارج نادي القادة الموارنة او صقور الموارنة، وفي المعلومات ان الراعي كان واضحاً الى اقصى الحدود مع السفير الايراني في معالجة موضوع رئاسة الجمهورية، بعدما تبين ان القوى السياسية لا يمكنها ان تبقى تتفرج على مراوحة الاوضاع، لان هناك استحقاقاً داهماً في عشرين ايلول (سبتمبر) وهي آخر مهلة بقبول الترشح للانتخابات النيابية، وبالتالي على القوى السياسية ان تحسم امرها وتنتخب رئيساً قبل 20 ايلول (سبتمبر)، خشية ان تقع البلاد في المحظور. ويكشف نائب في القوات ان داخل قوى 8 اذار تيارين يتجاذب احدهما الاخر: تيار يدعو الى انتخاب رئيس من حيث كان لملء الفراغ وتفعيل المؤسسات، وتيار يطالب في ظل الاوضاع وما يجري في المنطقة ولا سيما في العراق بانتخاب رئيس قوي يعزز موقع الرئاسة ودور المسيحيين في لبنان، ويساعد على عودة المسيحيين الى ديارهم وبقائهم في ارضهم، لانهم مكون اساسي في هذه الدول وليسوا طارئين او غرباء عن اهلها، بل هم عنصر اساسي من النسيج العربي كان لهم دورهم في النهضة العربية وفي ورشة العمران في العالم العربي.

فيليب ابي عقل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق