دولياتعالم

الضغوطات الغربية تتواصل على موسكو، وجيش كييف يتمسك بتحرير الشرق

كما كان متوقعاً، فاز بوروشنكو برئاسة اوكرانيا، وسط توقعات – هشة – بان عهداً جديداً قد بدأ. وضغوطات من اجل اقلاع آمن لعملية الاصلاح التي يفترض ان تنطلق والتي اصبحت احد ابرز المطالب الاممية والمحلية، والاجراءات العسكرية التي ما زالت موضع خلاف بين اطراف المعادلة.

في الوقت الذي يتوقف متابعون عند «انحناءات» روسية امام العاصفة الدولية التي راوحت ما بين العمل العسكري، والعقوبات الاقتصادية والسياسية، يطفو على المشهد نشاط عسكري لافت، في المناطق الجنوبية القريبة من روسيا، حيث الاصرار الاوكراني على تحريرها من قبضة المتشددين الانفصاليين، ودعوات روسية للتوقف عن مهاجمة تلك المناطق، وما بين هذه وتلك، ثمة دعوات غربية الى موسكو للتحاور مع كييف.
وفي الاثناء ايضاً، قال لافروف إن زيارة للرئيس الاوكراني الجديد الموالي للغرب بترو بوروشنكو الى روسيا «ليست على جدو
ل الاعمال». واضاف أن «مسألة زيارة بوروشنكو الى روسيا ليست متوقعة ولم يتم النقاش بشأنها في القنوات الدبلوماسية ولا أي قناة أخرى». لكنه اكد أن روسيا ستدعم مثل هذه الزيارة في حال رأت أنها تصب في مصلحة كل الاوكرانيين. وقال «اذا كانت في مصلحة كل الشعب الاوكراني فسيجد اننا شريك جدي وموثوق» مندداً في الوقت نفسه باعلان بوروشنكو فور انتخابه عن مواصلة العملية العسكرية في الشرق.
واضاف لافروف «اذا كانت الحسابات هي سحق المقاومة في جنوب شرق البلاد قبل تنصيب بترو بوروشنكو للتمكن من التوجه الى دونباس كفائز، فذلك لن يخلق بالتأكيد ظروفاً مؤاتية لاستقبال جيد في منطقة دونيتسك».

رفض المباحثات
وفي المقابل، رفض رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك مباحثات مباشرة مع روسيا من اجل وضع حد للازمة التي تهز اوكرانيا، دون وسطاء غربيين.
واعلن ياتسينيوك خلال اجتماع مجلس الوزراء إن المباحثات الثنائية بين روسيا واوكرانيا في غياب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، «مستحيلة».
لكن بوروشنكو اعرب عن الامل في التباحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرجحًا أن يعقد لقاء من هذا القبيل خلال الشهر المقبل.
الى ذلك، قتل اربعون شخصاً هم 38 مقاتلاً ومدنيان في المعارك التي جرت الاثنين بين الجيش الاوكراني والمتمردين الموالين للروس من اجل السيطرة على مطار دونيتسك في الشرق الانفصالي، كما اعلن رئيس بلدية المدينة.
وفي موازاة ذلك، اعلنت سلطات كييف أنها استعادت السيطرة الكاملة على المطار الذي شهد الاثنين معارك عنيفة. وقال رئيس بلدية المدينة اولكسندر لوكيانتشنكو أن الوضع يبقى متوتراً جداً.
واشتدت المعارك في حرم مطار دونيتسك الدولي منذ بعد ظهر الاثنين. واستخدم الجيش المروحيات والطائرات المقاتلة والمظليين لاستعادة السيطرة على المطار، الموقع الاستراتيجي للوصول الى شرق البلاد الذي استولى عليه الانفصاليون من دون عنف. بينما اعلن وزير الداخلية الاوكراني ارسيني افاكوف إن المطاراصبح تحت السيطرة الكاملة للجيش.
وشهدت مدينة دونيتسك التي تعتبر معقلاً للموالين لروسيا مستوى قل نظيره من العنف بحسب رئيس بلديتها اولكسندر لوكيانتشينكو مع المعارك الطاحنة التي اسفرت عن سقوط 38 مقاتلاً من الانفصاليين والجنود الاوكرانيين. كما قتل مدنيان في المواجهات التي اوقعت ايضاً 43 جريحاً على الاقل ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى. وفي عداد الجرحى هناك ثمانية مواطنين روس بحسب رئيس البلدية.
وبدأت المعركة من اجل السيطرة على مطار دونيتسك الاثنين بتحرك طائرات قتالية من طراز ميغ-29 وسوخوي-25 وانزال مظليين بمروحية في حرم المطار. واحتدمت المعارك خلال ساعات طوال في حرم هذا الموقع الاستراتيجي الذي يشكل منفذا الى شرق البلاد حيث سيطر الانفصاليون بدون عنف ليل الاحد – الاثنين على مناطقه.
وعلى طريق المطار وضع الانفصاليون جرافة وشاحنات وسط الطريق، وكذلك كوما من الاطارات وعلبة مليئة بقنابل مولوتوف. وافاد السكان ان ذلك وضع لمنع اي هجوم محتمل للجيش الاوكراني.
وعلى مسافة اقل من كيلومترين من المطار تركت شاحنة تحمل اثار الرصاص ومحروقة على جانب الطريق فيما غطت الارض عبوات الرصاص الفارغة والدماء وبعض الاشلاء البشرية على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
من جهتهم، دعا القادة الاوروبيون روسيا الى التعاون مع الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو ومواصلة سحب قواتها التي حشدتها على الحدود مع هذا البلد. وفي بيان ختامي لاجتماعهم في بروكسل، شجع القادة الـ 28 موسكو على «البدء بحوار صريح ومفتوح» من اجل التوصل الى حل للازمة.
وجاء في البيان «ننتظر ان تتعاون روسيا مع الرئيس الشرعي والمنتخب حديثاً ومواصلة سحب قواتها المسلحة من الحدود الاوكرانية، وان تمارس نفوذها على المجموعات المسلحة من اجل تخفيف التوتر في شرق اوكرانيا».
على خط مواز، حض القادة الـ 28 الرئيس المنتخب حديثاً بوروشنكو، والسلطات في كييف على البدء «سريعاً» باصلاحات دستورية ولامركزية. واشار البيان الى برنامج العقوبات الموجه الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على روسيا، واتفق القادة الـ 28 على مواصلة الاعمال التحضيرية للعقوبات ذات الطابع الاقتصادي والفقرة التي تحمل الرقم 3 كي تكون جاهزة للتطبيق اذا تطلبت الاحداث ذلك.
واشاروا «بقلق الى تدهور وضع حقوق الانسان في القرم بعد ضمها بشكل غير شرعي الى روسيا» في اذار (مارس) الماضي. وجددوا التأكيد انهم لن يعترفوا ابداً بضم القرم الى روسيا. من جهة اخرى، اعلنت المفوضية الاوروبية الثلاثاء تحقيق تقدم في المفاوضات حول تحرير نظام تأشيرات الدخول من قبل الاوكرانيين الى دول الاتحاد الاوروبي واوصت بالانتقال الى المرحلة الثانية من العملية.
في الاثناء اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصالاً مع بوروشنكو مهنئاً بفوزه في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية الاحد ومؤكداً له «الدعم الكامل» للولايات المتحدة، على ما اعلن البيت الابيض الثلاثاء مشيراً الى لقاء قريب بين الرئيسين.
وفي الاتصال الهاتفي شدد الرئيس الاميركي «على اهمية التنفيذ السريع للاصلاحات الضرورية لاوكرانيا لتوحيد البلاد وتطوير اقتصاد قابل للحياة وتوفير مناخ جاذب للاستثمارات وتشكيل حكومة مسؤولة تلبي تطلعات ومخاوف جميع الاوكرانيين».
واكد البيت الابيض «ان الرئيسين توافقا على مواصلة حوارهما خلال المرحلة المقبلة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي الى اوروبا». لكنه لم يعلن اي معلومات اضافية عن مكان لقاء الرئيسين. علما بان اوباما يتوجه الى اوروبا في بداية حزيران (يونيو) للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين لانزال النورماندي.
وكان بوتين ابدى استعداده لاجراء مشاورات مع هولاند بهدف «بحث القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية والتطورات الدولية». واستدعت وزارة الخارجية الاوكرانية القائم بالاعمال الروسي للاحتجاج على عملية توغل جديدة لمن اسماهم «الارهابيين المسلحين» من روسيا الى اوكرانيا.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق