رئيسي

البابا فرنسيس يختتم جولة الشرق الأوسط بزيارة القدس

يختتم البابا فرنسيس جولته في الأراضي المقدسة اليوم الاثنين بالتأكيد على حقوق المسيحيين في أماكن العبادة المتنازع عليها في القدس، ودعا الديانات السماوية الثلاث للصلاة والعمل من أجل السلام.

دعا البابا فرنسيس اليوم، وهو اليوم الثالث والأخير من زيارته للأراضي المقدسة، خلال زيارته للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة المسلمين والمسيحيين واليهود إلى «العمل معاً من أجل العدالة والسلام».
وأكد البابا في لقاء مع مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين «لنحترم ونحب بعضنا بعضا كأخوة وأخوات، لنتعلم أن نفهم ألم الآخر ولا يستغلن أحد اسم الله لممارسة العنف، ولنعمل معا من أجل العدالة ومن اجل السلام».
من جهته، قال المفتي في استقباله البابا في مقره «السلام في هذه البلاد لن يكون إلا بانهاء جميع مظاهر الاحتلال ونيل شعبنا حريته وحقوقه كافة» مشيراً إلى أن الجميع يتطلعون لدور البابا «الفاعل لوقف العدوان المستمر على أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وتمكين المسلمين والمسيحيين من أبناء شعبنا من الوصول إلى أماكن عبادتهم بحرية لأداء شعائرهم في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وهذا أبسط حقوقهم الدينية والإنسانية».
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان، وهو اقدس الأماكن لديهم.
ودخل البابا لوقت قصير إلى مسجد قبة الصخرة في الحرم القدسي ومشى في باحات المسجد. وبعدها توجه الى حائط المبكى حيث صلى هناك.
واقترب البابا الارجنتيني من الحائط ووضع يده عليه لدقائق عدة وهو صامت ثم قام بفتح مغلف أبيض وأخرج منه ورقة كتبت عليها رسالة قصيرة قرأها امام الحائط.
وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية كتب على الرسالة «قدمت هنا للصلاة الى الله ليحل السلام».
وبعدها عانق البابا كل من صديقيه القديمين حاخام بوينوس ايرس ابراهام سكوركا، والبروفسور المسلم عمر عبود رئيس معهد الحوار بين الأديان في العاصمة الارجنتينية.
وقام البابا أيضاً، في خطوة غير مقررة، بزيارة نصب لإحياء ذكرى القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في هجمات، بمرافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقام البابا بهذه الخطوة وهو في طريقه من البلدة القديمة في القدس إلى نصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم). وكان البابا قام بزيارة غير مقررة الأحد إلى الجدار الفاصل الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وتوجه البابا أيضاً إلى المقبرة الوطنية الإسرائيلية في جبل هرتزل حيث وضع إكليلاً من الورود من الفاتيكان على قبر ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية.
وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها بابا بتكريم هرتزل، بينما كان الناشطون الفلسطينيون طالبوه «بعدم تشويه زيارته بمثل هذه الأعمال».
وسيزور البابا أيضاً الحاخامين الأكبرين في إسرائيل ثم الرئيس شمعون بيريز قبيل استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مركز النوتردام التابع للفاتيكان على الحدود بين القدس الشرقية والغربية.
وسيلتقي البابا مرة أخرى أيضاً مع الطوائف المسيحية الأخرى خصوصاً الأرثوذكسية، في تقارب تاريخي كان المحطة الرئيسية في هذه الزيارة وذلك بعد نحو خمسين عاماً على القمة التاريخية بين البابا بولس السادس رأس الكنيسة الكاثوليكية والبطريرك أثيناغوراس بطريرك القسطنطينية في القدس.
وكان البابا دعا في ختام قداس في بيت لحم الأحد بيريز ونظيره الفلسطيني محمود عباس للذهاب الى الفاتيكان للصلاة معه من اجل السلام.
وقال البابا «أدعو الرئيسين بيريز وعباس إلى أن يرفعا الصلوات معي (…) وسأقدم بيتي في الفاتيكان ليستقبل تلك الصلاة (…) كلنا نرغب في السلام والكثير من الأشخاص يصنعونه يوميا عبر بادرات صغيرة. كثيرون هم الذين يعانون ويتحملون بصبر جهود العديد من المحاولات لبنائه».
وسارع عباس إلى قبول الدعوة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس «وافق الرئيس على دعوة بابا الفاتيكان وأبلغ قداسته بموافقته» مشيراً إلى أن الزيارة ستكون «في 6 حزيران (يونيو) المقبل».
في المقابل لم يكن جواب بيريز واضحاً. فقد قال على لسان المتحدث باسمه أنه «يرحب بدعوة البابا فرنسيس» لكن من دون أن يوضح ما إذا كان سيلبيها ام لا.

 


العشاء الأخير
ومن المقرر أن يقيم البابا قداساً في غرفة خارج جدران المدينة القديمة حيث يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح احتفل فيها مع تلاميذه بالعشاء الأخير. وتقع الغرفة في الطبق الثانية من مبنى حجري قديم فوق كهف يعتقد بعض اليهود أنه مكان دفن النبي داود.
وأثارت تكهنات بأن المسؤولين الإسرائيليين يعتزمون تسليم إدارة الغرفة للكنيسة رافقتها احتجاجات من المتشددين اليهود. وألقت الشرطة القبض على 26 شخصاً في مظاهرة أمس الأحد قبل زيارة البابا.
وتنفي إسرائيل أنها تعتزم التخلي عن السيطرة على الموقع.
وفي إطار تعزيز العلاقات بين الأديان التقى البابا مفتي القدس اليوم الاثنين في الحرم القدسي.
وسيزور البابا بعد ذلك الحائط الغربي الذي يعتقد أنه من بقايا جدار مجمع المعبد في الكتاب المقدس وهو أقدس موقع يهودي في العالم ويجري بعد ذلك محادثات مع اثنين من كبار حاخاميي إسرائيل.
ويتولى ثمانية آلاف شرطي تأمين زيارة البابا بعد عملية تخريب في كنيسة القي فيها باللوم على متطرفين يهود. وسيتم إغلاق بعض الطرق واشتكى باعة في أجزاء من البلدة القديمة من إجبارهم على إغلاق متاجرهم طوال اليوم لإخلاء الشوارع.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق