دولياتعالم

الانفصاليون يعطلون الانتخابات الاوكرانية، رغم رسائل التهدئة الروسية

سجلت الهيئات المتابعة للانتخابات الرئاسية الاوكرانية كما من الملاحظات حول مجريات العملية الانتخابية. ابرز تلك الملاحظات تاثر نسبة الاقبال بمجريات الازمة وتداعياتها. من ابرز تلك الملاحظات تراجع مستوى الاقبال على صناديق الاقتراع حتى ساعات العصر. حيث لم تتجاوز النسبة –  عصراً – في جميع انحاء البلاد الاربعين بالمائة. متأثرة بالتدني الكبير الذي سجلته في المناطق الشرقية التي تخضع للنفوذ الروسي، حيث تدنت النسبة هناك الى اقل من خمسة بالمائة.

وقد بدأ الأوكرانيون الإدلاء بأصواتِهم في الانتخابات الرئاسية التي قررتها السلطات الحالية في كييف بعد إقدامها على عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش نهاية شباط (فبراير) الماضي. ويتنافس على الرئاسة عدد من المرشّحين يتصدرهم بحسب استطلاعات الرأي المليونير بيترو بوروشينكو تليه رئيسة الوزراءِ السابقة يوليا تيموتشينكو.
وأدلى الناخبون يوم الاحد بأصواتهم في انتخابات رئاسية وصفت بأنها الأهم منذ استقلوا عن موسكو قبل 23 عاماً لكن الانفصاليين المسلحين المؤيديين لروسيا عطلوا التصويت في الأقاليم الشرقية من الجمهورية السوفياتية السابقة.
وأظهرت مؤشرات أولية إقبالاً كبيراً على التصويت في الانتخابات التي وعد فيها المرشحون الأساسيون وعلى رأسهم بيترو بوروشينكو قطب صناعة الحلويات بعلاقات أوثق مع الغرب في تحد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن غياب أكثر من 15 في المئة من الناخبين – في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وإقليمين في الشرق حيث استمرت المعارك مع الانفصاليين المؤيديين لموسكو يوم السبت – قد يؤثر على النتائج وقد يترك المجال لموسكو للتشكيك في شرعية الفائز حتى مع تعهد بوتين الجديد باحترام إرادة الناخبين.

صورة ضبابية
وفي إقليم دونيتسك الصناعي الذي يغلب على سكانه الناطقون بالروسية ويقيم فيه 3،3 مليون ناخب مسجل قالت السلطات إنه لم تفتح سوى عشرين بالمئة من مراكز الاقتراع بدءاً من الساعة التاسعة والنصف صباحاً. ولم تفتح أي مراكز اقتراع في مدينة دونيتسك. لكن الصورة في الشرق بدت أكثر ضبابية. فقد انسحب مراقبون أوروبيون للانتخابات بشكل كبير من إقليم دونيتسك حرصا على سلامتهم قائلين إن الانفصاليين المؤيدين لموسكو يشنون حملة ترويع ضد مسؤولي الانتخابات.
وشكا ناخبون من حرمانهم من التصويت وفي بعض الحالات كان السبب هو عدم تسلم أوراق الاقتراع نتيجة مخاوف أمنية بعد أن قتل 20 شخصاً على الأقل في المنطقة خلال معارك في الأيام الأخيرة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بوروشينكو الملقب بملك الشوكولاته بسبب امبراطوريته للحلويات هو المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات. لكن التساؤل الأكبر هو إن كان سيحصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات ليفوز من الجولة الأولى. وفي حال عدم حدوث ذلك ستجرى جولة إعادة يوم 15 حزيران (يونيو).
في الاثناء، وخلافاً لكل المواقف السابقة، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باحترام نتائج الانتخابات الرئاسية الاوكرانية. وطالما عبر القادة الروس في السابق عن رفضهم للانتخابات الرئاسية الاوكرانية على اعتبار انها غير شرعية، ولكن في خطاب الجمعة في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا اكد بوتين انه سيحترم خيار الشعب الاوكراني وسيتعامل مع الرئيس المنتخب.
وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبورغ «نفهم ان الشعب الاوكراني يريد الخروج من الازمة»،  نريد نحن ايضاً ان يعود الهدوء في نهاية المطاف الى اوكرانيا، وسنحترم خيار الشعب الاوكراني. واكد انه مثلما نعمل اليوم مع هؤلاء الذي يسيطرون على الحكم، سنعمل بعد الانتخابات مع السلطات المنتخبة.
ووصف الرئيس الروسي ما يحصل في اوكرانيا بـ «الفوضى وحرب اهلية حقيقية» في اشارة الى المعارك بين الجيش الحكومي والانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق اوكرانيا.
ومن اجل تأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية، نشرت كييف 55 الف شرطي و20 الف متطوع. وتوعد الانفصاليون من جهتهم بمنع اجراء الانتخابات في الشرق حيث قد يواجه حوالي مليوني ناخب صعوبات في الادلاء بأصواتهم.

الاستحقاق الاهم
وينظر الى الاستحقاق الرئاسي على انه الاكثر اهمية لمستقبل اوكرانيا منذ استقلالها في 1991، خصوصاً ان البلاد تواجه خطر الانقسام وتقف على شفير الانهيار الاقتصادي.
ويبدو الملياردير المؤيد للغرب بيترو بوروشينكو الاوفر حظاً في الوصول الى سدة الرئاسة، حيث حصل على 30 نقطة اكثر من رئيس الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو، وفق استطلاعات رأي بينت انه من المرجح ان تجري دورة انتخابية ثانية في حزيران (يونيو).
وفي خطوة اخرى قد تهدىء التوترات قبل الاقتراع، امر بوتين الاسبوع الحالي بانسحاب القوات الروسية المحتشدة على الحدود الاوكرانية، والتي قدر الحلف الطلسي عديدها بـ 40 الفاً.
واعلن رئيس اركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف ان القوات الروسية ستعود الى ثكناتها خلال عشرين يوماً.
من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بحذر بمواقف الرئيس الروسي وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض «سنرحب بصدور مؤشر من الروس يظهر قبولهم بنتائج انتخابات حرة وعادلة وديموقراطية في اوكرانيا».
واذ رحب بتصريحات بوتين، اعرب وزير الخارجية الاوكراني اندريه ديشتشيتسا عن الامل في ان تقرن هذه التصريحات باعمال ملموسة، مضيفاً انه يبدو ان موسكو تأخذ بالاعتبار احتمال تشديد العقوبات ضدها من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
وهددت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون بتشديد العقوبات على موسكو في حال عمدت الى عرقلة سير العملية الانتخابية. وفرضت الدول الغربية عقوبات على شخصيات في الدائرة المحيطة ببوتين بعد ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا في اذار (مارس) الماضي.
ولكن بوتين اكد في خطابه ان تلك العقوبات سترتد على الغربيين. واتهم واشنطن بالوقوف وراء اطاحة الرئيس الاوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط (فبراير)، معتبراً ان الازمة اندلعت لان يانوكوفيتش ارجأ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي وتلى ذلك انقلاب بدعم من الاميركيين والنتيجة كانت الفوضى وحرباً اهلية حقيقية.
الى ذلك، وفي مؤشر على تليين المواقف، امر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعادة القوات التي كانت تشارك في مناورات عسكرية قرب الحدود الاوكرانية مطالباً كييف بسحب قواتها فوراً من شرق البلاد، حسبما اعلن الكرملين.

سحب القوات الروسية
وفي خطوة قد تخفف حدة التوترات، افاد الكرملين بحسب ما نقلت وكالات الانباء ان فلاديمير بوتين اعطى الامر الى وزير الدفاع بسحب القوات الى ثكناتها بسبب انتهاء التدريبات التي تطلبت نشرها في مناطق روستوف وبيلغورود وبريانسك المجاورة لاوكرانيا.
وتابع الكرملين بحسب وكالة ريا نوفوستي الرسمية ان روسيا تدعو اوكرانيا الى وضع حد فوراً لعملية القمع واعمال العنف والى سحب القوات وتسوية كل المشكلات القائمة بالسبل السلمية حصرا في اشارة الى عملية مكافحة الارهاب التي اطلقها الجيش الاوكراني في 13 نيسان (ابريل).
الا ان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن اعلن عقب تلك التصريحات ان ليس هناك اي دليل على ان روسيا بدأت بسحب قواتها. وقال راسموسن رداً على اسئلة الصحافيين بعد اعلان بوتين: للاسف يجب ان اقول انه ليس لدينا اي دليل على ان روسيا بدأت بسحب قواتها.
على صعيد متصل اعلن مسؤول كبير في ادارة الرئيس باراك اوباما ان الولايات المتحدة تنتظر ادلة ملموسة على انسحاب القوات الروسية من الحدود الاوكرانية الذي سبق ان اعلنه الكرملين.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق