أبرز الأخبار

اليمن: «القاعدة» تحتفظ بجزء من قوتها وهجوم مضاد على حضرموت يوقع ثلاثين قتيلاً

بعد اعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الحرب على تنظيم القاعدة، وقراره القاضي بتطهير محافظات الجنوب بشكل كامل من اي تواجد للتنظيم، بدأت المواجهة الفعلية، بين الجيش والاجهزة الامنية وبعض القبائل من جهة، واعضاء التنظيم الذين كانوا يعتقدون انهم تجذروا في تلك المنطقة. وانه اصبح من الصعب على اية قوة اقتلاعهم منها. الحملة التي اطلقتها القوات اليمنية على مواقع عديدة في محافظات جنوبية، اسفرت عن انسحاب تلك التنظيمات من مواقعها، تاركة مئات القتلى والجرحى.

الجديد في هذا الملف، رغبة التنظيم في تأكيد وجوده، وانه قادر على الاستمرار في المواجهة. وتوجيه رسالة مضمونها انه ما يزال يحتفظ بقدر كبير من قوته، وذلك من خلال تاكيد قدرته على الرد في الوقت المناسب.
التنظيم الذي مني بخسائر كبيرة جداً، استغل فرصة مناسبة للرد على الجيش اليمني، حيث نفذ هجمة على مدينة سيئون بمحافظة حضرموت.
في هذا السياق، اعلن مسؤول محلي ومقيمون إن 30 شخصاً على الأقل قتلوا في غارة شنها مسلحون ليلة الجمعة – السبت على مدينة بجنوب شرق اليمن. وبالتزامن تواترت معلومات عن قيام التنظيم باستكمال استعداداته لمواصلة التصدي لحملة امنية واسعة اطلقتها الحكومة  ضده في مختلف انحاء البلاد.

المهاجمون
ودخل المهاجمون الذين كانوا يحملون قذائف صاروخية وقذائف مورتر ومتفجرات مدينة سيئون من الصحراء المحيطة بها وهم يستقلون 15 شاحنة بعد أن فجروا سيارة ملغومة على مدخل المدينة في محافظة حضرموت.
واستهدف المسلحون ما لا يقل عن سبعة مواقع بينها مواقع عسكرية رئيسية ومقر الشرطة المحلية وفروع بنوك بالإضافة للمطار. ووصف قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن محمد الصوملي الهجوم بانه «عمل ارهابي غادر». قبل ان يعلن أن الجيش استعاد السيطرة على المدينة. وأضاف الصوملي في بيان نشره موقع صحيفة «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية أن قتلى وجرحى سقطوا في الهجوم على قاعدته ومواقع أخرى.
واكد ان «العناصر الإجرامية الإرهابية التي دخلت مدينة سيئون – البطلة – لاقوا مصيرا مناسبا لفعلتهم العدوانية». وتابع أن الجيش طرد المهاجمين من المدينة مستخدما الطائرات الحربية.
وبحسب مسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه فإن 20 مهاجماً و10 من أفراد قوات الأمن قتلوا في الهجوم. وأن عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفيات محلية.
وذكر سكان أن امدادات المدينة من الكهرباء انقطعت خلال الهجوم وانهم سمعوا دوي انفجارات وأصوات أعيرة نارية خلال الليل. واستولى المسلحون لفترة وجيزة على بعض المباني قبل الانسحاب صباحاً.
وقال مسؤولون محليون إنهم يشتبهون في أن يكون الهجوم بقيادة جلال بلعيدي وهو أحد أبرز أعضاء تنظيم القاعدة في المنطقة.
وتمتد محافظة حضرموت من ميناء المكلا في الجنوب وحتى الحدود السعودية عبر وديان شاسعة وصحراء قاحلة. وتستغل القاعدة هذه التضاريس الوعرة لمصلحتها عبر الشرق الأوسط.
وذكرت مواقع اخبارية على الانترنت أن المهاجمين كانوا يرتدون زي الجيش اليمني.
ويحاول اليمن الذي يسكنه 25 مليون نسمة انهاء ثلاثة أعوام من الاضطرابات السياسية التي بدأت بمظاهرات حاشدة في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي حكم البلاد 33 عاما قبل أن يتنحى.
وإلى جانب المعركة ضد القاعدة تواجه الحكومة انفصاليين يسعون للاستقلال في الجنوب ومعارك مع الحوثيين الشيعة الذين يحاولون بسط سيطرتهم على شمال البلاد.
ويشن تنظيم القاعدة العديد من هجمات الكر والفر منذ أن طرده الجيش اليمني الشهر الماضي من معاقله في محافظتي أبين وشبوة في الجنوب.
ويخشى الغرب من أن التنظيم قد يستغل اليمن المجاور للسعودية كقاعدة لشن هجمات دولية. ويثبت الهجوم ان قدرات الشبكة ما زالت قائمة رغم الضغط الذي يمارسه الجيش الذي يطارد مقاتليها منذ اواخر نيسان (ابريل) في جنوب البلاد. وتؤكد السلطات انها سجلت نقاطاً ضد الشبكة نتيجة العمليات العسكرية الاخيرة، لكن الخبراء يعتبرون ان القاعدة تجنبت المواجهة مع الجيش وفضلت الانكفاء الى المناطق الجبلية.

قائد جديد
الى ذلك، اعلن مسؤول عسكري في صنعاء ان الرئيس عبد ربه منصور هادي اصدر قراراً بتعيين قائد جديد للمنطقة العسكرية الاولى التي ترابط في مدينة سيئون وهو  العميد احمد علي هادي خلفاً للعميد محمد الصوملي على خلفية الهجوم على سيئون.
واشار الى ان القرار جاء بعد ان تبين للرئيس ان قائد المنطقة المقال غادر سيئون الجمعة الى صنعاء كما انه تم تخفيف الانتشار العسكري في المدينة قبل الهجوم الارهابي بيوم . واكد المسؤول ان الرئيس هادي عين القائد الجديد من ابناء بلدة الوضيع مسقط رأس هادي وهو من المقربين منه.
ويذكر هذا الهجوم بالهجوم الذي شنته القاعدة في الخامس من كانون الاول (ديسمبر) ضد وزارة الدفاع في صنعاء واسفر عن 56 قتيلاً.
وفي الثالث من نيسان (ابريل)، تعرض مقر قيادة الجيش في عدن، ابرز مدن جنوب اليمن، لهجوم بالطريقة نفسها.
وفي سيئون، لم يكن مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى إلا احد اهداف الهجوم. واستهدف الهجوم ايضاً مقر المخابرات والشرطة والمباحث والمرور وقوات الامن الخاصة ومجمع الدوائر الحكومية والمطار والبنك المركزي وبنك التسليف الزراعي والاهلي والبريد.
من جهة اخرى، ذكرت مصادر قبلية ان اربعة من المتمردين الزيديين الشيعة قتلوا مساء الجمعة في انفجار سيارة مفخخة في شمال اليمن. وقال احد هذه المصادر ان «اربعة من عناصر الحوثي قتلوا وجرح شخص خامس بسيارة مفخخة انفجرت في نقطة تفتيش تابعة لجماعة الحوثي في مديرية الغيل بمحافظة الجوف» شمال اليمن. واعرب عن اعتقاده بان انتحارياً كان بداخل السيارة المفخخة.

قتل امير القاعدة
في سياق مواز، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن الأجهزة الأمنية تمكنت من قتل أمير  تنظيم  القاعدة  بالعاصمة صنعاء، بينما ارتفع إلى عشرة عدد القتلى في صفوف الجيش اليمني خلال مواجهات عنيفة مع مسلحي الحوثيين في جبل جَنّات شمال غرب مدينة عمران.
ونقل موقع 26 سبتمبر الإخباري اليمني عن مصادر أمنية بوزارة الدفاع قولها إن أمير تنظيم القاعدة في صنعاء صالح التيس المكنى أبو ياسر لقي مصرعه في عملية نوعية نفذتها الأجهزة الأمنية في صنعاء الأحد.
وأضافت المصادر أن «التيس متورط في قتل الدكتور أحمد شرف الدين عضو مؤتمر الحوار الوطني ومواطنين ودبلوماسيين أجانب»، مشيرة إلى أن العملية الأمنية أسفرت عن «تدمير أربع سيارات كانت مجهزة لتنفيذ عمليات انتحارية».
وكانت مصادر أمنية أعلنت في وقت سابق أن قوات الأمن قتلت خمسة من عناصر تنظيم القاعدة واعتقلت أربعة آخرين في غارة شمالي العاصمة صنعاء.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق