دولياتعالم

بوروشنكو يزور سلافيانسك وكييف تستبعد التفاوض مع الانفصاليين قبل القاء السلاح

وعد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو بتحرير المدن الكبرى في شرق اوكرانيا من ايدي الانفصاليين الموالين لروسيا وذلك خلال زيارة خاطفة قام بها الى سلافيانسك، احد معاقل المتمردين سابقاً.

وبلباس مرقط وبرفقة عدد من وزرائه والحراس الشخصيين ظهر بوروشنكو في زيارة خاطفة في وسط مدينة سلافيانسك التي اخلاها الانفصاليون يوم السبت. ورحب به مئات السكان الذين كانوا ينتظرون وصول مساعدات انسانية، بحسب ما افاد صحافي من وكالة فرانس برس.
ورداً على سؤال حول زيارة مماثلة الى دونيتسك ولوغانسك، معقلي الانفصاليين، اجاب «اعتقد قريباً جداً».
واحكمت القوات الاوكرانية محاصرتها لدونيتسك ولوغانسك، مع الهدف المعلن المتمثل في الحصول على استسلام الانفصاليين.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن الوطني والدفاع الاوكراني اندري ليسينكو ان «جميع الطرق المؤدية الى دونيتسك ولوغانسك مغلقة ونشرت حواجز لقوات عملية مكافحة الارهاب». واكد ان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو وافق على خطة تحرير المدينتين، رافضاً اضافة تفاصيل «للحفاظ على عامل المفاجأة».


لا مفاوضات
وبدوره اعلن وزير الدفاع فاليري غيليتي بحسب ما جاء على موقعه الالكتروني الثلاثاء ان الحكومة الاوكرانية لن تتفاوض مع المتمردين طالما لم يلقوا سلاحهم.
وتعذر الحصول على رد فعل مسؤولين انفصاليين في دونيتسك، لكن «الحاكم الشعبي» السابق الذي اعلن نفسه من طرف واحد بافل غوباريف دعا في شريط فيديو مسجل مسبقاً وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، كل المتطوعين الى حمل السلاح.
وقال «الان نحن بحاجة الى مساعدة كل سكان المدينة، نحن بحاجة الى ان يحمل الناشطون السلاح ويستعدوا للدفاع عن عائلاتهم ومسقط رؤوسهم».
اما بالنسبة الى كييف، فانه «لن يكون هناك وقف احادي لاطلاق النار» – على غرار وقف اطلاق النار الذي انتهى مفعوله في الثلاثين من حزيران (يونيو) – من جانب القوات الاوكرانية المشاركة في «عملية مكافحة الارهاب» في شرق البلاد، كما اكد وزير الدفاع.
واضاف ان «الرئيس الاوكراني قالها بوضوح: ان اي تفاوض، مهما كان، سيكون ممكناً فقط بعد ان يلقي المقاتلون السلاح نهائياً»، رافضاً ضمنا الدعوات الاوروبية الى العودة الى وقف لاطلاق نار من دون شروط.
والاثنين دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينمايرالذي يزور مونغوليا، كييف الى التحاور مع الانفصاليين للبحث عن وقف لاطلاق النار، في حين اشارت متحدثة باسم حكومة برلين الى انه «يبقى من الاساسي التوصل الى وقف لاطلاق النار ثنائي ودون شروط يطبق بسرعة».
لكن وقفاً لاطلاق نار غير مشروط يطبق في حين يسيطر الانفصاليون على قسم من الحدود مع روسيا، لن يؤدي بنظر كييف الا الى تعزيز موقع هؤلاء الانفصاليين.
وتبنى الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرانسوا هولاند اللذان اجريا مكالمة هاتفية الاثنين، لهجة مختلفة بعض الشيء، ودعيا نظيرهما الروسي فلاديمير بوتين الى «ممارسة الضغط على الانفصاليين» الموالين لروسيا «لكي يقبلوا التحاور مع السلطات الاوكرانية»، بحسب الرئاسة الفرنسية.

دعم اميركي
من جهتها، اكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جينيفر بساكي رداً على سؤال حول مشاهد الضحايا المدنيين في شرق اوكرانيا والذين نسب مقتلهم الى عمليات القصف الجوي التي نفذتها قوات كييف، دعم واشنطن لهذه القوات.
وقالت بساكي ان «الحكومة الاوكرانية تدافع عن بلادها واعتقد ان من حقها القيام بذلك».
واضافت ان «من حق السكان في اوكرانيا ان يعيشوا بسلام وامن من دون ان يهاجم انفصاليون تدعمهم روسيا منازلهم. هذا هو السبب الرئيسي لهذا الوضع وينبغي الا نتجاهله».
وفي دونيتسك، حيث خطف كاهن كاثوليكي انتقد بشدة الانفصاليين على يد مجموعة «الجيش الارثوذكسي الروسي»، قصفت طائرة احد المناجم في غرب المدينة ليس بعيداً عن احد مراكز الانفصاليين، وفق ما قال شهود عيان لفرانس برس.
وفي المقابل، سجل اطلاق عيارات نارية في لوغانسك، المدينة الكبيرة الاخرى في شرق اوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون. وقد اصيبت سيارة اجرة بقذيفة صباح الثلاثاء ما اسفر عن سقوط قتيلين واربعة جرحى، كما اعلنت السلطات المحلية. ولم يتم تحديد مصدر اطلاق النار.
ووفق ليسينكو فان مطار لوغانسك، الذي تسيطر عليه القوات الاوكرانية، يتعرض لقصف بالدبابات.
ومن جهته اكد رئيس «الجمهورية الشعبية في لوغانسك» فاليري بولوتوف ان قواته تصدت للقوات الاوكرانية ولا تزال تسيطر على قرية ايزفارين والجزء الحدودي مع روسيا.
وتحدثت قوات حرس الحدود الاوكرانية الثلاثاء عن «مؤشرات حول تحضيرات للانفصاليين لانشاء ميليشيا على طول الحدود» واطلاق نار باتجاه مواقع حدودية وقوات «عملية مكافحة الارهاب».

تعديل وزاري
وفي كييف، اجرى الرئيس بوروشنكو الذي غير الاسبوع الماضي وزير دفاعه ورئيس هيئة الاركان، تعديلا على قيادة اجهزة الامن بتعيينه خصوصاً فاسيل غريتساك على رأس مركز مكافحة الارهاب.
ورفع وزير العدل بافلو بيترينكو دعوى قضائية لحظر الحزب الشيوعي الاوكراني بسبب دعمه الواضح للانفصاليين في الشرق.
وفي موسكو التي تضطلع، بحسب كييف، بدور رئيسي عبر دعمها حركة التمرد، لم تؤد النجاحات التي تحققها القوات الاوكرانية على الارض الى اثارة ردود فعل قاسية لان الطبقة القيادية فيها تبدو منقسمة بين انصار الخط المتشدد الذي يدفع الى تصعيد النزاع، والذين يدعون الى الحل الدبلوماسي بسبب قلقهم من الانعكاس الذي قد تحمله عقوبات جديدة محتملة على الاقتصاد الروسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق