دولياترئيسي

الطائرة الماليزية اسقطت بصاروخ أرض جو والعثور على أحد الصندوقين الأسودين

أعلنت فرق الإنقاذ أنها عثرت على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة المدنية الماليزية التي سقطت الخميس في أوكرانيا بعد إصابتها بصاروخ أرض جو، وفقاً لخبراء أميركيين. وطالبت روسيا، التي تتجه إليها أصابع الاتهام في الحادثة، رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بتحقيق «شامل غير منحاز».

وتتواصل لليوم الثاني على التوالي عمليات البحث في موقع سقوط الطائرة الماليزية التي كانت تقل 298 شخصاً أغلبهم من هولندا، ويستمر تبادل الاتهامات بين أطراف هذه الأزمة، روسيا وأوكرانيا وماليزيا، وتحاول شركة الخطوط الجوية الماليزية ترتيب دخول آمن إلى شرق أوكرانيا لأقارب ركاب الطائرة الماليزية الذين ما يزالون تحت وقع الصدمة.
وكشفت مصادر أميركية مطلعة لـ CNN، إن واشنطن خلصت إلى إن طائرة الركاب الماليزية التي تحطمت في مناطق سيطرة متمردين شرقي أوكرانيا، اسقطت بصاروخ.
وأوضح مسؤول رفيع للشبكة إن جهاز رادار رصد صاروخ أرض-جو يقتفي أثر طائرة قبل تحطمها، لافتاً إلى أن نظاماً آخراً رصد جسماً حرارياً ساعة ضرب الطائرة، مشيراً إلى أن الإدارة تحاول تحليل مسار الصاروخ لتحديد الجهة التي أطلق منها.
واستبعد المصدر ضلوع الحكومة الأوكرانية في الحادث، التي لا تمتلك، في الأصل، الإمكانيات ولا حتى الدوافع، لإسقاط الطائرة.
ويدرس الخبراء البيانات لتحديد ما اذا كان الانفصاليون هم من اطلق الصاروخ، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته.
وتهاوت الطائرة الماليزية، من طراز بوينغ 777، وعلى متنها 298 شخصاً، من السماء على بلدة «توريز» في إقليم «دونيتسك» شمالي أوكرانيا، أثناء رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور.
وقال رئيس الوزراء الماليزي، نجيب زراق، إنه لم تصدر اشارة استغاثة من الطائرة المنكوبة، التي اتهم مسؤولون أوكرانيون الانفصاليين الموالين لروسيا بإسقاطها.

استنكار دولي
واثار تحطم طائرة الركاب ماليزية استنكار الاسرة الدولية بينما دعت الولايات المتحدة الى اجراء تحقيق «دون عوائق».
وطالب الرئيس الاميركي باراك اوباما باجراء تحقيق «سريع» و«دون عوائق»، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء هولندا مارك روته، الذي كان 154 من رعايا بلاده على متن الطائرة.
واكد اوباما ان بلاده مستعدة «لتأمين مساعدة فورية للمساعدة في اجراء تحقيق سريع وكامل وذو مصداقية ودون عوائق» في اوكرانيا.
ودعت الولايات المتحدة «جميع الاطراف المعنية – روسيا والانفصاليين الموالين لموسكو واوكرانيا – الى وقف فوري لاطلاق النار» وذلك من اجل «ضمان وصول المحققين الدوليين بشكل آمن ودون عراقيل الى مكان الحادث وتسهيل استعادة ما تبقى من الجثث».
وشدد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست على ان الحادث وقع «في اطار الازمة في اوكرانيا التي يزيد من توترها الدعم الروسي للانفصاليين من خلال تزويدهم بالاسلحة والمعدات وتدريبهم».
وتبادلت السلطات في كييف والمتمردون الاتهام بالوقوف وراء اطلاق صاروخ يشتبه في انه ادى الى اسقاط الطائرة لكن دون توفر ادلة دامغة تدعم ذلك.
وافادت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان الانفصاليين وافقوا على تأمين ممر آمن للمحققين الدوليين للوصول الى مكان الحادث.
واعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في بيان «لا نعلم بعد من المسؤول عن الهجوم لكننا نواصل ادانة العدوان العسكري الذي تقوم به روسيا واحتلالها غير الشرعي لاوكرانيا (…) والذي يقف وراء النزاع الحالي في المنطقة».

جنسيات الركاب
وكان العديد من الركاب في طريقهم الى استراليا بعد ماليزيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول الايدز يعقد مرة كل عامين، حسبما اعلن منظمو المؤتمر الجمعة. وتستضيف ملبورن النسخة الحالية من المؤتمر ويفترض ان تبدأ اعماله الاحد.
ونقلت الصحف الاسترالية عن مصادر غير مؤكدة ان مئة من الركاب كانوا من الباحثين والعاملين في المجال الطبي والناشطين المتخصصين في مكافحة الايدز وكان من المفترض ان يستقلوا طائرة الى ملبورن بعد وصولهم الى كوالالمبور.
ومن بين هؤلاء الهولندي يوب لانغ وهو شخصية دولية معروفة في مجال مكافحة الايدز.
وعلاوة عن الركاب الـ 154 الهولنديين، كان على متن الطائرة 43 ماليزيا (15 منهم من الطاقم) و27 استراليا و12 اندونيسيا و9 بريطانيين و4 المان و5 بلجيكيين و3 فيليبينيين وكندي، بحسب الحصيلة الاخيرة التي اعلنتها الخطوط الجوية الماليزية.
ويتم التحقق من جنسيات الركاب الاخرين. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن مساء الخميس ان «العديد من الفرنسيين كانوا على الارجح» على متن الطائرة.

لا ناجين
وفي مكان الحادث، حيث تبعثرت الاشلاء لم تظهر اي اشارة لوجود ناجين مساء الخميس، بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس.
وانتشرت قطع الحطام ومن بينها جزء من ذيل الطائرة وعليه شعار الخطوط الجوية الماليزية بالاضافة الى امتعة على منطقة شاسعة حول بلدة غرابوف في منطقة دونيتسك (شرق اوكرانيا).
وتشير رسائل نشرت ثم ازيلت على مواقع يديرها الانفصاليون ومكالمات رصدتها اجهزة الامن الاوكرانية ان الطائرة اسقطت بصاروخ اطلقه الانفصاليون عن طريق الخطأ ظناً منهم انها طائرة عسكرية اوكرانية.
ومثل هذه الفرضية ان تضعف موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حمل كييف مسؤولية تحطم الطائرة والتي وصفها بأنها «مأساة رهيبة».

اغلاق طرق جوية
وكان عدد من شركات الطيران الاسيوية عدل منذ اسابيع مساراته لتفادي التحليق فوق شرق اوكرانيا.
وعدلت كل من الخطوط الجوية الكورية والاسترالية مسار رحلاتهما منذ مطلع اذار (مارس) عندما دخلت القوات الروسية القرم.
واعلن الجهاز الاوروبي للمراقبة الجوية ان الطرق الجوية باتت مغلقة فوق شرق اوكرانيا، في حين قالت الشركة الماليزية ان الطائرة عبرت مجالاً «غير خاضع لاي قيود».
من جهتها، تراجعت اسواق المال الاوروبية والاميركية مساء الخميس بعد اعلان تحطم الطائرة اذ يخشى المستثمرون عواقب تصعيد ملحوظ للتوتر في هذه المنطقة على الاقتصاد الدولي.
والجمعة، تراجعت البورصات الاسيوية بدورها بشكل ملحوظ. وتراجعت اسهم الخطوط الجوية الماليزية بـ 20% في بورصة كوالالمبور. وهذا حادث التحطم الثاني لطائرة تابعة لهذه الشركة في غضون اربعة اشهر بعد اختفاء الرحلة ام اتش 370 الغامض في الثامن من اذار (مارس) خلال قيامها برحلة بين كوالالمبور وبكين.

(وكالات)
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق